سجل معرض الشارقة الدولى للكتاب بدورته الـ 42 أكبر حضور عالمي للدول المشاركة في فعالياته منذ انطلاقه في العام 1981، بالإضافة إلى أنه يجمع 600 مؤلف يوقعون كتبهم الجديدة، من بينهم نخبة من كبار الأدباء والفنانين العرب والأجانب، كما تشهد دورة هذا العام من المعرض تنظيم 1700 فعالية متنوعة، يشارك فيها أكثر من 215 ضيفاً من 69 دولة، وتستهدف جميع الأعمار من مختلف الاهتمامات.
وأجرت "اليوم السابع" حوارًا مع أحمد بن ركاض العامرى الرئيس التنفيذي لهيئة الشارقة للكتاب، الذى كشف عن تفاصيل الدورة الحالية، فإلى نص الحوار..
ــ بداية.. نريد أن نستعرض حجم نسبة المشاركة المصرية بمعرض الشارقة؟
هناك زيادة في عدد دور النشر المصرية التي شاركت في معرض الشارقة للكتاب في دورته الـ42 الذي تنظمه هيئة الشارقة للكتاب خلال الفترة من 1 إلى 12 نوفمبر الجاري، إذ أن عدد الدور سجل زيادة عن العام الماضى فمشاركة هذا العام بلغت 284 دار نشر.
ــ سجلت الدورة الحالية اكبر نسبة مشاركة عالميا.. فما حجم المشاركة؟
المعرض هذا العام شهد مشاركة ما يقرب من نصف دول العالم حيث بلغ عدد الدول المشاركة 109 دول و2003 دار نشر، بالإضافة إلى 1057 وكيلا أدبيا و ناشرا في مؤتمر المكتبات، و250 مكتبي شاركوا في مؤتمر الشارقة الدولي للمكتبات، أن دولة الإمارات العربية المتحدة سجلت أكبر مشاركة عربية تليها جمهورية مصر العربية بالإضافة إلى المشاركة الكبيرة من الهند والأمريكيتين، وهذا يعزز من مكانة الثقافة العربية بين بقية دول العالم، فالشارقة صارت بوابة للثقافة العربية من الشرق والغرب.
ــ يروج معرض الشارقة الدولي للكتاب لمفهوم الثقافة بشكل عام.. تعليقك؟
أن الثقافة تجمع شعوب العالم بمختلف أجناسهم وأعراقهم وأديانهم وأنها على خلاف السياسة تجمع ولا تفرق.. مشيرا الى أن الثقافة جامعة ولغة حوار وتفاهم فكري وإنساني وليست مجال للصراعات والخلافات السياسية.
ــ ما هي الآليات المتابعة لتحقيق التقدم والازدهار ثقافيا داخل الشارقة؟
نحن في الشارقة لا نتنافس مع الآخرين وإنما منافستنا مع الذات ومع التطوير المستمر لقدرتنا، وإذا كان هناك متابعة لخطوات الشارقة من بعض المعارض من حولنا فهذا نجاحا لنا ووفقا لرؤية حاكم الشارقة الشيخ الدكتور سلطان القاسمي، والشيخة بدور القاسمى رئيسة مجلس إدارة هيئة الشارقة للكتاب، وفي النهاية الجميع يخدم الثقافة العربية، بغض النظر عن المردود المالي فالثقافة فعل تراكمي لا نظر فيها للربح بالمعنى المادي أو المباشر، وفى معرض لشارقة الدولي للكتاب المجال مفتوح لعرض جميع الهويات والثقافات والموضوعات من جميع دول العالم في جميع المجالات، كما أن المعرض يبحث عن موضوعات الساعة، وفي هذا الإطار تم استضافة المعرض لرائد الفضاء الإماراتي هزاع المنصورى، ورائدة الفضاء الأمريكية سونيتا ويليامز، وكذلك مناقشة موضوع الذكاء الاصطناعي، كما نجد أنه ليس هناك ضيف في معرض ليس لديه كتاب، ونركز على محورية الكتاب لان المعرض في النهاية معرض للكتاب وكل المحاور والموضوعات والضيوف ينتمون في النهاية لهذا المعنى، والأهم أن برنامج المعرض دولي يتحدث بكل لغات العالم.
