أحلام مستغانمى: رفضت إعطاء نزار قبانى روايتى ذاكرة الجسد لكنه فاجأنى بانطباعه

الجمعة، 10 نوفمبر 2023 03:07 م
أحلام مستغانمى: رفضت إعطاء نزار قبانى روايتى ذاكرة الجسد لكنه فاجأنى بانطباعه أحلام مستغانمي
رسالة الشارقة أحمد منصور

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
شاركت الروائية الجزائرية أحلام مستغانمى فى أمسية ثقافية استثنائية جمهور معرض الشارقة الدولى للكتاب 2023، احتفالها بإصدار روايتها الجديدة "أصبحت أنت" ومرور 30 عاماً على روايتها "ذاكرة الجسد".
 
وبدأت الأمسية بقولها: منذ عقود وأنا أواعد القراء هنا فى هذا المعرض بلهفة لقاء عاطفى، فثمة بهجة ما وفرح منثور بالأجواء يجعل منه عرساً لا تُصادف فيه إلا أناساً سعداء بلغوا ذروة العمر الجميل، إنهم في الأربعين فقد ولدوا وكبروا مع هذا المعرض فللقارئ عمر قراءاته، مع الشارقة غدا للعام فصول خمسة خامسها فصل الكتاب، ففي كل نوفمبر تمطر السماء فرحاً وكتباً، بل العام هنا فصلٌ واحد فمهما كان التاريخ الذي تزور فيه الشارقة فأنت في موسم الكتب حيث بساتين الروايات ومروج الشعر تتفتح في كلّ أيام السنة.
 
وأضافت أحلام مستغانمى فى الأمسية التى أدارتها الإعلامية البحرينية الدكتورة بروين حبيب: كتاب ذاكرة الجسد كان حدثاً غير متوقع فى حياتى، كتبت هذا الكتاب أثناء دراستى فى فرنسا، كان لدى 3 أطفال صغار وما كان لى من أحد ليساعدنى، كنت أكتب هذه الرواية ليلاً ومعظم الوقت كنت أخفى الأوراق تحت السرير خوفاً عليها من الأطفال، استعنت  لكتابتها بما كان فى حوزتى وذاكرتى ليس أكثر، برسائل أبي وما أعرفه عن الثورة الجزائرية وقصصي الخاصة لم أكن أتوقع أبداً أن تحقق  تلك الرواية ذاك النجاح المذهل.
 
وتحدثت حول تجربتها مع الشاعر نزار قباني فيما يتعلق برواية ذاكرة الجسد، مشيرة إلى أنها عندما التقت بنزار قباني بعد صدور الرواية، طلب منها الاطلاع عليها، مضيفة: رغم صداقتي مع نزار خجلت من أن أعطيه الرواية، فمن أنا ليقرأ نزار قباني كتاباتي، لكن فوجئت بعد أيام من حصوله عليها باتصال منه يخبرنى أن الرواية دوخته.
 
وحول روايتها الجديدة "أصبحت أنت"، قالت أحلام مستغانمى كان السؤال لدي هل يقرأ الأموات؟ لأني أكتب لأبي وفي الوقت نفسه أخاف أنا أكتب ما يبكيه، ماذا لو كان الأموات يقرؤوننا حقا؟ هذه الفكرة أبكتني كتبت فقرات  في هذه الرواية وأنا أبكي، لا أريد لأبي أن يعلم بما جرى بعده، كنت أريده أن يموت وهو مطمئن وسعيد، مازلت أكتب وكأن أبي يقرأني.  إنه يحكمني من قبره وأفاخر بذلك، لذلك أنا أؤمن أن المرء يوقّع بأصله لا بقلمه، اكتشفت أثناء كتابتي لهذا الكتاب أنني أصبحت أبي. فنحن جميعاً عندما نفقد من نحبّ ونشعر بعجزنا على استحضار من فقدنا؛ نصبح نحن هم.
 
وتناولت أحلام مستغانمي علاقة الكاتب بالقراء، حيث أشارت إلى العلاقة الفريدة من نوعها التي تجمعها بقرائها، فهم يستنجدون بي  ويأتمنونني على قصصهم الخاصة،  وبعض هذه القصص كنت طرفا فيها. 
 
وذكرت العديد من المواقف التى حصلت معها فى معارض عدة من بينها معرض الشارقة الدولى للكتاب، وقالت: أتذكر فى إحدى السنوات أننى جلست لمدة 7 ساعات ونصف أوقع أحد كتبى وعندما عجبت لصبر القراء وانتظارهم الطويل أخبرني أحدهم مازحا أنهم أثناء ذلك  تعرفوا على أصدقاء جدد و بعضهم  وجد عملا  بل ووجد من قد تصبح رفيقة عمره و هذا ما حدث فعلا  فالبعض يعود إلي  في معرض آخر ليقول بأنه التقى بزوجته وهو في انتظاري، وأعتقد أن أحد أسباب هذه الاهتمام هو أنني  أوقع بقلبي لا بقلمي، كما قالت " إنني في كتبي أغلف  المواضيع السياسية بالحب، لأنه لا يمكن أن تقدمي التاريخ هكذا للقارئ، لا أحد جاهز اليوم لقراءة قصص تاريخية".
 
وأضافت: أنا معنية ومهتمة بهذه الأمة وسر نجاحي هو أن القارئ العربي يعثر في كتبي على نفسه، هناك كتاب يفكرون في المكسب الفوري، ويعنيه أولا أن تترجم أعماله  في أوروبا، بالنسبة لي أنا أقيم هناك في أوروبا وأعرف كيف يمكن أن تنجح في تلك البيئة، التي  لا تتوافق توجهاتها مع قناعاتي، و لن أتنازل عن عقيدتي ولن أتنازل عن شعوري القومي ودفاعي عن العربيّة لأفوز بمكسب هناك، أذكر عندما صدرت أطروحتى للدكتوراة في فرنسا ودعيت للحديث عن الأدب النسائي، فتوقعوا أن أقول إن المرأة ضحية الرجل العربي وهو ضحية الدين ومن هذا الكلام، ولكن عندما برأت الإسلام من هذه التهمة انتهى الأمر ولم يعودوا يدعوني، ومع ذلك لم أخسر شيئاً بل كسبت كل القراء العرب.
 
وفي ختام الأمسية عبرت مستغانمي عن سعادتها بصدور روايتها الجديدة "أصبحت أنت"، قائلة : هذا الكتاب يعدّ الأخ الروحي لذاكرة الجسد، والآن أشعر بأن الحلقة قد اكتملت، من لم يقرأ الرواية لا يمكن أن يفهم لماذا كتبت بتلك الشاعرية وبذلك العنفوان ولماذا أبطالي كانوا كذلك.، لو لم أكتب هذا الكتاب لم أكن لأعلم أنني أشبه أبي لهذا الحد، إنه اكتشاف متأخر، الآن أراجع نفسي وأقول إن كل المواقف التي قمت بها  و القرارات التي أخذتها لم أكن فيها  أنا.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة