-
محللون فلسطينيون: الشعوب العربية أدركت ضرورة وقف حد لانتهاكات الاحتلال
-
مسئولة بوزارة الثقافة الفرنسية: تغير الموقف الدولى تجاه إسرائيل بعد استحلالها دماء الأبرياء
-
متحدث الخارجية الأمريكية: نبذل كل الجهود اللازمة لإيصال المساعدة الإنسانية للشعب الفلسطينى
-
طارق فهمى:هناك تغيرات فى الرؤية الخاصة بالرأى العام العالمى بشأن ما يحدث فى غزة بعد تفجير مستشفى المعمدانى
-
قيادى بالحزب الاشتراكى الألمانى: هناك أصواتًا فى ألمانيا تدعو إلى ضرورة تقديم المساعدات لغزة للتخفيف من معاناة سكأنها
-
باحث سياسى صينى: بكين تدعو لوقف إطلاق النار وحماية المدنيين وتستنكر كل الهجمات على المدنيين
لم تكن عملية طوفان الأقصى حدثا عاديا سواء فى تاريخ الانتفاضة الفلسطينية ضد الاحتلال الإسرائيلى، أو فى رد فعل الاحتلال ذاته على تلك العملية، فتاريخ الانتفاضات الفلسطينية الذى بدأ منذ عقود لم يأخذ نفس الزخم الذى شهدته الآنتفاضة الأخيرة، هذا الحدث الذى سيكون له ما بعده، وقد كان بألفعل، وسيظل عالقا فى أذهان الكثيرين، وسيكتب فى تاريخ المقأومة ألفلسطينية أنه فى أولى ساعات صباح السبت 7 أكتوبر، فوجئت عدة مدن إسرائيلية بهجوم صاروخى وَاسعِ النطاق من قبل فصائل المقأومة ألفلسطينية، التى وجهت ما تجأوز الـ5 آلاف صاروخ تجاه عدد من مستوطنات الاحتلال من ديمونا فى الجنوب إلى هود هشارون فى الشمال والقدس فى الشرق، ضمن تخطيط نوعى للمقأومة والذى تزامن مع اقتحام برى لعناصر المقأومة لعدد من المستوطنات القريبة من قطاع غزة عبر السيارات رباعية الدفع والدراجات النارية والطائرات الشراعيّة، وتأسر عدد كبير من الجنود والمواطنين الإسرائيليين، ليتجأوز عدد القتلى الإسرائيليين الـ1000، بجانب مئات الأسرى.
بالفعل تلك العملية كان لها ما بعدها من تصعيد هو الأخطر فى تاريخ إسرائيل ضد قطاع غزة، فى عملية إبادة جماعية وتطهير عرقى، وصل حتى كتابة هذه السطور إلى 4137 شهيًدا، غالبيتهم من الأطفال والنساء و13162 إصابة بجروح مختلفة، بحسب بيان رسمى صدر من وزارة الصحة الفلسطينية، اليوم الجمعة، والأعداد قد تكون مرشحة للزيادة فى ظل استمرار القصف الإسرائيلى الذى لا يميز بين طفل وسيدة وشيخ، ومسجد ومبنى سكنى ومستشفى، الجميع تحت مرمى القصف، فى ظل صمت دولى يخيم على جرائم الاحتلال ضد المدنيين العزل.
منذ بداية عملية طوفان الأقصى حتى مساء الثلاثاء 17 أكتوبر 2023 سيئا، وما حدث بعد هذا التاريخ شيئا أخر، فالمعادلة اختلفت كثيرا، وردود الأفعال الدولية التى كان بعضها يناصر الاحتلال تحولت بنسبة كبيرة لمناصرة أهإلى غزة العزل الذين يتعرضون لجرائم تطهير عرقى، هذا الحدث كان استهداف المستشفى الأهلى المعمدانى، فى مساء الثلاثاء الماضى، مجزرة راح ضحيتها فى الحال وفقا لتقديرات وزارة الصحة ألفلسطينية 471 شهيدا و314 مصابا منهم 28 فى حالة حرجة، جريمة لم تحرك فقط وجدان العالم العربى فقط، بل حركت قلوب الرأى العام العالمى، الذى كان فى البداية متعاطفا مع الاحتلال بعد عملية طوفان الأقصى، وأغلق عينيه عن جرائم إسرائيل فى غزة والتصعيد الجنونى الذى حدث، إلا أن جاءت مجزرة المستشفى لتفضح الاحتلال أمام العالم، وتبدأ لهجة قيادات واشنطن وأوروبا تتحدث عن ضرورة إدخال المساعدات والتهدئة ووقف القتال بعد أن كانت تتجه نجو دعم غير محدود للاحتلال.
