يوما بعد يوم، يزداد حصار الرئيس الأمريكى جو بايدن تحت موجة الانتقادات والهجوم الذى يتعرض له من مختلف الاتجاهات بسبب موقف الداعم تماما لإسرائيل، فى ظل عدوانها الوحشى على قطاع غزة.
حيث نشرت نائبة الكونجرس الأمريكية من أصل فلسطينى رشيدة طليب فيديو اتهمت فيه الرئيس جو بايدن بدعم الإبادة الجماعية للفلسطينيين.
وبحسب ما ذكرت صحيفة نيويورك تايمز، فإن طليب قالت فى الفيديو: السيد الرئيس، الشعب الأمريكى ليس معك فى هذا الأمر، وسنتذكر هذا فى 2024. وبعد حديثها تتحول الشاشة إلى اللون الأسود، ثم ظهر رسالة مكتوب فيها: "لقد دعم جو بايدن الإبادة الجماعية للشعب الفلسطينى، الشعب الأمريكى لن ينسى. بايدن، إدعم وقف إطلاق النار الآن، وإلا لا تعتمد علينا فى 2024".
وقالت نيويورك تايمز إن طليب، الأمريكية الوحيدة من أصل فلسطينى فى الكونجرس، كانت فى مقدمة مجموعة من النواب التقدميين الذين انتقدوا دعم بايدن لإسرائيل منذ السابع من أكتوبر، وقالت إن أفعاله ساعدت على قتل المدنيين الفلسطينيين. وكانت طليب قد اجتازت محاولة لتوجيه اللوم لها فى مجلس النواب الأسبوع الماضى بسبب تعليقاتها على حرب غزة، كما أنها تواجه إعلانات هجومية من قبل جماعة ديمقراطية موالية لإسرائيل.
إلا أن اتهام بايدن بدعم الإبادة الجماعية يمثل ما وصفته الصحيفة بـالانتقاد غير العادى للرئيس من جانب أحد نواب حزبه.
وذهبت الصحيفة إلى القول بأنه اللغة المستخدمة فى الخطاب تهدد بتوسيع الخلافات داخل الحزب الديمقراطى حول الصراع الحالى، حيث يتبادل أنصار فلسطين وأنصار إسرائيل الاتهامات بالتعصب.
يأتى هذا فى الوقت الذى كان فيه بايدن هدفا فى مظاهرات دعم فلسطين الحاشدة التى شهدتها العاصمة الأمريكية، قرب البيت الأبيض، وسط تهديد الكثير من المتظاهرين بعد دعم بايدن فى انتخابات الرئاسة القادمة.
ووجه المتظاهرون انتقادات مباشرة للرئيس بايدن. من بينهم ريناد دايمن، من كليفلاند التى قالت إنها قامت بالرحلة مع عائلتها حتى يعرف أطفالها أن الشعب الفلسطينى صامد، وانهم يريدون قائدا لا يكون دمية لحكومة إسرائيل.
ووضع المتظاهرات العشرات من أكياس الجثث البيضاء الصغيرة تحمل أسماء الأطفال الذين قتلتهم الصواريخ الإسرائيلية، بينما حمل المتظاهرون لافتات تدعو إلى وقف إطلاق النار.
كما حمل المتظاهرون لافتات تحمل رسائل مثل "لقد خاننا بايدن"، و"فى نوفمبر، نحن نتذكر" فى إشارة إلى أن القضية ستكون عاملا مؤثر فى إعادة انتخاب بايدن.
وقالت جيهان الأنصرى، البالغة من العمر 27 عاما والتى تقيم فى نيويورك، إن دعم إدارة بايدن لإسرائيل على الرغم من مقتل الآلاف من الفلسطينيين جعلها تعيد التفكير فى التصويت فى انتخابات الرئاسة لعام 2024، حيث من المرجح أن يواجه بايدن المرشح الأوفر حظا فى الحزب الجمهورى دونالد ترامب، وقالت: كنا نعتقد أن بايدن سيمثلنا، لكنه لا يمثلنا، وجيلنا لا يخشى أن يضع مسئولين منتخبين فى مكانهم.
من ناحية أخرى، دعا الرئيس الأمريكى الأسبق باراك أوباما الأمريكيين إلى فهم الحقيقة الكاملة المتعلقة بحرب إسرائيل وغزة، وقال إن "الجميع متواطئ" بدرجة ما فى إراقة الدماء الحالية.
وقال أوباما فى مقابلة مع موظفيه السابقين لبثها على بودكاست "انقذوا أمريكا": أنظر إلى هذا وأعود بالتفكير إلى الوراء، ما الذى كان يمكننى أن أفعله خلال رئاستى للمضى قدما، لقد حاولت قدر استطاعتى؟. لكن لا يزال هناك جزء منى يقول: حسنا، هل هناك شيئا آخرا كان يإمكانى فعله".
وبحسب ما ذكرت نيويورك تايمز، فإن أوباما اعترف بالمشاعر القوية التى أثارتها الحرب، وقال إن هذا أمر يعود إلى قرن مضى ويعود إلى الواجهة، وألقى باللوم على السوشيال ميديا فى تضخيم الانقسامات وتقليص النزاع الدولى الشائك إلى ما اعتبره مجرد شعارات.
وحث أوباما مساعديه السابقين على فهم الحقيقة الكاملة، وقال إن ما حدث فى 7 أكتوبر كان "مروعا وليس هناك ما يبرره" على حد قوله، لكنه أضاف أن الصحيح أيضا أن الاحتلال وما يحدث للفلسطينيين لا يطاق.
وأضاف: والصحيح أيضا أن هناك تاريخا للشعب اليهودى قد يتم تجاهله ما لم يخبرك اجدادك أو أجداد أجدادك، أو عمك او عمتك بقصص عن جنون العداء للسامية، ومن الصحيح أن هناك الآن ناس تموت ليس لهم علاقة بما فعلته الفصائل.
ومع تزايد الانتقادات لبايدن وإدانة المجازر الإسرائيلية بحق الفلسطينيين، تتزايد الضغوط على من يعارضون ممارسات الدولة العبرية. حيث اضطرت كاتبة بمجلة نيويورك تايمز إلى الاستقالة بعد أن وقعت على خطاب مفتوح يتهم إسرائيل بارتكاب الإبادة الجماعية، وانتقادها أيضا لافتتاحية الصحيفة التى أكدت فيها حق الدولة العبرية فى الدفاع عن نفسها.
وبحسب ما ذكرت فوكس نيوز، فإن الكاتبة جازماين هيوز، التى كانت تكتب فى مجلة نيويورك تايمز، قد تركت الشركة الإعلامية الأمريكية، وفقا لما جاء فى بريد إلكترونى داخلى.
وقال رئيس تحرير مجلة نيويورك تايمز جيك سيلفرشتايين إن هيوز انتهكت سياسة الشركة بشأن الاحتجاج العام. وكتب يقول : فى حين أننى أحترم أن لديها قناعات قوية، فإن هذا كان انتهاكا واضحا لسياسة التايمز حول الاحتجاج العام، وهذه السياسة التى أدعمها تماما، جزء مهم من التزامنا بالاستقلالية.
وتابع رئيس تحرير المجلة قائلا: تناقشت أنا وهى فى أن رغبتها فى التعبير عن هذا النوع من الموقف العام والمشاركة فى احتجاجات عامة لا يتوافق مع كونها صحفية فى التايمز، وخلص كلانا إلى ضرورة أن تستقيل.
وكانت هيوز قد وقعت فى 26 أكتوبر الماضى على خطاب بعنوان " كتاب ضد الحرب فى غزة"، والذى اتهم إسرائيل مباشرة بالإبادة الجماعية للفلسطينيين.
وقال الخطاب إن حرب إسرائيل ضد غزة هى محاولة لإجراء إبادة جماعية بحق الشعب الفلسطينى. هذه الحرب لم تبدأ فى السابع من أكتوبر. لكن فى الأيام الـ 19 الأخيرة، قتل الجيش الإسرائيلى أكثر من 6500 فلسطينى، بينمهم أكثر من 2500 طفلا وأصيب أكثر من 17 ألف آخرين. وانتقد الخطاب نيويورك تايمز بشكل خاص لكتابتها افتتاحية قالت فيها إن ما تقاتل إسرائيل للدفاع عنه هو مجتمع يقدر الحياة الإنسانية وحكم القانون.