سجلت دول أمريكا اللاتينية انخفاضا فى انتاج النفط ، وهو ما يُنذر بأزمة جديدة فى القارة اللاتينية، حيث شهدت المكسيك تراجع فى الانتاج بانخفاض قدره 13%، إضافة إلى توقف الأرجنتين للصادرات بسبب النقص، وذلك وسط مخاوف من ارتفاع الأسعار.
وسجلت المكسيك انخفاضا قدره 13%، حيث ساهمت بـ 31.200 برميل يوميًا فى الإنتاج الخاص فى المكسيك، وانخفض إنتاج القطاع الخاص من النفط الخام خلال سبتمبر 2023، وفقًا لأحدث الأرقام التى نشرتها الهيئة التنظيمية فى المكسيك، اللجنة الوطنية للهيدروكربونات (CNH).
واستخرجت الشركات الخاصة ما مجموعه 104.700 برميل يوميا من النفط الخام، بانخفاض شهرى بنسبة 4٪ عندما أبلغت عن 109.100 برميل يوميا، وفى قياسها الشهرى، أنتجت شركات النفط أقل بنسبة 7% مقارنة بسبتمبر 2022.
وتساهم الشركات الخاصة بنسبة 5% من الإنتاج الوطنى، فى حين تساهم شركة بتروليوس مكسيكانوس التابعة للدولة، والمعروفة باسم بيميكس، بنسبة 95% المتبقية من 1.94 مليون برميل يوميا من النفط الخام ومكثفات الغاز التى تنتجها المكسيك.
وبعد فتح قطاع النفط أمام الاستثمار الخاص مع إصلاحات الطاقة التى أقرها الرئيس السابق إنريكى بينيا نييتو، والتى تمت الموافقة عليها فى ديسمبر 2013، بدأت الشركات فى التنقيب عن الهيدروكربونات وإنتاجها، لكن وصول أندريس مانويل لوبيز أوبرادور، إلى الرئاسة.
وحدد الرئيس المكسيكى هدفًا يتمثل فى توفير 280 ألف برميل من النفط يوميًا للقطاع الخاص بحلول نهاية فترة ولايته فى سبتمبر 2024. حتى أنه قال أن العديد من العقود المطروحة يمكن إلغاؤها قانونيًا بسبب عدم وجود نتائج، لكن الشركات ستفعل ذلك، "ضجة" وسيكون من غير الضرورى.
ففى فنزويلا، انخفضت الصادرات النفطية فى أكتوبر إلى أقل من 700 ألف برميل يوميا وسط انتكاسات تشغيلية فى منطقة الإنتاج الرئيسية فى البلاد، وهى علامة على انتعاش مستدام فى الإنتاج، مدعوما بتخفيف العقوبات الأمريكية، وقد يستغرق الأمر بعض الوقت.
وأصدرت وزارة الخزانة الأمريكية فى منتصف أكتوبر ترخيصا عاما يسمح لفنزويلا بتصدير النفط الخام والوقود والغاز إلى الأسواق التى تختارها لمدة ستة أشهر، وهو إجراء لتشجيع إجراء انتخابات رئاسية نزيهة العام المقبل.
لكن التعليق القضائى للانتخابات التمهيدية للمعارضة هذا الأسبوع دفع واشنطن إلى تحذير بشأن احتمال سحب التراخيص إذا لم تسمح الحكومة لمرشحى المعارضة بالمشاركة بحرية.
وصدرت شركة النفط الحكومية PDVSA ومشاريعها المشتركة ما متوسطه 666290 برميلًا يوميًا من النفط الخام والوقود الشهر الماضى، أى أقل بنسبة 19٪ من 821500 برميل يوميًا تم شحنها فى سبتمبر، وفقًا لوثائق الشركة الداخلية وبيانات تتبع السفن.
وكانت الوجهة الرئيسية للصادرات هى الصين مرة أخرى، تليها الولايات المتحدة، التى استقبلت حوالى 178.290 برميلًا يوميًا صدرتها شركة شيفرون، التى تعمل بترخيص فردى سمحت به واشنطن.
كما صدرت فنزويلا 228.500 طن مترى من المنتجات الثانوية من النفط والبتروكيماويات، بانخفاض عن 324.000 طن فى الشهر السابق. وأظهرت البيانات أنها شحنت أيضا نحو 32 ألف برميل يوميا من النفط الخام والوقود إلى حليفتها السياسية كوبا.
وأظهرت الوثائق أن الانخفاض يرجع فى المقام الأول إلى عدم كفاية المواد المخففة لإنتاج أصناف خام قابلة للتصدير وانقطاع التيار الكهربائى مما أدى إلى إغلاق شركة لتحديث الخام.
وانخفض إنتاج فنزويلا من النفط الخام إلى 762 ألف برميل يوميا فى سبتمبر من 820 ألف برميل يوميا فى الشهر السابق، وفقا للأرقام المقدمة إلى أوبك، فى حين أن المتوسط التراكمى حتى الآن هذا العام، البالغ حوالى 780 ألف برميل يوميا، لا يزال أقل من الهدف البالغ مليون برميل يوميا فى عام 2023، ولا يوجد فى البلاد سوى منصة حفر واحدة نشطة.
الأرجنتين تعلق صادرات النفط لحل مشكلة النقص
قررت الأرجنتين تعليق صادرتها النفطية لحل مشكلة النقص وسيتم منع منتجى النفط فى الأرجنتين من التصدير ما لم يزيدوا امدادات الوقود، ويمكن للأرجنتين أن تمنع منتجى النفط من تصدير الخام خارج البلاد ما لم تضمن إمدادات محلية كافية وسط النقص المستمر فى الوقود.
وجاء التحذير من وزير الاقتصاد سيرجيو ماسا، وهو أيضا مرشح للرئاسة، وقال ماسا "إذا لم يتم حل مسألة إمدادات الوقود، فلن تتمكن الشركات من إرسال سفن التصدير، فالنفط الأرجنتينى ينتمى أولاً إلى الأرجنتينيين".
وأضاف ماسا أن بعض الشركات تحجب إمدادات الوقود بسبب رهاناتها على أن الحكومة ستخفض قيمة سعر الصرف الرسمى بعد الانتخابات الرئاسية التى جرت الأسبوع الماضى، وتأتى هذه التعليقات وسط نقص الوقود الذى أدى إلى طوابير طويلة عند المضخات وإغلاق محطات الوقود، حيث ترك نقص الدولارات الحكومية السفن تنتظر استيراد الوقود وتقطعت بها السبل فى البحر.
فى غضون ذلك، نقلت عن مسؤولين حكوميين قولهم إنه سيتم سد النقص قريبا مع وصول 10 شحنات من الوقود المستورد قريبا، وقال وزير الطاقة فى البلاد لوسائل الإعلام المحلية أن توزيع الوقود سيستغرق بضعة أيام، لكن من المفترض أن يحل مشكلة النقص.
وحدث نقص الوقود فى وقت سابق من الشهر الجارى، وأرجعته وسائل إعلام محلية إلى نقص الدولار الذى منع الحكومة من الحصول على ما يكفى من الوقود المستورد، ما تسبب فى طوابير طويلة أمام محطات الوقود وإغلاق بعضها مع نفاد الوقود.
لكن وزيرة الطاقة فلافيا رويون أرجعت النقص إلى زيادة النشاط السياحى الأسبوع الماضى، فضلا عن شائعات عن ارتفاع أسعار الوقود عقب الانتخابات المقبلة التى ستجرى فى 19 نوفمبر.
وقالت الأرجنتين الأسبوع الماضى إنها وقال رويون: "نشأت حالة من الذهان مفادها: علينا أن نذهب لملء الخزان"، وأكدت شركات الطاقة العاملة فى الأرجنتين ما قاله رويون، قائلة أن النقص جاء نتيجة "الطلب المفرط الناجم عن توقع النقص".
ستستورد عشر شحنات من الوقود فى الأيام المقبلة لمعالجة النقص بعد انتعاش الطلب، فضلا عن زيادة طاقة التكرير.
وتنتج الأرجنتين 80% من الوقود الذى تستخدمه وتستورد الباقى، وقد ابتليت البلاد بتضخم هائل وصل إلى 140%، وهى مهددة بالركود.