داخل أروقة متحف آثار الغردقة وبالمنطقة التى تم تحديد عرض القطع الآثرية القبطية، يوجد عدد من القطع الأثرية القبطية النادرة .
قطعة أثرية من النسيج القبطى مصنوعة من الصوف والكتان وضعت في المنتصف ، للسيدة العذراء تحمل السيد المسيح طفلاً وتحيط بهما الملائكة من أعلى على الجانبين ، وفي الأسفل تصوير لقديس ربما يكون"مارمينا العجائبي" رافعًا يديه وعلي جانبيه شكل حيواني غير واضح ربما كان جملين كما هو الشكل المعتاد لتصوير القديس "مارمينا " .
يقول مينا مكرم وكيل الشئون الأثرية بمتحف آثار الغردقة: يحيط بالمنظر أشكال هندسية ونباتية وأشكال أخرى مختلفة من الصلبان، وورث الأقباط فن صناعة النسيج عن أجدادهم القدماء، وتطور النسيج فى العصر القبطي فكان لزاماً على الرهبان والراهبات أن يمارسوا عملاً يدوياً بجانب النسك والعبادة، مثل ضفر الخوص وصناعة السلال ونسخ الكتب وغيرها من الحرف اليدوية، ومنها النسيج وصناعته، فتظهر في هذه القطع عظمة هذا الفن والإبداع في روعة المناظر وجودة الألوان وصباغتها ومهارة الفنان في اختيار الألوان وتناسقها .
وأضاف وكيل الشئون الأثرية، أن المصري القديم عرفق النسيج وصناعته جيداً ، ودليل ذلك ما يتم العثور عليه من بقايا من ألياف النخيل وغيرها في صناعة الحبال، وتمثل لفائف المومياوات براعة المصري القديم في صناعتها وطرق نسجها وزخرفتها ويظهر ذلك بوضوح من أقدم الاكتشافات الأثرية حتى أحدثها.
وبدأ المصريين في العصور القديمة التي سبقت العصر المسيحي بوقت وزمن طويل وعملوا على تطوير صناعة النسيج، وكان لهم تجاربهم ظالخاصة في استخدام خيوط الكتان وخيوط القنب التي تصنع منها الحبال، وصناعة الصوف وغيرها وبلغوا فيها شأناً عيماً فأنتجوا منتجات نسيجية متنوعة الاستخدام، تجمع بين كفاءة الاستخدام والإنتاج الفني والذوق الرفيع المعبر عن الهوية المصرية بكل معانيها.
وأشار إلى تنوع أنواع النسيج منها النسيج القباطي، والنسيج السادة، والنسيج الوبري، ويُعد نسيج القباطي مصدراً قيّماً للمعلومات عن الطبقات الاجتماعية والحياة اليومية التى كان يعيشها الأقباط في ذلك الوقت، بالإضافة للمعلومات الهامة التي تقدمها عن التقنيات التي كان يستخدمها النساجون في عمل النسيج على الأنوال اليدوية.
وهناك الكثير من المتاحف حول العالم بها العديد من قطع النسيج القبطي الرائعة والمميزة التي توضح مدى الرقي والمهارة التي وصلت لها تلك الصناعة وهذا الفن وخاصة تلك التي تعود صناعتها لمدينة بانوبوليس " اخميم " .
كما يضم متحف آثار الغردقة احدى القطع الاثرية القبطية النادرة وهى أيقونة القديس " نيقولاوس" والمصنوعة من مادة الصنع الخشب والألوان، والذى عاش في الفترة من " 270 م : 345 م، حيث يعد فن الأيقونات من أهم الفنون القبطية وأكثرها انتشارا ك، فكلمة أيقونة هي كلمة يونانية في الأصل وتعني صورة أو منظر أو تمثيل الشيء .
وقال وكيل الشئون الأثرية بمتحف آثار الغردقة، عن صاحب الأيقونة المصنوعة من الخشب الملون فهو القديس الأنبا " نيقولاوس" أسقف مورا " وهي إحدى مقاطعات آسيا الصغرى أو الأناضول ( تركيا حاليًا ) ومسقط رأسه وكان والده يدعى(ابيفانيوس) وتدعى والدته ( تونة ) وقد صورة الفنان واقفاً متخذاً أحد الأوضاع الشهيرة التي دائماً ما يصور بها السيد المسيح وحول رأسه هالة من النور علامة القداسة وعلي جانبي الصورة من الأعلى صور الفنان السيد المسيح والسيدة العذراء مريم كنوع من التأييد ومنح البركة للقديس .
وتابع : مينا مكرم: يعتبر هذا القديس من أشهر القديسين سواء في الشرق أو الغرب ، حيث استوحى من قصته و طور من شكلة وملابسة ، وأضاف عليها فنان الكاريكاتير الألماني الأمريكي (توماس سانت) وخرج بالشخصية التي عرفت فيما بعد ب(سانت كلوز )حيث كان معروفاً عن هذا القديس أنه يوزع المال علي المحتاجين ليلًا وهو متخف وكان معروفاً عنه أيضاً كثرة العطاء وعمل الخير كما أطلقوا عليه صديق الأطفال حيث كان مهتمًا بأن يقدم لهم الهدايا خصوصًا في أيام أعياد.
وانضم للرهبنة وهو ابن تسعة عشرة عامًا وتنيح في اليوم العاشر من شهر كيهك عن عمر يناهز الثمانين عاماً قضي ما يقارب من نصفهم أسقفاً .
أيقونة القديس نيقولاوس
قطعة نسيج قبطى نادرة تصور السيدة العذراء والمسيح