ــ ماذا عن اختيار الشارقة ضيف شرف معرض سالونيك الدولي للكتاب في 2024" في اليونان؟
هذا الاختيار استحقاق للنجاح الكبير الذي حققته الشارقة ويشرفنا أن نكون جسرا بين الثقافة العربية والإسلامية وبين دول العالم ويكفى أن تعرف أننا قمنا ببيع كل إصدارتنا في معرض كوريا وأكثر من 85 % من عناوين جناح الشارقة في المكسيك والبرازيل.
ــ ما هي الدولة المرشحة لأن تكون ضيف معرض الشارقة 2024؟
أنه تم بالفعل من تحديد اسم الدولة وسيتم الإعلان عنها في ختام معرض الشارقة الحالي، هذا بالإضافة إلى أن اللجنة المنظمة تنظر خلال الوقت الحالي أيضًا فى الطلبات المقدمة من 3 دول لاختيار إحدى هذه الدول لتكون ضيف الشرف لمعرض 2025 .
ــ نريد أن نتحدث عن التسهيلات التي يقدمها معرض الشارقة للناشرين العرب؟
هناك معاملة خاصة لدول شمال إفريقيا نظرا لبعد المسافة وتكاليف الشحن، كما هيئة الشارقة للكتاب تدعم الدول في هذا الإطار، ما توفره المنطقة الحرة في الشارقة في مدينة النشر من إمكانية طبع الكتب حسب الطلب وبأسرع وقت حتى لو أراد صاحب الكتاب نسخة واحدة وهو ما يغني عن نقل وشحن وتكاليف كثيرة، فنحن نحاول بقدر المستطاع أن نعزز صناعة نشر الكتاب العربي على مستوى العالم.
ــ خلال دورة المعرض 2023 تم اختيار الروائى الكبير إبر اهيم الكونى شخصية المعرض .. فكيف يتم اختيار شخصية المعرض؟
هناك لجنة تختار شخصية المعرض وفق ضوابط ومعايير، وأنها ليست المرة الأولى التي يتم فيها اختيار شخصيات ورموز الثقافة العربية حيث تم من قبل اختيار العديد من الأسماء الأدبية العربية البارزة لأن الأهم أن تكون شخصية لها تأثير ثقافى لافت.
ــ ماذا عن معايير اختيار الكتاب والأدباء بمعرض الشارقة؟
ــ أن الاختيار يتم على أساس معيارين "الأول" نجوم الكتابة من أصحاب الجماهيرية مثل أحلام مستغانمى وأحمد مراد، و"الثانى" الكتاب الكبار من أصحاب الحضور النخبوى والمستوى الأدبي الكبير ومنهم كتاب نوبل وكذلك كتاب الإثارة والغموض، بمعنى أننا نحرص على التنوع وإرضاء جميع الأذواق، حتى عندما نستضيف نجوم الفن والغناء مثل كاظم الساهر فالاستضافة تدور حول دور الكتاب في حياتهم أو إقبالهم على نشر أول كتاب في حياتهم مثل رائدة الفضاء الأمريكية التي نشرت كتاب عن تجربتها في الفضاء وهي معنا هذا العام لتعرض تجربتها على الجمهور.
ــ كيف ترى المنافسة بين المعارض الدولية للكتاب؟
الثقافة العربية عظيمة ومتجذرة مليئة بالكنوز ونسعد بكل من ينافسنا في دعمها ورعايتها لأننا نتكامل من أجل تحقيق هدف واحد فقط .. مشيرا الى أن الإمارات كانت من أوائل الدول العربية التي شاركت في معرض المكسيك وبعد ذلك شاركت دول عربية أخرى وهذا أسعدنا كثيرا لأننا كلنا واحد.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة