على الرغم من كونها جامعة حديثة النشأة، إلا انها حققت نجاحات كبيرة على مدار 3 سنوات منذ بدء الدراسة بجامعة مصر للمعلوماتية، استطاعت الجامعة أن تكون قبلة للدراسة للطلاب الراغبين فى الالتحاق بالبرامج التى تتواكب مع سوق العمل ومجالات الذكاء الاصطناعى.
وفى هذا الإطار كشفت الدكتورة ريم بهجت رئيس جامعة مصر للمعلوماتية بالعاصمة الإدارية الجديدة فى حوار مع "اليوم السابع" عن تفاصيل الدراسة والبرامج التى تقدمها الجامعة وكيفية ربط الخريجين بسوق العمل ونظام المنح الدراسية، بالإضافة إلى دور الجامعة فى تنمية المجتمع وخدمة البيئة، فضلا عن خطة التوسع لإنشاء كليات وبرامج جديدة بالجامعة وإلى نص الحوار:-
ما فكرة تأسيس وإنشاء جامعة مصر للمعلوماتية؟
الجامعة تخصصية فى علوم المستقبل، والعلوم المطلوبة حاليا ومستقبلا، لأنه فى ظل الثورة الصناعية الرابعة ونحن الآن على أبواب الثورة الصناعية الخامسة، نتحدث عن المجالات المطلوبة لسوق العمل مثل الذكاء الاصطناعى وإنترنت الأشياء، وتعلم الآلة، والأمن السيبرانى وكل هذه تخصصات مطلوبة بشدة، إضافة إلى تخصصات علوم الحاسب وهندسة البرمجيات، وبالتالى كان فكر الدولة متقدم بتدشين وتأسيس جامعة تخصصية لهذه المجالات وذلك فى مقدمة أهداف إنشاء الجامعة، والهدف الثانى أن يكون التعليم على مستوى عالمى، ومن هنا جاءت فكرة التوأمة مع كبرى الجامعات الدولية وتطبيق برامجهم الدراسية.
ما الجامعات التى تم إبرام توأمة معها؟
تم إجراء توأمة فى مجال هندسة الالكترونيات والاتصالات وهندسة الحاسب مع جامعة بوردو وست لافايت الأمريكية المصنفة رقم 4 عالميا فى مجال الهندسة بالتصنيفات الدولية، وتم ابرام اتفاقيتين مع هذه الجامعة منها اتفاقية تتمثل فى منح الطلاب شهادة مزدوجة فى تخصصات هندسة الالكترونيات والاتصالات والحاسب، واتفاقية أخرى لمنح ماجستير مهنى فى الأمن السيبرانى. وذلك بالإضافة إلى توقيع شراكة مع جامعة ميناسوتا توين سيتيزالأمريكية، والتى تحتل المرتبة الأربع والثلاثين فى علوم الحاسب طبقا لتصنيف U.S. News لعام 2023 لمنح شهادة مزدوجة فى علوم الحاسب بتخصصاته المختلفة، وكذلك تم الاتفاق على منح درجة بكالوريوس مزدوج من جامعة مصر للمعلوماتية وكلية Telfer للإدارة بجامعة أوتاوا - University of Ottawa والمصنفة ضمن أفضل 1% من كليات إدارة الأعمال فى العالم لحصولها على التاج الثلاثى للاعتماد.
هل خريج جامعة مصر للمعلوماتية يحصل على شهادة واحدة أم شهادة مزدوجة من الجامعتين؟
يحصل الخريج على شهادة جامعة مصر للمعلوماتية وهى معتمدة من المجلس الأعلى للجامعات، ويحصل على شهادة الجامعة الشريكة وحتى يحصل عليها يجب توافر بعض الشروط تتمثل في الحصول على حوالى 80 % فى تقدير الطالب، وأيضا الحصول على بعض المقررات التى تدرسها الجامعة الشريكة عن بعد، وفى هذه الحالة من حقه السفر السنة الأخير للدراسة بالجامعة الشريكة ثم الحصول على شهادة من كل من الجامعتين.
وبعد عامين من بدء الدراسة، سجل 30 طالب من كلية الهندسة فى مقرر فى الفصل الصيفى درس عن بعد من الجامعة الشريكة وهو ضمن الخطة الدراسية المتفق عليها مع الجامعة الشريكة، وحقق طلابنا نجاحا باهرا حيث شارك 80 طالب سجلوا بالمقرر من مختلف الجامعات الدولية التى أبرمت شراكات مع الجامعة الشريكة، وحصل طلاب جامعة مصر للمعلوماتية على درجات متفوقة جدا.
