يضرب الجفاف إقليم كتالونيا الإسبانى منذ أشهر، مما يعرض محاصيله من الحبوب وأشجار الفاكهة والعنب للخطر بخسائر تقدر بملايين الدولارات، ولكن أكثر ما يثير قلق الاقليم هو انتهاء موسم فطر عيش الغراب فى الوقت الذى لم تشهد فيه البلاد الانتاج المطلوب.
وتأثرت منطقة جبال البرانس الكتالونية، وهى المنطقة التى يبدأ فيها موسم الفطر فى منتصف أغسطس، بشكل كبير بالجفاف، وقد أدى ارتفاع درجات الحرارة وقلة الأمطار إلى تأخير الإنتاج لدرجة أنه لم ينبت فطر واحد فى شهرى أغسطس وسبتمبر، ولقد ضاع شهرين وهما يمثلان بالضبط 50% من إنتاج الفطر السنوى فى كتالونيا.
وأشارت صحيفة الباييس الإسبانية إلى أنه الآن، فى فصل الخريف، تهطل الأمطار الأولى والتى، على الرغم من أنها ليست غزيرة كما هو الحال فى بقية إسبانيا، تظهر بصيص أمل فى الغابات الكتالونية التى استنفدت تقريبًا بسبب الجفاف.
ووفقا لخبراء من مركز تكنولوجيا الغابات فى كتالونيا (CTFC)، فإن ما يهم من الآن فصاعدا هو الأمطار الخفيفة، التى تستمر لعدة أيام، والتى تساعد على رطوبة التربة، حيث يحتاج الفطر الصالح للأكل إلى ما بين 10 و15 يوما بعد هطول الامطار.
تواجه إسبانيا أسوأ موجة جفاف منذ عام 1961 مع ندرة هطول الأمطار، حيث قامت وكالة الأرصاد الجوية الحكومية (Aemet) بتقييم الوضع، وقالت أن الفترة 2022-2023 كانت جافة فى إسبانيا بشكل واضح حيث سقط 560.7 لتر لكل متر مربع؛ وهو أقل بنسبة 12% من المعدل الطبيعى، حسبما قالت صحيفة لابانجورديا الاسبانية.
وقال خوليو بيربل، الأستاذ بجامعة قرطبة وعضو لجنة خبراء الجفاف التابعة لحكومة الأندلس: "هناك العديد من الرسوم البيانية المخيفة"، فى إشارة إلى السلسلة التاريخية التى يعدها إيميت سنويا ببيانات هطول الأمطار. الآن، كما يشير عالم المناخ صامويل بينر، "مع وجود تضاريس معقدة مثل تلك الموجودة فى إسبانيا، فإن متوسط معدل هطول الأمطار ليس مفيدًا جدًا".
وأشارت وكالة الأرصاد الإسبانية إلى أنه فى بعض مناطق الأندلس وكاتالونيا، يجب أن تستمر الأمطار غير العادية لعدة أشهر متتالية لتعويض العجز فى السنوات الأخيرة.