مسيرات ومظاهرات عربية وإلغاء القمة العربية مع بايدن
بعد جريمة مستشفى المعمدانى مباشرة، خرجت بيانات إدانة عربية، تطالب بضرورة تدخل المجتمع الدولى تجاه تلك الجرائم الإسرائيلية، كان من بينها بيان وزارة الخارجية المصرية مساء الثلاثاء، حيث أدانت مصر المجزرة، وطالبت جميع دول العالم، لاسيما الدول الكبرى وذات التأثير، بالتدخل لوقف هذه الآنتهاكات وإدانتها بلا مواربة، ومطالبة إسرائيل بالتوقف عن استهداف محيط معبر رفح لتمكين مصر ومن يرغب من باقى الدول والمنظمات الدولية والإغاثية لإنفإذ المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة فى أسرع وقت.
مسيرات لدعم غزة
وأعلنت مصر الحداد لمدة 3 أيام حدادًا على أرواح الضحايا الأبرياء فى جريمة قصف المستشفى، كما أن الرئيس عبد الفتاح السيسى، أكد عبر صفحته الرسمية على فيس بوك أكد السيسى أنه تابع ببالغ الأسى القصف الإسرائيلى لمستشفى الأهلى المعمدانى، فى قطاع غزة، والذى أسفر عن سقوط مئات الضحايا الأبرياء والجرحى والمصابين من المواطنين الفلسطينيين فى غزة، كما أدان بأشد العبارات هذا القصف المتعمد، موضحا أنه يعتبر انتهاكا صريًا للقانون الدولى ومقررات الشرعية الدولية والإنسانية، وأن موقف مصر دولة وشعبًا رفضها لاستمرار هذه الممارسات ضد المدنيين، مطالبًا بوقفها بشكل فوري.
وقطع الرئيس الفلسطينى محمود عباس أبو مازن، أيضا زيارته للأردن، عائدا إلى الضفة، فيما أعلنت السلطة الفلسطينية الحداد وتنكيس الأعلام على الضحايا، ووصفت وزارة الخارجية الفلسطينية الجريمة بأنها مجزرة بدم بارد.
الرئيس الفلسطينى محمود عباس أبو مازن
كما أدانت المملكة العربية السعودية القصف الإسرائيلى على مستشفى الأهلى المعمدانى، موضحة أن هذا التطور الخطير يفرض على المجتمع الدولى التخلى عن ازدواجية المعايير، ومطالبة بفتح ممرات آمنة فورا لإرسال المساعدات إلى غزة، فيما أعلن رئيس مجلس الوزراء اللبنانى، نجيب ميقاتى، الأربعاء يوما للحداد الوطنى على الضحايا فى غزة، مع تنكيس الأعلام، موضحا أن المجزرة التى استهدفت المدنيين العزل فى المستشفى الأهلى المعمدانى فى غزة وشكلت وصمة عار فى سجل الإنسانية.
من جانبه قال العاهل الأردنى الملك عبدالله الثانى، إن مجزرة مستشفى المعمدانى بغزة جريمة حرب نكراء لا يمكن السكوت عنها، موضحا أن على إسرائيل أن توقف عدوأنها الغاشم على غزة فورا، الذى يتنافى مع القيم الإنسانية والأخلاقية ويشكل خرقا فاضحا لقواعد القانون الدولى الإنساني.
وكذلك أعلنت سلطنة عمان إدانتها استهداف مستشفى المعمدانى فى مدينة غزة، مؤكدة أنه يمثل جريمة من جرائم الحرب والإبادة وانتهاكا للقانون الدولى الآنسانى والأخلاق والمواثيق الدولية، بدورها أدانت وزارة الخارجية القطرية، قصف إسرائيل لمستشفى المعمدانى واصفة إياه بمجزرة وحشية وجريمة بحق المدنيين وطالبت المجتمع الدولى بتحمل مسئوليته وردع إسرائيل عن ارتكاب المزيد من الجرائم بحق المدنيين.
من ناحيتها أدانت الرئاسة الجزائرية بشدة الهجوم المتعمد لإسرائيل على مستشفى بقطاع غزة، فيما أعلن العراق حالة الحداد الرسمى لمدة 3 أيام فى أنحاء البلاد إكرامًا للأرواح البريئة التى سقطت فى مجزرة مستشفى المعمدانى، كما أدانت الحكومة الموريتانية "إدانتها المجزرة المهولة التى ارتكبتها آلة الحرب الإسرائيلية، معلنة هى أيضا الحداد الوطنى على أرواح شهداء هذه المجزرة الأليمة وتنكيس الأعلام لمدة 3 أيام.
ونددت الإمارات بشدة بالهجوم الإسرائيلى على المستشفى فى غزة، بدوره أكد رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية عبد الحميد الدبيبة، أن استهداف مستشفى المعمدانى جريمة وحشية فاقت كل الحدود، كما أوضحت وزارة الخارجية بحكومة الوحدة الليبية أن قصف الاحتلال الإسرائيلى المتعمد للمستشفى جريمة حرب وفق القانون الدولى والإنسانى يجب أن يعاقب مرتكبوها، فيما استنكر المغرب بشدة قصف القوات الإسرائيلية للمستشفى، مجددة مطالبتها بحماية المدنيين من قبل كل الأطراف وعدم استهدافهم.
كما أعلنت الأردن مساء الثلاثاء أيضا، إلغاء القمة الرباعية التى كانت تجمع بين زعماء مصر والأردن وفلسطين والولايات المتحدة الأمريكية، لمناقشة الأوضاع فى غزة، وذلك بعد استهداف المستشفى، ليسافر بعدها الرئيس الأمريكى جو بايدن إلى السفر لإسرائيل، وحينها صرح السفير أحمد أبو زيد، المتحدث الرسمى باسم وزارة الخارجية، مساء الثلاثاء 17 أكتوبر، أنه بالتنسيق كل من مصر والأردن والسلطة الفلسطينية، تقرر إلغاء القمة الرباعية التى كان مقررًا انعقادها فى العاصمة الأردنية عمان، اليوم الأربعاء 18 أكتوبر، على ضوء قصف مستشفى المعمدانى فى قطاع غزة، وسقوط مئات الضحايا من أبناء الشعب الفلسطينى جراء هذا القصف.
كان هذا هو الموقف الرسمى العربى تجاه جريمة قصف مستشفى المعمدانى، أما فيما يتعلق بالموقف الشعبى، فاندلعت المظاهرات والمسيرات العرامة فى شوارع العديد من العواصم العربية، فى ليلة القصف وصباح اليوم الثانى مع استمرار تلك المظاهرات لعدة أيام، حيث خرجت فى ذات ليلة المجزرة مظاهرات فى عدة دول عربية وإسلامية كان على رأسها تونس، واليمن، ولبنان، والأردن، والسعودية ومدينة إسطنبول، وإعلان الإضراب الشامل فى غزة، تبعها فى اليوم الثانى مسيرات فى أغلب محافظات مصر التى نددت بتلك الجريمة النكراء فى حق الفلسطينيين.
ويعلق المحلل السياسى الفلسطينى عبد المهدى مطأوع، على الموقف العربى بشأن العدوان الإسرائيلى على غزة، قائلا أن الموقف العربى يمكن قرائته شعبيا أو رسميا، فالجماهير العربية متضامنة بشكل كبير تجاه القضية الفلسطينية ومع ما حدث.
ويضيف المحلل السياسى الفلسطينى، فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، أنه على المستوى الرسمى على رأس الدول مصر موقفها مشرف من البداية وبياناتها التى صدرت تحأول وضع لبنة أساسية لإنهاء هذا الجنون الذى يحدث فى غزة، وأكثر المواقف التى أعتبرها قوية هى مواقف مصر والسعودية والأردن.
كما يؤكد الدكتور أيمن الرقب أستإذ العلوم السياسية بجامعة القدس، أنه لابد أن نميز بين الموقف العربى الرسمى وبين الموقف الشعبى بعد استهداف مستشفى المعمدانى فى غزة من قبل الاحتلال، حيث أن الشعوب العربية تنتفض فى أكثر من مكان وتعبر عن غضبها فى أكثر من مكان، بينما الدول لديها حسابات ولكن لشعوب ليس لديها حسابات.
ويضيف أستإذ العلوم السياسية بجامعة القدس، فى تصريحات خاصة أن المسيرات التى خرجت والتى ستخرج خلال الأيام المقبلة هى رسالة للمحتلين أن الشعوب العربية حية خاصة أنها شعوب تتحرك بموقف رسمى لمعظم الدول مساندة للقضية الفلسطينية ولكن هناك مستويات فهناك دول متقدمة فى دغم القضية الفلسطينية وعلى رأسها مصر التى لديها موقف متقدم فى دعم القضية الفلسطينية عن دول أخرى.
أيمن الرقب القيادى فى حركة فتح
ويوضح الدكتور أيمن الرقب، أن هناك عوامل محركة ومهمة لشعوب المنطقة التى أدركت أن هناك ضرورة لوقف حد لانتهاكات وجرائم الاحتلال ضد أهالى غزة، وضرورة وقف استهدافه للأبرياء من أطفال وشيوخ ونساء فى فلسطين بالكامل.
المؤسسات الدولية تتعاطف مع غزة
على مستوى المؤسسات والمنظمات الدولية والأممية، خرجت هى الأخرى لتدين هذا الفعل وتطالب بمحاسبة المتورطين فيه، بعدما أدان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش القصف الإسرائيلى للمستشفى، وكذلك أدان المدير الإقليمى لمنظمة الصحة العالمية لإقليم شرق المتوسط الدكتور أحمد المنظرى الهجوم الوحشى، حيث كان يعمل به مرضى وعاملون فى المجال الطبى ونازحون يحتمون به وكان من بين 20 مستشفى فى شمال قطاع غزة، تلقى أوامر من الجيش الإسرائيلى بالإخلاء والتوجه جنوبا، وتنفيذ تلك الأوامر مستحيل لعدة أسباب منها انعدام الأمن والظروف الحرجة للكثيرين من المرضى وعدم توفر سيارات الإسعاف وأماكن الإيواء البديلة للنازحين.
الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش
وكذلك أدانت المديرة التنفيذية لليونيسف كاثرين راسل، الجريمة، قائلة إنها تشعر بالفزع إزاء التقارير التى تفيد بمقتل وإصابة أطفال ونساء فى أعقاب الهجوم على المستشفى الأهلى فى قطاع غزة، وأن الهجوم يؤكد التأثير المميت الذى تحدثه هذه الحرب المستمرة على الأطفال والعائلات، ففى 11 يوما فقط فقد مئات الأطفال حياتهم بشكل مأسأوى، كما أدان تور وينسلاند، منسق الأمم المتحدة الخاص لعملية السلام فى الشرق الأوسط بأشد العبارات الهجوم المروع على المستشفى المعمدانى وأبدى تعاطفه مع أسر الضحايا، مجددا رفضه الهجمات ضد المدنيين، وأن مرافق الصحة وأفرادها يتمتعون بحماية خاصة وفق القانون الإنسانى الدولى، فيما ندد المفوض الأعلى للأمم المتحدة لحقوق الإنسان فولكر تورك بالقصف الذى أكد أنه مرفوض تماما، قائلا أن الكلام يعجز عن التعبير، فهذه الليلة قُتل مئات الأشخاص بطريقة مروعة فى الهجوم على المستشفى، بمن فيهم مرضى ومقدمو رعاية صحية وعائلات لجأت إلى المستشفى ومحيطه.
تغير فى موقف قادة دول العالم تجاه ما يحدث فى غزة
بعد أن كان الموقف العام الدولى مدافعا عن الاحتلال، ويرفض لأى تظاهرات تدعم غزة، وينشر أكإذيب حول استهداف المقأومة للأطفال والنساء فى إسرائيل، خرج قادة دول العالم للتضامن مع أهل غزة، وإدانة المجزرة التى شهدتها المستشفى، بعدما أكد الرئيس الفرنسى، إيمانويل ماكرون، أن لا شيء يمكنه أن يبرر قصف مستشفى ولا شيء يمكنه أن يبرر استهداف المدنيين، فيما أعرب وزير الخارجية الإيطالى أنطونيو تايانى ووزير الدفاع جويدو كروسيتو عن استيائهما من القصف الذى استهدف مستشفى المعمداني.
تصريحات ماكرون تأتى بعد أيام من تصريحات أخرى خرج بها الرئيس الفرنسى بعد عملية طوفان الأقصى، أعلن فيها أنه يستنكر الهجمات على إسرائيل، ووصفها بالإرهابية، وعبر حينها عن تضامنه الكامل مع الضحايا وعائلاتهم والمقربين منهم، وفى 12 أكتوبر خرج الرئيس الفرنسى ليعلن دعم باريس الواضح لإسرائيل، وذكر أن من حق إسرائيل قصف حركة حماس.
وفى تصريح خاص، تقول الدكتورة جيهان جادو، مسئولة لوزارة الثقافة الفرنسية، أن إدانة فرنسا لما تفعله إسرائيل فى غزة أمر طبيعى بعد ما حدث فى مستشفى المعمدانى بالقطاع.
وأضافت الدكتورة جيهان جادو، لـ"اليوم السابع"، من فرنسا: "بكل تأكيد بعد ما استحلت إسرائيل دماء الأبرياء وانتهكت كل المعايير الدولية والشرعية التى تصنفها من مجرمى الحرب كل الدول الآن بعد ما كانت متعاطفة معها على سبيل الفعل ورد الفعل أصبحت تؤكد أن إسرائيل تجأوزت ردود الأفعال لتصبح من الدول التى خرقت القوانين الدولية خاصة بعد إبادة المدنيين والأبرياء العزل.
وتوضح مسئولة لوزارة الثقافة الفرنسية، أن إسرائيل أصبحت تعد من الدول التى قامت بمجازر دولية، لذلك أنظار العالم الآن أصبحت متجهة إلى إما محأولات التهدئة لإنقإذ أرواح الأطفال والمدنيين وإما لإدانة إسرائيل واعتبارها من مجرمى الحرب.
وكذلك أدانت وزارة الخارجية اليابانية الهجوم، مؤكدة أن الهجمات ضد المستشفيات أو المدنيين لا يمكن تبريرها تحت أى مسمى، وأنها تشعر بالاستياء الشديد إزاء الأضرار الجسيمة التى لحقت بالمدنيين الأبرياء، معربة عن تعاطفها مع الضحايا وذويهم، ومطالبة جميع الأطراف على التحرك وفقا للقانون الدولى، لتجنب سقوط المزيد من الضحايا المدنيين.
لم يختلف الأمر كثيرا مع رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين التى أكدت أنه لا يوجد أى مبرر لقصف المستشفى المعمدانى بمدينة غزة، داعية إلى سرعة إثبات الحقائق ومحاسبة المسئولين عنها، متابعة :"فى الليلة الماضية صدمتنا جميعا مأساة جديدة لا معنى لها وهى قصف مستشفى فى غزة يؤوى مئات الجرحى ما أدى إلى تحوله إلى جحيم من النار، المشاهد من المستشفى مرعبة ومؤلمة، لا يوجد أى مبرر لقصف مستشفى مليء بالمدنيين، يجب إثبات كل الحقائق ومحاسبة المسئولين عنها"، كما أدان رئيس المجلس الأوروبى شارل ميشال القصف الإسرائيلى لمستشفى المعمدانى، موضحا أن استهداف المنشآت المدنية ينتهك القانون الدولي.
يأتى موقف المسئولان الأوروبيان، بعد أيام أيضا من طلب المفوضية الأوربية من ميتا المالكة لموقعى فيس بوك وإنستجرام وأكس حذف المحتوى الذى يدعم عملية طوفان الأقصى، بحسب ما كشفه تقرير لجنة نقابة الصحفيين لرصد انحياز الإعلام الغربى لإسرائيل، فيما أدانت وزارة الخارجية اليونانية الهجوم الصاروخى على مستشفى، معربة عن استيائها العميق إزاء الأحداث التى أدت إلى خسائر مؤلمة للغاية فى الأرواح البشرية، ومؤكدة ضرورة حماية المدنيين وإعلاء القيم الإنسانية وتبقى ثابتة فى التزامها بهذا الموقف، فيما طالبت وزارة الخارجية البولندية الجانبين الفلسطينى والإسرائيلى على التهدئة الفورية للصراع العسكرى بعد انفجار مستشفى فى غزة، مؤكدة أن بولندا غاضبة من الخسائر غير المقبولة فى أرواح المدنيين الأبرياء التى أزهقت بسبب العدوان الإسرائيلي.
ألمانيا لم تكن بعيدة عن الأمر، حيث خرج المستشار الألمانى أولاف شولتز عبر حسابه الرسمى على x يعلن فيه أن فتح تحقيق شامل فى الآنفجار المميت الذى وقع فى مستشفى المعمدانى أمر ضرورى، قائلا :"أنا مذعور من صور الآنفجار فى مستشفى فى غزة، المدنيون الأبرياء جرحوا وقتلوا، وأفكارنا مع عائلات الضحايا"، حيث جاءت تغريدة "شوتلز"، بعد 10 أيام فقط من تصريحه بأن ألمانيا تقف بقوة إلى جانب إسرائيل، وقال أن لها الحق فى الدفاع عن نفسها أمام الهجمات.
حسين خضر، القيادى فى الحزب الاشتراكى الألمانى، يقول أن الوضع فى الشوارع الألمانية ووسائل الإعلام تغير قليلًا، كانوا يدعمون إسرائيل ويوجهون اتهامات عامة للجميع، ولكن الآن هناك أصوات عادلة تظهر تضامنها مع سكان غزة المدنيين.
حسين خضر - القيادى فى الحزب الاشتراكى الألماني
ويضيف القيادى بالحزب الاشتراكى الألمانى لـ"اليوم السابع" أن هناك أصواتًا فى ألمانيا تدعو إلى ضرورة تقديم المساعدات لغزة للتخفيف من معاناة سكأنها من ما يحدث فى المنطقة، فالوضع فى غزة مؤلم تمامًا ومرعب وصعب للفهم.، وكل حياة فردية لا تقدر بثمن وتستحق أعلى مستوى من الحماية، ويجب أن تتوقف المجازر التى تفصل العائلات وتترك وراءها ألمًا لا يمكن تصوره، يحتاج المدنيون فى غزة بشكل عاجل إلى المساعدة الإنسانية لمساعدة الناس فى حالتهم المأسأوية.
ويتابع :"العنف والتصعيد الذى شهدناه فى المنطقة فى الأسابيع الأخيرة لا يُطاق، ويؤلم قلبى مع كل تقرير وكل خبر وكل صورة، أتمنى بشدة أن يجتمع قادة من مصر وألمانيا ويتصرفوا بشكل تعأونى ومتحد لوقف قتل الأرواح البريئة وضمان السلام وإنقإذ الأرواح، وحان الوقت لتسود الإنسانية، أن ندعم بعضنا البعض بدلًا من القتال ضد بعضنا البعض، ونحن نعتقد بقوة أن مصر وألمانيا، كدول مهمة فى العالم وفى السياسة وفى مجال السلام، يمكنهما أن تلعبا دورا حاسما فى تعزيز السلام فى هذه المنطقة، ونعطى أهمية كبيرة لضرورة أن تكون ألمانيا ومصر قوى سياسية نشطة وتعمل بشكل مستدام لإيجاد حل سلمى فى الشرق الأوسط".
ويقول حسين خضر:"منذ زمن طويل، يتميز الوضع فى الشرق الأوسط بالصراعات والتوترات المستمرة، ومع ذلك، نحن على يقين تام بأن الحل السلمى المستدام يمكن أن يتحقق فقط من خلال الحوار والتعأون بين جميع الأطراف المعنية، فى الماضى، لعبت مصر وألمانيا دورًا حاسمًا فى تعزيز السلام والاستقرار فى منطقتنا، ونعتقد أنهما قادرتان على تحقيق ذلك مرة أخرى، ونحن على يقين بأن مصر وألمانيا قادرتان على أن تلعبا دورًا حاسمًا فى تعزيز السلام فى الشرق الأوسط، كونهما قوتين سياسيتين ذات تأثير كبير فى المجتمع الدولى، يمتلكان القدرة على التوسط بين الأطراف المتنازعة وتعزيز الحوار والتعأون، وكمواطن يحمل جنسية هاتين الدولتين، أعتقد أنه بالفعل فقط دول بحجم مصر وألمانيا وثقلهما السياسى يمكنهما جذب النزاع إلى طأولة المفأوضات.
كما وصف نائب رئيس مجلس الأمن القومى الروسى ديمترى ميدفيديف الهجوم على مستشفى المعمدانى بجريمة عسكرية بشعة، محملا الولايات المتحدة المسئولية النهائية عن هذه المأساة، موضحا أن الضربة الشنيعة على مستشفى فى قطاع غزة تشكل جريمة حرب، والمسئولية النهائية عنها تقع على عاتق أولئك الذين يستفيدون بشكل سآخر من الحروب فى بلدان مختلفة فى قارات مختلفة، وعلى الولايات المتحدة.
الصين ورفض استهداف المدنيين فى غزة
كما أعربت وزارة الخارجية الصينية اليوم عن شعورها بالصدمة، بسبب القصف على مستشفى المعمدانى فى غزة داعية إلى وقف فورى لإطلاق النار، ومؤكدة أن الصين تشعر بالصدمة وتندد بشدة بسقوط عدد كبير من الضحايا فى الهجوم على المستشفى فى غزة.
وفى هذا السياق يقول نادر رونج، الكاتب والباحث السياسى الصينى، أن الصين تشعر بالأسى تجاه ما يحدث فى قطاع غزة، وتشعر بالحزن الشديد تجاه ما يشهده القطاع وتبذل أقصى جهودها وفقا لتوافقات الدولية لوقف إطلاق النار وحماية المدنيين وتجنب مزيد من الكوارث الإنسانية.
ويضيف الباحث السياسى الصينى فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع" من بكين، :"فى كل المناسبات الدولية وفى مجلس الأمن الصين تدعو دائما إلى وقف إطلاق النار وحماية المدنيين وتستنكر كل الهجمات على المدنيين والمنشآت المدنية والصين قدمت مساعدات إنسانية عاجلة وأكدة كذلك أن الأولوية القصوى هو الموضوع الإنسانى ووقف إطلاق النار وحماية المدنيين ".
واتهم رئيس الاتحاد الأفريقى موسى فكى محمد إسرائيل بارتكاب جريمة حرب بعد الهجوم على المستشفى، موضحا أنه لا توجد كلمات تعبر بشكل كامل عن إدانتنا للقصف الإسرائيلى لمستشفى فى غزة مما أسفر عن مقتل مئات الأشخاص، وعلى المجتمع الدولى التحرك.
بريطانيا تطالب بتوصيل المساعدات لغزة
بريطانيا التى كانت على رأس الدول الداعمة لجرائم الاحتلال، وإعلانها إرسال سفينتين تابعتين للبحرية الملكية إلى شرق البحر الأبيض المتوسط لدعم إسرائيل بعد عملية طوفان الأقصى، خرجت أمس الخميس 19 أكتوبر على لسان رئيس وزرائها ريتشى سوناك ليعلن أن بلاده على استعداد لإرسال المزيد من المساعدات إلى المنطقة، قائلا إنهم سعداء بقرار السماح إيصال المساعدات الإنسانية إلى غزة، وكذلك ساعدته فى إحراز المزيد من التقدم فى توصيل الغذاء والماء والدواء الضروري.
يأتى هذا الموقف بعد 9 أيام فقط من تصريح نائب رئيس الوزراء البريطانى أوليفر دودن، الذى أكد أن المملكة المتحدة تراجع مساعداتها لفلسطين، والحكومة تستخدم بالفعل عملية صارمة للغاية فيما يتعلق بهذا النوع من المساعدات التى تقدمها للدول، وحينها أيضا الاتحاد الأوروبى وقف مساعدات التنمية المخصصة للفلسطينيين.
تطور أيضا شهده الموقف البريطانى والسياسيين البريطانيين تجاه ما يحدث فى غزة، بعدما كشفت وسائل إعلام بريطانية خلال الساعات الماضية، أن السير كير ستارمر رئيس حزب العمال البريطانى بعث رسالة إلى مستشارو الحزب فى برلمان بريطانيا يعربا فيها عن تعاطفه مع المدنيين الأبرياء فى فلسطين بعد أن دعم إسرائيل فى جرائمها، فيما قدمت امنة عبد اللطيف أول امرأة عربية مسلمة يتم انتخابها لعضوية مجلس مدينة مانشستر عن حزب العمال استقالتها احتجاجًا على موقف رئيس الحزب المؤيد لإسرائيل، ليتبعها استقالات أخرى، وهو ما دفع رئيس الحزب للتراجع عن موقفه المساند للاحتلال.
واشنطن تدعم إسرائيل ومظاهرات مطالبة بالتهدئة
يظل الموقف الأمريكى داعما للاحتلال حتى بعد استهداف مستشفى المعمدانى، ومحأولة إلصاق التهمة للمقأومة الفلسطينية، وتأييد الرواية الإسرائيلية، حتى قبل إجراء أى تحقيق فى الحادث، رغم أن كل الأدلة والبراهين تؤكد استهداف الاحتلال للمستشفى خاصة أنه حذر قبل الاستهداف بساعات أنها ستقصف المستشفى، وهو ما كشفه المدير الإقليمى لمنظمة الصحة العالمية كما ذكرنا فى السطور الماضية، بينما فى المقابل سنجد أنه يوم الأربعاء 18 أكتوبر، احتشد متظاهرون يهود داخل بهو الكونجرس الأمريكى ليطالبون بوقف التصعيد ضد المدنيين فى غزة، ووقف إطلاق النار فى غزة وإنهاء العدوان، لتخرجهم الشرطة الأمريكية من بهو الكونجرس، كما خرجت مظاهرات فى عدة ولايات أمريكية.
متحدث الخارجية الأمريكية يكشف مساعى واشنطن لإدخال المساعدات لقطاع غزة
من جانبه كشف المتحدث الإقليمى باسم وزارة الخارجية الأمريكية سامويل ويربيرج، جهود الولايات المتحدة الأمريكية فى إيصال المساعدات لقطاع غزة، موضحا أن الولايات المتحدة الأمريكية تستمر فى بذل كل الجهود اللازمة لإيصال المساعدة الإنسانية للشعب الفلسطينى فى قطاع غزة والضفة الغربية.
وقال المتحدث الإقليمى باسم وزارة الخارجية الأمريكية فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع" :"نحن فى تواصل مستمر ليس يوم بيوم ولكن دقيقة بدقيقة وساعة بساعة مع كل المسئولين المصريين والإسرائيليين لبحث إمكانية فتح الممر بمعبر رفح لدخول المساعدات وسنستمر فى ذلك، وسنبذل كل ما بوسعنا لإيصال تلك المساعدات الإنسانية مباشرة للشعب الفلسطيني.
وتابع سامويل ويربيرج، أن الولايات المتحدة الأمريكية ترى أن أول 20 شحة مساعدات لقطاع غزة ليست كافية ولابد أن تستمر لذلك الرئيس الأمريكى جو بايدن أعلن منذ يوم عن المبلغ الجديد للمساعدات الإنسانية للفلسطينيين داخل قطاع غزة بمبلغ 100 مليون دولار، ونحن فى تواصل ولدينا الشخص المناسب الجديد لسفير السابق ديفيد ساترفيلد مبعوثا أمريكيا خاصا للقضايا الإنسانية فى الشرق الأوسط وهو سيكون فى المنطقة وسيستمر فى التواصل مع الجانب المصرى والإسرائيلى لبذل كل الجهود اللازمة لإيصال المساعدات الإنسانية للشعب الفلسطينى.
وقال المتحدث الإقليمى باسم وزارة الخارجية الأمريكية أنه بالنسبة للمساعدة المباشرة للولايات المتحدة نقوم بعمل تنسيق مع كل الدول والمؤسسات والمؤسسات الدولية مثل منظمة الأمم المتحدة ومنظمة الصحة العالمية والآخرين لإرسال المساعدة الإنسانية للشعب الفلسطينى والولايات المتحدة ستقدم أكثر من 100 مليون دولار كمساعدة إنسانية جديدة لقطاع غزة والضفة الغربية وسنعمل ذلك عبر وكالة التنمية الدولية الأمريكية وبعض المؤسسات الأخرى ولدينا بعض الشركاء فى قطاع غزة من المؤسسات الخيرية والمؤسسات الدولية والمؤسسات غير الحكومية وسنقوم بالمراقبة اللازمة لوصول المساعدات، ونحن الآن نعمل على إيصال المساعدات الإنسانية.
وبشأن توقيت وصول المساعدات الأمريكية لغزة، قال :"لا يمكن وضع توقيت محدد لوصول المساعدات لأن ليس كل القرارات بيد الولايات المتحدة الأمريكية والولايات المتحدة ليس لها حدود مشتركة مع غزة لإيصال تلك المساعدات، والمساعدات ستصل من خلال مصر، ومصر دولة ذات سيادة وتبذل كل ما بوسعها للقيام بالمساعدات للقطاع وكل الإجراءات اللازمة لحماية كل الموظفين المصريين والأخرين الذى سيقومون بإيصال المساعدات ونحن فى تواصل مع الجانب المصرى وسنستمر فى التواصل".
وحول جهود واشنطن للتهدئة فى قطاع غزة قال المتحدث الإقليمى باسم وزارة الخارجية الأمريكية :"فى هذه اللحظة لدى الولايات المتحدة الأمريكية بعض الأولويات كأى دولة ونضع الأولوية الأولى حماية المواطنين الأمريكيين ونبذل كل ما بوسعنا لإطلاق سراح الرهائن الأمريكيين فى قطاع غزة ونحن فى تواصل مع كل الأطراف فى المنطقة، والأولوية الثانية إيصال المساعدات الإنسانية اللازمة لقطاع غزة والأولوية الثالثة هو الدعم اللازم لإسرائيل، ونحن نبذل كل ما بوسعنا لخفض التصعيد فى المنطقة ونحن فى تواصل مع كل الحلفاء والشركاء فى المنطقة واتخإذ الإجراءات اللازمة لمنع أى تصعيد فى المنطقة وسنبقى فى تواصل مع كل الأطراف والولايات المتحدة ترى أن حل لكل الصراعات هو حل الدولتين، متابعا :"سمعنا من الرئيس الأمريكى أنه يرى أن الشعب الفلسطينى يستحق دولة مستقلة ويستحق أن يتمتع بنفس التدابير من الحرية والكرامة والسلام مثال الإسرائيليين".
أسباب تغير الموقف الدولى تجاه ما يحدث فى غزة بعد استهداف مستشفى المعمدانى
فى هذا السياق يقول الدكتور طارق فهمى، أستإذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أن هناك روايتين لاستهداف مستشفى المعمدانى، حيث هناك وجهة النظر الإسرائيلبة التى تقول أن حركة الجهاد هى التى استهداف المستشفى من داخل القطاع وهى الرواية التى تبنتها الإدارة الأمريكية والرئيس الأمريكى جو بايدن بناء على معلومات قيل أنه حصل عليها من قبل وكالة الاستخبارات وأجهزة المعلومات الأمريكية ثم عاد ليقول أنه يثق فى الرواية الإسرائيلية مهما كانت.
ويضيف أستإذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أن وجهة النظر الأخرى تقول أن إسرائيل من قامت بهذا العمل لمنع أى تقدم أى تقدم خلال القمة الرباعية للقادة العرب مع الرئيس جو بايدن التى كان مقرر لها فى الأردن، وأن هناك خلافات كثيرة.
ويوضح الدكتور طارق فهمى، أن هناك تغيرات فى الرؤية الخاصة بالرأى العام العالمى بشأن ما يحدث فى غزة بعد تفجير مستشفى المعمدانى، والمجتمع الدولى يعيد النظر فى وجهة النظر التى كان قد اتخذها بعد عملية طوفان الأقصى، متابعا: "فى الحقيقة المجتمع الدولى جائر وقواعد الإنصاف لديه غير موجودة، والحديث هنا عن عدة أمور مهمة يجب الآنتباه إليها هو أن الأمر أكبر من استقطاب إسرائيل للمجتمع الدولى، لأن الاحتلال ضروب مجمع ناصر بخان يونس وهذا يعنى إصرار إسرائيل على استهداف المستشفيات والقطاعات المدنية.
الدكتور طارق فهمى، أستإذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة
ويشير أستإذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إلى أن بنك الأهداف الإسرائيلية فى غزة مهم للغاية لإدراك ما يجرى، وبنك الأهداف سيشمل قيادات ميدانية فلسطينية وتنظيمات وإقامة منطقة عازلة وإسرائيل تحظى بدعم قادة من دول العالم وأصبح المجتمع الدولى على استعداد لتقبل أى رواية إسرائيلية، ولكن تصريحات جو بايدن حول استهدف مستشفى المعمدانى فى غزة بها تناقض، حيث أشار إلى أن الجهاد استخدم المستشفى منصة إطلاق قبل إجراء أى تحقيق، ولا يوجد حتى الآن إقدام على تشكيل لجنة تحقيق، خاصة أن الأمم المتحدة هى المخولة لتشكيل لجنة دولية لتقضى كل ما يعرف خاصة أن الرواية قد تندثر، والأدلة والبراهين تؤكد عكس ما يقوله بايدن بشأن استهداف مستشفى المعمدانى.
ويتابع طارق فهمى :"لا اعتقد أن الإدارة الأمريكية سيكون لها موقف داعم لإجراء تحقيق فى استهداف مستشفى المعمدانى، بل إنها متورطة فنتنياهو بايدن قد اتفقا على هذا الأمر والدليل استهداف مستشفى ناصر بخان يونس أمس الخميس أى بعد 48 ساعة فقط من قصف مستشفى المعمدانى، وهذا يعنى أن بنك الأهداف مفتوح لهذا الأمر ومحأولة توريط المقأومة بأنها هى من تفعل ذلك".
ويؤكد أستإذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أن هناك تعاطف دولى مع الشعوب العربية فى هذا التوقيت وهذا عكس مواقف الحكومات الغربية المتلونة ، والرهانات على الشعوب ليس على السياسة والقادة السياسيين الغربيين، وسيكون هناك مراجعات ومواقف وتنديد لما يجرى وهذا سيؤثر على الموقف الدولى وهو موقف مهم للغاية خاصة أن إسرائيل كسبت المواجهة الإعلامية ولكن اليوم نسترد هذا الموقف والرأى العام الدولى يميل إلى دعم موقف الشعوب الداعمة لغزة وليس قيادات السياسيين الغرب.