هزيمة نفسية ساحقة يشعر بها جنود الاحتلال الإسرائيلى بعد هجوم 7 أكتوبر، حيث يعيش المقاتل الإسرائيلى حالة من الارتباك الشديد وسط ما رأه من هزيمة نكراء قام بها مقاتلو الفصائل الفلسطينية ضد قوات الاحتلال الإسرئيلى، فيما تحاول قوات الاحتلال إزالة عار الهزيمة بقصف المدنيين وقتل الأبرياء من الأطفال والنساء.
فى هذا الصدد، قال المدير الأسبق لوكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (سي آي إيه) الجنرال ديفد بترايوس إن الهجوم البري الإسرائيلي المحتمل على قطاع غزة قد يستمر لسنوات وسيتضمن "قتالا مروعا".
وأكد باتريوس فى مقابلة مع صحيفة بوليتيكو الأمريكية، أن إسرائيل ستواجه مصاعب كبري فى حال إقدامها علي التوغل البري القطاع، وستواجه وضعا أصعب من الذى واجهته القوات الأمريكية في الصومال، وستقابل بهجمات "انتحارية" وعبوات ناسفة ومفخخات وكمائن.
واستشهد الجنرال، الذي كان أيضا القائد السابق للقوات الأمريكية في العراق وأفغانستان، بحادثة إسقاط 3 مروحيات أمريكية من طراز بلاك هوك في مقديشيو عام 1993 مما تسبب في قتال دموي بينما كانت القوات الأمريكية تكافح لإنقاذ الناجين جراء التحطم، ليؤكد أن الجيش الإسرائيلي سيواجه "واقعا مماثلا" إذا اشتبك على الأرض فى غزة.
وتحدث بتريوس عن الاجتياح البري المحتمل ، وقال إن تجربته الشخصية في إدارة الجيوش المنخرطة في "حملات وحشية لمكافحة التمرد" يجب أن تكون بمثابة تحذير للجيش الإسرائيلي في حالة المضي قدما في التوغل البرى.
وأضاف "من الصعب بالنسبة لي أن أتخيل وضعا أكثر صعوبة من هذا الوضع بالتحديد، وكنت أحد الذين قادوا القوات في عدد من العمليات الكبرى في مناطق حضرية".
وأردف قائلا "لا يمكنك الفوز في عمليات مكافحة التمرد في عام أو عامين. فمثل هذه العمليات عادة ما تستغرق عقدا من الزمن أو أكثر، كما رأينا فى العراق، وكما رأينا فى أفغانستان".
كما أكد القائد العسكرى السابق أن إسرائيل بحاجة إلى خطة لاستعادة الخدمات الأساسية وإعادة إعمار غزة وتأطير الحكم فيها، بمجرد أن تعتبر معركتها ضد الفصائل الفلسطينية محسومة.
هذا المشهد انتقل إلى الولايات المتحدة الأمريكية بشكل كبير، فقد تفاجئ الكيان الأمريكى بقوة المقاتل الفلسطينى وتدريبه وسط إمكانيات ضعيفة جدا وتكاد تكون معدومة، فى حين أن المقاتل الإسرائيلى الذى يتوفر له كل الأساليب التكنولوجية الحديثة لم يستطيع أن يقف أمام هذا الهجوم ليكون قراره هو الاستسلام، وهنا يتأكد لنا أن العقيدة هى أساس المقاتل بدون عقيدة يفقد المقاتل قيمته.
هنا نرى ارتباك إسرائيلى وقلق أمريكى يحكمان مشهد الحرب السابعة التى تقودها قوات الاحتلال الإسرائيلية ضد المدنيين في قطاع غزة، وتقترب من دخول أسبوعها الرابع، فما بين استهداف ممتد للمدنيين والأطفال في القطاع، وارتفاع حصيلة الشهداء لأكثر من 6 آلاف شهيد، لا تزال حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تعيش حالة من الغموض بشأن الاجتياح البري للقطاع، وهو ما دفع واشنطن لزيادة المساعدات المقدمة إلى إسرائيل خلال الأيام القليلة الماضية، فى دعم لم يقتصر على المال والسلاح، وإنما أيضاً تقديم الخدمات اللوجستية والخبراء.
ومؤخراً، وصل تل أبيب جنرال من مشاة البحرية الأمريكية والعديد من الضباط العسكريين الأمريكيين الآخرين إلى إسرائيل للمساعدة في تقديم المشورة لقيادة الجيش الإسرائيلي في عمليته في غزة، وتعكس هذه الخطوة مدى الدعم والمشاركة العميقة لإدارة بايدن فى الحرب فى غزة ودورها فى التخطيط العسكرى الإسرائيلى.
ووفقا لموقع أكسيوس من بين ضباط مشاة البحرية الذين تم إرسالهم جنرال يدعى جيمس جلين، الذى كان يرأس سابقًا العمليات الخاصة لمشاة البحرية وشارك في العمليات ضد داعش في العراق، وقالت مصادر مطلعة أنه من غير المتوقع أن يبقى جلين فى إسرائيل لمتابعة الغزو البري للجيش الإسرائيلى.
وأكد المسئولون الأمريكيون، أن جلين والضباط العسكريين الأمريكيين الآخرين لا يقومون بتوجيه العمليات، لكنهم يقدمون المشورة العسكرية للجيش الإسرائيلي حول خططه في غزة، وقد ركز هذا في المقام الأول على الغزو البري الإسرائيلي المتوقع وتبادل الضباط الأمريكيون الدروس التي تعلمتها الولايات المتحدة من قتال داعش في الموصل.
وقررت وزارة الدفاع الأمريكية إرسال أنظمة دفاع جوي متطورة متعددة إلى الاحتلال الإسرائيلي، كما أنها اشارت الى ان المستشارين الموفدين لإسرائيل هم خبراء في حرب الشوارع
ووفقا لشبكة سي ان ان، فإن المستشارين العسكريين الأمريكيين في إسرائيل يستشهدون بالدروس المستفادة على وجه التحديد من معركة الفلوجة في عام 2004 من خلال مساعدة قوات الاحتلال في وضع عدد من الاستراتيجيات المختلفة لهزيمة حركات المقاومة الفلسطينية وحماس واجتياح غزة بريا.
ويحث المستشارون الأمريكيون الإسرائيليين على استخدام مزيج من الضربات الجوية الدقيقة والعمليات الخاصة، بدلا من شن هجوم برى واسع النطاق على غزة، وهو الهجوم الذي قد يعرض الرهائن والمدنيين للخطر، ويزيد من تأجيج التوترات في المنطقة.
كما يعتمد المستشارون الأمريكيون على الاستراتيجيات التي تم تطويرها خلال المعركة التي شنتها قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة لاستعادة مدينة الموصل العراقية من سيطرة داعش الارهابي، والتي اعتمدت بشكل أكبر على قوات العمليات الخاصة.
وقال مسؤولون إن الجنرال جيمس جلين، القائد السابق لقيادة العمليات الخاصة للقوات البحرية، يتمتع بخبرة كبيرة في حرب المدن في العراق، وخاصة في الفلوجة، حيث قاد القوات خلال بعض المعارك التى تعتبر من الأكثر دموية هناك.
من هو سفاح العراق جيمس جلين
جيمس إف جلين المعروف بسفاح العراق هو قائد في مشاة البحرية الأمريكية ويشغل منصب نائب القائد لشؤون القوى العاملة والاحتياط في مشاة البحرية منذ أكتوبر 2022، وتولى قيادة العمليات الخاصة لقوات مشاة البحرية الأمريكية من يونيو 2020 إلى مايو 2022.
تخرج جلين بدرجة بكالوريوس العلوم عام 1989 من الأكاديمية البحرية الأمريكية وحصل على درجة الماجستير في العلوم في شؤون الأمن القومي من الكلية الحربية للجيش الأمريكي، ودرجة الماجستير في العلوم في الدراسات العسكرية من كلية القيادة والأركان لسلاح مشاة البحرية، وهو خريج مدرسة الحرب البرمائية لسلاح مشاة البحرية.
وتضمنت المهام التي تولاها جلين منصب، مساعد عسكري لمساعد قائد مشاة البحرية من يوليو 2013 إلى أغسطس 2015 ثم كمدير لمكتب اتصالات مشاة البحرية الأمريكية من سبتمبر 2015 إلى يونيو 2017، ونائب القائد العام لفرقة العمل المشتركة للعمليات الخاصة.
كما تولي منصب القائد العام لمستودع تجنيد مشاة البحرية في جزيرة باريس ومنطقة التجنيد الشرقية وتولى مهامه كضابط آمر لقيادة العمليات الخاصة للقوات البحرية الأمريكية في 26 يونيو 2020. بعد ذلك، أصبح نائب القائد العام لقيادة التدريب والتعليم لقوات مشاة البحرية الأمريكية.
في 6 سبتمبر 2022، تم ترشيح جلين للترقية إلى رتبة ملازم أول وتعيينه نائبًا للقائد لشؤون القوى العاملة والاحتياط في قوات مشاة البحرية الأمريكية، وتم تأكيد ترشيحه بالتصويت الصوتي لمجلس الشيوخ في 29 سبتمبر 2022.