هل نجحت الجامعة فى القضاء على فكرة أن الدراسة بالجامعات الخاصة والأهلية "شهادة مقابل المال"؟
التعليم بالجامعة جيد جداً، ونؤكد على أننا جامعة جادة تقدم تعليم متميز، وهى جامعة بمصروفات لتغطية النفقات، ولكن جامعة جادة ونريد تخريج كوادر وخريجين متميزين جاهزين لسوق العمل أو الدراسات العليا، ونجحنا فى القضاء على فكرة الشهادة مقابل الرسوم الدراسية.
كيف تعد الجامعة الخريجين لسوق العمل؟
جامعة مصر للمعلوماتية جامعة تخصصية وبالتالى هى جاذبة لسوق العمل وشركات القطاع لديها اهتمام لمتابعة الطلاب وتقديم العون والخدمات العملية للطلاب خلال فترة الدراسة وعقدنا اتفاقيات مع عدد كبير من شركات القطاع وجارى تدريب الطلاب فى الصيف من خلال تلك الشركات وكذلك قامت وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بتوفير عدد من فرص التدريب لطلابنا. هذا بالإضافة أيضا إلى أن بعض الأجزاء العملية المقترحة من الشركات تم دمجها ضمن الجزء العملى فى المقررات الدراسية وهذا يؤهل الطلاب لسوق العمل بشكل احترافى، بجانب اهتمام الدولة بالابتكار والابداع وتنمية هذا الجانب لدى طلاب الجامعات وتم وضعه ضمن مقررات الدراسة فى بعض الكليات ويتم تدريسه إجباريا لتأهيل الطلاب لفكرة الابتكار والابداع وكيفية إعداد دراسات الجدوى وتحويل الفكرة لشركة ناشئة.
ما هى آليات تقديم المنح الدراسية بجامعة مصر للمعلوماتية؟
اردنا أن نوضح أن الجامعة ليست جامعة فقط لمن يستطيع سداد المصروفات، ولكن نريد أن يكون الطلاب على مستوى أكاديمى جيد ولديهم الحرص على الدراسة، ومن هنا جاءت فكرة توفير منح دراسية كاملة لأوائل الثانوية العامة وهذه مبادرة من رئيس الجمهورية وبدعم كامل من الشركات والبنوك، وبالفعل تواصلنا مع عدد من الشركات والبعض شجع الفكرة وتنفق على الطلاب خلال فترة الدراسة، وعلى مدار العامين الماضيين منذ بدء الدراسة أصبح لدينا ما يقرب من 70 طالب مقيدين بالجامعة من أوائل الثانوية العامة من ضمن الـ 200 الأوائل على الجمهورية، وهذا العام تم توفير 17 منحة كاملة لأوائل الثانوية العامة.
كما نقدم مجموعة من المنح المتدرجة بداية من 30 % للتقديم المبكر وبعد ذلك تقديم منح متدرجة حسب التفوق حتى 90 % فيما أعلى فى الشعبة العلمية و80 % فيما أعلى لطلاب الشعبة الأدبية ويتم تقديم منح تصل لـ 55% و60 %، ثم المنح الكاملة المخصصة ضمن مبادرة السيد رئيس الجمهورية لأوائل الثانوية العامة.
الدراسة لدينا باللغة الإنجليزية وقد يكون بعض الطلاب بمستويات مختلفة فى اللغة وفى الحقيقة التجربة كشفت أن الطلاب المتفوقين يجتهدون لتقوية الذات ولدينا قسم لغة انجليزية والمدرسين به على أعلى مستوى ويقدموا برنامج اللغات للطلاب وبالتالى الطالب يخضع لامتحان تحديد مستوى لاستكمال الدراسة فى مستويات اللغة الإنجليزية لتقوية الطلاب.
ما آليات استضافة أعضاء هيئة التدريس بالجامعة؟
استضافة أعضاء هيئة التدريس متاح من الجامعات الشريكة، ونختار أعضاء هيئة التدريس بعناية شديدة، ويهمنا تقديم خدمة تعليمية قوية، ويجب أن يكون عضو هيئة التدريس لديه أبحاث علمية نظرا لأهميته فى تغذية المحاضرات بأحدث ما توصلت إليه الأبحاث الحديثة.
ما عدد كليات الجامعة وخطة التوسع المستقبلية؟
الجامعة بها 4 كليات تضم حوالى 16 برنامج تعليمى ونبدأ هذا العام الدراسة فى برنامج الميكاترونيكس.
نحن فى المرحلة الأولى من مدينة المعرفة ولدينا قاعات ومعامل مجهزة بأحدث أوات التعليم الحديثة ويتم حاليا تجهيز الحرم الجامعى المتكامل للجامعة أيضا فى مدينة المعرفة ويضم 8 مبانيوسيتم الانتهاء منه عام 2024، ولدينا القدرة على التوسع فى إنشاء كليات أخرى.
هل ستظل الجامعة معنية بكليات قطاع الاتصالات والتكنولوجيا أم هناك نية لإنشاء كليات قطاع طبى؟
فكرة إنشاء كليات للقطاع الطبى سيكون من خلال توفير برامج بينية مثل المعلوماتية الصحية والطبية وغيرها من التخصصات وهي ضمن خطة الجامعة، وستظل الجامعة معلوماتية.
هل التوسع فى تطبيقيات الذكاء الاصطناعى يقضى على العنصر البشرى؟
دعنا نعود بالذاكرة لفترات طويلة عند ظهور الميكنة بعدما كان العمل فى المصانع يدويا، وتم التطرق إلى أن الميكنة ستهدد العنصر البشرى، ولكن فى الحقيقة الانسان يطور من ذاته فى الوظائف ويعمل التفكير بشكل مباشر فى وظائف أرقى وهناك وظائف تستطيع " الآلة" تنفيذها بدقة، وهذا فى مرحلة من المراحل السابقة، وما يحدث هو إعادة تأهيل للوظائف التى كانت تعتمد على الانسان وتنفذها الآلة أفضل ولكن لا يوجد استغناء عن توظيف البشر وإنما سيحدث ارتقاء بوظائفهم.
ما هو نظام الدراسة بالجامعة هل قائم على الفصليين الدراسيين أم الساعات المعتمدة؟
متاح نظام الفصلين الدراسيين فى كلية الفنون الرقمية والتصميم أما باقى الكليات فالدراسة بها بنظام الساعات المعتمدة وأيضا إتاحة التسجيل فى الفصل الصيفى أمام الطلاب.
ما الطاقة الاستيعابية للجامعة ؟
بدأت الدراسة بجامعة مصر للمعلوماتية منذ عامين دراسيين، واستقبلت الجامعة فى عامها الأول 180 طالبا، وفى العام الثاني استقبلت الجامعة حوالى 280 طالب، وفى العام الأكاديمى الحالى استقبلنا حوالى 350 طالباً، والطاقة الاستيعابية تحتاج لأماكن ولأعضاء هيئة التدريس ومع بدء العام الثالث وفى ظل وجود برامج جديدة تم تعيين عدد من أعضاء هيئة التدريس ومبنى الجامعة يستوعب حوالى 1000 طالب فضلا عن المعامل والقاعات والمكاتب الإدارية، وزيادة أعداد الطلاب تتم بشكل تدريجى.
هل توفر الجامعة سكن للطلاب المغتربين؟
نوفر سكن للطلاب المغتربين بأحد المناطق المجاورة للجامعة ونوفر مبانى بها تأمين وشركة نظافة تعمل بأوقات محددة، وتوسعنا مع زيادة عدد الطلاب، يتم زيادة المبانى السكنية، ونوفر السكن للطلاب الحاصلين على المنح والطلاب الراغبين فى الحصول على سكن من طلاب الجامعة.
ما جهود الجامعة لجذب الطلاب الوافدين؟
نسعى لجذب الطلاب الوافدين ونشترك فى منصة "ادرس فيمصر" ولدينا وافدين بالجامعة وتم تنظيم دعوة للسفراء العرب والافارقة للتعرف على الجامعة وذلك فى إطار جذب الطلاب الوافدين للجامعة وتفعيل الدبلوماسية العلمية.
ما هو دور الجامعة فى مجال خدمة المجتمع؟
تم تنظيم مجموعة من المسابقات "الهاكاثون" بين طلاب الجامعات المصرية والعربية والإفريقية لأفضل الأفكار التكنولوجية الابتكارية لحل أزمة التغيرات المناخية، بمشاركة حوالى 1700 طالب وتم تنظيم سلسلة من الويبنار للطلاب لتسليحهم بالأدوات المطلوبة للوصول لحلول تكنولوجية ابتكارية كما حضروا مجموعة منهم للحرم الجامعى للتطبيق وإنتاج نماذج للمنتجات المقترحة، ثم تم تقييم المشروعات وتقديم المشروعات الفائزة فى قمة المناخ الـ 27 بمؤتمر شرم الشيخ، كما تم تنظيم هاكاثون للشركات التى تعمل بتقنيات الميتافيرس للصالح. وتتم المسابقات تحت رعاية وزارتى الاتصالات والتعليم العالى. وشاركنا هذا العام فى المبادرة الرئاسية "مصر تصنع الالكترونيات" وتم تدريب للخريجين من الجامعات المصرية على الأنظمة المدمجة بالتعاون مع شركات الصناعة والتدريب مبنى على المشروعات التطبيقية وبمشاركة من عدد من الشركات المتخصصة إضافة إلى تعليم مهارات التواصل والعرض واللغة الإنجليزية ثم تنظيم ملتقى توظيف بمشاركة كبرى الشركات لاختيار بعضهم للحصول على وظائف.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة