ـ ملك البحرين: دور مصر محورى فى القضية الفلسطينية واستقرار المنطقة
ـ الإعلام الدولى: القمة تحظى بمشاركة واسعة
إشادات عربية واسعة حظيت بها "قمة القاهرة للسلام"، التى اختتمت أعمالها منذ قليل، بمشاركة قادة وزعماء 31 دولة، و3 منظمات دولية، فيما أبرز الإعلام العربى والدولى المشاركة الواسعة بهذه القمة، والتي جاءت استجابة لدعوة الرئيس عبد الفتاح السيسى، لمناقشة خفض وتيرة التصعيد والعنف فى قطاع غزة، وخلق مسار للحوار السلمى .
وفى هذا السياق، أكد دبلوماسيون، أهمية القمة وما تحمله من رسائل حاسمة في توقيت دقيق، بمثابة مفترق طرق بين ترسيخ السلام في المنطقة أو التصعيد المدمر ليس على الصعيد الإقليمى فقط ، بل الدولى أيضا.
دور محورى لمصر
أكد العاهل البحرينى حمد بن عيسى، دور مصر المحورى فى القضية الفلسطينية، وكذا فى ترسيخ الاستقرار فى منطقة الشرق الأوسط ، وهو الدور المعهود من مصر الشقيقة .
مشددا على رفض المملكة دعوات تهجير الفلسطينيين و الانتهاكات التي يتعرض لها الشعب الفلسطينية وخرق كافة القوانين الدولية الإنسانية، مشددا على حل القضية الفلسطينية بحل الدولتين وإقامة دولة فلسطينية على حدود 67.
وشدد على إنه "يجب وقف التصعيد وإنهاء العمليات العسكرية وتوفير الحماية للمدنيين من الجانبين، مضيفا: "لن يكون هناك استقرار فى الشرق الأوسط دون تأمين الحقوق للشعب الفلسطيني الشقيق وتحقيق السلام الشامل."
جهود وقف إطلاق النار
فمن جانبه، أعرب السفير عبد الله الرحبى، سفير سلطنة عمان لدى القاهرة ومندوبها الدائم بالجامعة العربية، عن تقديره للجهود المصرية لوقف إطلاق النار في غزة، قائلا: "نحيي الجهود المصرية من أجل إرساء السلام في المنطقة، من خلال الدعوة لعقد قمة "القاهرة للسلام"، وإيقاف آلة الحرب المؤسفة من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي، والتي تتسبب فى وضع مأساوى للأشقاء الفلسطينيين بشكل عام، وبصفة خاصة في قطاع غزة، بشكل تتجاهل فيه إسرائيل كل من القانون الدولى، والقانون الدولى الإنسانى، ضاربًة بكل المرجعيات الأممية عرض الحائط.
أضاف السفير الرحبى، في حديث خاص لـ"اليوم السابع"، أن مصر تبذل جهودا مضنية منذ اللحظات الأولى لمأساة غزة، في مسعى منها و بدعم و مساندة عربية لإيقاف نزيف الدم، ومسلسل قتل الأبرياء، إذ أن التقارير تشير إلى أكثر من ثلثى الضحايا من الأطفال والنساء وكبار السن.
صوت العقل
وأعرب عن أمنياته بأن تخرج القمة بقرارات تنحاز للسلام والإنسانية، قائلا: نأمل أن تخرج القمة بقرارات تنحاز للجانب الإنسانى ومناشدة الضمير ضمير المجتمع الدولى بأن يقف موقفا تاريخيا إنسانيا، وينقذ الأبرياء في غزة، وأن ينتصر صوت العقل، في "قمة السلام".
واستطرد السفير العُمانى قائلًا، نقدر الموقف العربى الداعم للشعب الفلسطيني، والإصرار المصرى على تقديم المساعدات الإنسانية وفتح الممرات الآمنة للمدنيين والذى كان رائدا في هذا الصدد، ونأمل أن تسفر تلك الجهود عن النجاح فى إدخال المساعدات وإيصالها للشعب الشقيق، إذ إن استمرار هذه المأساة سيؤدى إلى عواقب وخيمة .
واستكمل السفير العُمانى حديثه لـ"اليوم السابع"، قائلًا: نرفض دعوات التهجير القسرى للشعب الفلسطيني على حساب دول أخرى في محاولة يائسة لتغيير وضع حل الدولتين وهو الواقع، وهذا ما أكدت عليه سلطنة عمان في كلمتها أمام الجامعة العربية وأية محاولات لإنهاء القضية الفلسطينية بعيدا عن القرارات الدولية المستندة على حل الدولتين وإقامة دولة فلسطينية على حدود 67.
ونأمل أن تكلل جهود مصر بالنجاح، مدعومة بالدول المحبة للسلام لتكتمل كل الجهود وتتلاقى لتصب في صالح إرساء السلام في المنطقة فقد سبق هذه القمة عدد من الاتصالات بين الزعماء العرب مع الشقيقة مصر، فمنذ بدء الأزمة جرى اتصال بين السلطان هيثم والرئيس عبد الفتاح السيسي من أجل التشاور وتنسيق المواقف من أجل الخروج من هذه الأزمة الخطرة بجهود مشتركة، ونأمل أن يخرج المؤتمر بنتائج إيجابية، والتوصل لصيغة تضمن فتح الممرات الآمنة لوصول المساعدات الإنسانية، وحماية المدنيين من جميع الأطراف وإيقاف الحرب بشكل فوري ودعوة الأطراف برعاية ودعم دولي إلى طاولة المفاوضات من أجل التوصل إلى سلام شامل وعادل، مؤكدا أنه دون ذلك ستكون الأوضاع بمثابة مأساة إنسانية في أصل يدعى فيه حماية حقوق الإنسان وحماية المدنيين.
دولة فلسطينية
وشدد السفير الرحبى على ضرورة الوصول لحل لإيقاف الحرب والبدء في مباحثات سلمية لحل الدولتين، مؤكدا أن سلطنة عمان ترى أنه لا يمكن تحقيق السلام مالم يتم تأسيس دولة فلسطينية على حدود 67 وعاصمتها القدس ، ودولة إسرائيلية جنبا الى جنب ليعيش الشعبان في أمن واستقرار المنطقة.
ووصف السفير العمانى، قصف المستشفى المعمدانى بغزة، بأنها حرب إبادة، ومحاولة إلقاء الجريمة على الطرف الآخر هو أمر لا يصدقه عقل.
وحذر السفير الرحبى، من اتساع رقعة الحرب مالم تُحل قضية فلسطين، ما سيؤدى إلى خلق فوضى في المنطقة ، تؤدى بالتبعية للعودة إلى المربع صفر في تحقيق السلام العالمى وبالتالي دمار العالم، مؤكدا أن العرب دائما يمدون أياديهم بالسلام والتاريخ يشهد بذلك.
وأشار إلى البيان الصادر عن المجلس الوزاري في دورته الاستثنائية الثالثة والأربعين الذى عُقد مؤخرا في مسقط، بمشاركة وزراء خارجية دول المجلس والأمين العام لمجلس التعاون، حيث استعرض السلطان هيثم بن طارق رؤيته تجاه الأوضاع الراهنة وتوجيهاته الحكيمة بما يقوي دعائم الأمن والاستقرار بالمنطقة.
وطالب المجلس الوزاري بالوقف الفوري لإطلاق النار والعمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة وإنهاء الحصار الإسرائيلي غير القانوني وضمان توفير وصول المساعدات الإنسانية والإغاثية والاحتياجات الأساسية واستئناف عمل خطوط الكهرباء والمياه والسماح بدخول الوقود والغذاء والدواء لسكان غزة.
دعم ثابت لفلسطين
وأكد على دعم ثبات الشعب الفلسطيني على أرضه والتحذير من أي محاولات لتهجيره، داعيا جميع أطراف النزاع إلى حماية المدنيين والامتناع عن استهدافهم والامتثال والالتزام بالقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني دون استثناء، وطالب بإطلاق سراح الرهائن والمحتجزين الأبرياء من النساء والأطفال والمرضى وكبار السن، كما دعا إلى توفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني.
وأكد عزمه على تفعيل عملية إغاثة إنسانية عاجلة لمساعدة الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، وفي هذا الشأن تم الإعلان عن تقديم دعم فوري للمساعدات الإنسانية والإغاثية بقيمة مائة مليون دولار، كما أعرب المجلس عن تأكيده حول ضرورة تأمين إيصال هذه المساعدات إلى غزة بشكل عاجل.
ودعم دعم مبادرة المملكة العربية السعودية والاتحاد الأوروبي وجامعة الدول العربية لإحياء عملية السلام في الشرق الأوسط بالتعاون م مصر و الأردن.
كما أكد حق تقرير المصير للشعب الفلسطيني، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، وفقًا للقانون الدولي ومبادرة السلام العربية وقرارات مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة ذات الصلة مشددا على مسؤولية المجتمع الدولي في التعامل مع القضية الفلسطينية دون ازدواجية في المعايير.
رفض سيناريو التهجير
وشدد المجلس على موقفه الذي يناشد فيه المجتمع الدولي باتخاذ الإجراءات اللازمة ضمن القانون الدولي للرد على ممارسات الحكومة الإسرائيلية غير القانونية وسياسة العقاب الجماعي التي تنتهجها ضد سكان غزة العُزّل والشعب الفلسطيني كافة.
وناشد مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لتنفيذ قراراته السابقة الخاصة بالصراع العربي الإسرائيلي، واعتماد قرار يضمن امتثال إسرائيل للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة والرفض القاطع لأي مخططات وتوجهات إسرائيلية لغزو غزة أو الأراضي الفلسطينية، أو تهجير سكانها، مشيرا كذلك إلى النتائج الإيجابية التي تم التوصل إليها في الاجتماع المشارك لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية والاتحاد الأوروبي الذي انعقد في مسقط الأسبوع الماضي والخروج برؤى مشتركة لحل هذه الأزمة .
إيقاظ الضمير العالمى
وعلى صعيد متصل، أكد القاهرة للسلام، التي احتضنتها مصر اليوم السبت، بمثابة رسالة سلام للعالم تنطلق من أرض السلام..."، بهذه الكلمات وصف سفير اليمن لدى القاهرة الدكتور محمد مارم، أهمية القمة التي عُقدت اليوم في العاصمة الإدارية بمشاركة رؤساء وزعماء 31 دولة، إضافة على 3 منظمات دولية، مؤكدا تضامن بلاده مع موقف مصر الداعم للسلام من أجل حقن دماء الفلسطينيين.
وثمن السفير اليمنى، في تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، الجهود القومية المسئولة التي يبذلها الرئيس عبد الفتاح السيسي من أجل وقف نزيف الدم في غزة، والمجازر الوحشية التي ترتكبها قوات الاحتلال الإسرائيلي فى غزة.
وأشار مارم، إلى أن الدولة المصرية بقيادة الرئيس السيسى قد أيقظت الضمير العالمى، ووضعت المجتمع الدولي أمام مسؤولياته من خلال "قمة القاهرة للسلام"، التي تعد رسالة قوية مفتوحة إلى العالم لوضع النقاط على الحروف والإدانة الشديدة لإسرائيل التي أسرفت في قتل الاطفال والنساء وكبار السن بطريقة همجية اهتز لها ضمير العالم بأسره .
خارطة طريق
كما وضع الرئيس السيسى من خلال القمة ـ يستكمل السفير اليمنى تصريحاته ـ خارطة طريق لحل عادل وشامل للقضية الفلسطينية، وهذا ليس بجديد على مصر، فلطالما قدمت مصر الدعم والمساندة للأشقاء الفلسطينيين، عبر التاريخ، واليوم مصر تستكمل دورها رغم صعوبة الأوضاع ودقتها .
واستطرد مارم حديثه ، قائلا: "إن العمل على إدخال المساعدات إلى غزة ، يعد إنجازا جديدا تسطره الإرادة المصرية، إضافة إلى ما قامت به القيادة المصرية من حشد لتأييد ودعم أبناء فلسطين والحرص على إعلان هذا الموقف أمام المجتمع الدولي، من خلال لاستعادة حقوقهم العادلة والمشروعة ورفض التهجير القسري وإخراجهم عنوة وبالقوة من أراضيهم الفلسطينية الى المصير المجهول .
هذا ما شاهدناه في كافة ربوع مصر ومحافظاتها، أمس الجمعة ، في جمعة تحيا مصر، حيث امتلأت الشوارع بملايين المصريين، الذين خرجوا لدعم موقف الدولة المصرية والرئيس عبد الفتاح السيسى لحماية أمن مصر القومي واتخاذ إجراءات حل القضية الفلسطينية \و الإعراب عن رأيهم الحر برفض تهجير الفلسطينيين والقضاء على القضية الفلسطينية .
مصر السد المنيع
من جانبه، ثمن الدكتور منصور أبو كريم، الباحث في العلاقات الدولية الفلسطينية، الدور الرائد الذى تقوم به مصر في القضية الفلسطينية ، موضحا أن دورها محورى، وحول قمة القاهرة للسلام، قال إن مصر تقود تحركا عربيا للحد من التصعيد وإنقاذ القضية الفلسطينية من خلال هذه القمة التي حملت العديد من الرسائل للعالم .
وأشار إلى الدور العربى الفاعل الذى تقوده مصر بالتنسيق مع السلطة الفلسطينية والرئيس محمود عباس، هذا التحرك العربى يشمل جانبين ، جانب التحرك لخلق أفق سياسي من أجل كسر دائرة العنف ، بالتأكيد الحل الوحيد للخروج من دائرة العنف هو العودة إلى طاولة المفاوضات السلمية التى ترتكز على قرارات الشرعية الدولية، ومبدأ الأرض مقابل السلام، ومبدأ حل الدولتين لكن هذا الأفق يحتاج وقتا طويلا ، والمسار الثانى تطويق التصعيد ، وتطويق رد الفعل الإسرائيلي والعدوان ضد المدنيين، وهذا ما تحدث عنه الرئيس عبد الفتاح السيسى، وإنهاء سياسة العقاب الجماعى .
وضمن الإطار السياسى الذى تحاول مصر إنجاحه، هو انعقاد قمة القاهرة للسلام بهدف التأكيد على عملية السلام، وضرورة إيجاد حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية ، وهذه القمة تؤكد محورية وأهمية الدور المصرى، الذى يحول دون تحقيق إسرائيل أهدافها بتهجير الفلسطينيين إلى سيناء، وهو الهدف الذى تسعى إليه إسرائيل منذ عام 1956 .
وهنا نود أن نحيي الدور المصرى الرافض لتهجير الفلسطينيين من أراضيهم وبالتالي إنهاء وتصفية القضية الفلسطينية .
وفيما يتعلق بخطوة فتح معبر رفح، قال :"إنها خطوة مهمة تأتى استجابة للإصرار المصرى على إدخال المساعدات للفلسطينيين في قطاع غزة، وهذا الموقف المصرى يساهم في تعزيز الصمود الفلسطيني في مواجهة العدوان الغاشم وتعزيز الجبهة الداخلية الفلسطينية ، خاصة أن الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة شارفت على الانهيار، والأوضاع في القطاع تزداد سوءا يوما بعد يوم، والقصف الإسرائيلي يتزايد ، في محاولة لخلق أزمة إنسانية طاحنة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة