قرأت مصر المستقبل، وأطلقت تحذيرات بما سيحل بالمنطقة من ويلات الحرب واتساع رقعة الصراع فى حال استمر تصعيد العدوان الإسرائيلي الغاشم على غزة، وتنبأت بأن احتدام النزاع سيقود لاشتعال جبهات أخرى ولا سيما اللبنانية والسورية، والعراقية، الأمر الذى تحقق بالفعل مع تعدد العمليات التي استهدفت قواعد أمريكية بالمنطقة منذ انطلاق عمليات طوفات الأقصى فى الـ 7 من أكتوبر.
وقبل أسابيع أطلق الرئيس عبد الفتاح السيسى تحذيرات مبكرة، ففى أكتوبر الماضى، حذر الرئيس خلال مداخلة، علق على إسقاط طائرتين مسيريتن في طابا ونويبع بشبه جزيزة سيناء، قائلاً: "أنا حذرت من توسعة دائرة الصراع، أيًا ما كان المكان اللي جاية منها، المنطقة ستصبح قنبلة موقوتة تؤذينا جميعا".
ليس التحذير الأول ولن يكون الأخير، فقد حذر فى السابق من انزلاق المنطقة إلى حرب إقليمية يكون تأثيرها مدمرا خلال لقائه برئيس الوزراء البريطاني سوناك، مؤكدا "أنه يجب منع انزلاق المنطقة في حرب على مستوى الإقليم بالكامل يكون تأثيرها على السلام في المنطقة، لذلك نحتاج إلى إحياء السلام مرة أخرى وإعطاء أمل للفلسطينيين في إقامة دولتهم على حدود يونيو 67 وعاصمتها القدس الشرقية".
وعلى هامش القمة العربية الإسلامية المشتركة بالرياض السبت الماضى، جدد الرئيس تحذيره خلال لقاءه بالرئيس الإيراني على أهمية عدم اتساع دائرة الصراع في المنطقة والحفاظ على الأمن والاستقرار الإقليمي.
ومؤخرا شنت الولايات المتحدة غارات دقيقة واستهدفت عبرها موقعين مرتبطين بإيران في سوريا وجماعات مرتبطة بطهران، ردا على هجمات طاولت جنودا أميريكين، وفق ما أفاد وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن، وضربات المتلاحقة للقواعد الأمريكية حيث استهدف 15 صاروخا أطلقت على القاعدة الأمريكية في حقل العمر النفطي بمحافظة دير الزور شرقي سوريا، فضلا عن هجمات شنتها واشنطن على موقعين لتخزين الأسلحة مرتبطين بإيران في سوريا الأسبوع الماضى، واستهدفت منشأتين قالت إن إيران والمنظمات التابعة لها تستخدمهما في سوريا.
وخرج أيضا تحذير أممى ففي أكتوبر الماضى قال مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا، غير بيدرسون، إن الحرب "تمتد إلى سوريا"، مدفوعة بتزايد الفوضى والعنف، وعدم إحراز تقدم نحو حل سياسي للصراع المستمر منذ 12 عاما.وأخبر المبعوث بيدرسون مجلس الأمن الدولي، أنه "بالإضافة للعنف الناجم عن الصراع السوري، يواجه الشعب السوري الآن احتمالا مرعبا بتصعيد محتمل أوسع نطاقا في أعقاب عمليات السابع من أكتوبر".
وقال بيدرسون: "مع كون المنطقة في أخطر حالاتها وتوترها، فإن الوضع أشبه بصب وقود على برميل بارود كان قد بدأ يشتعل بالفعل في سوريا، التي كانت تشهد تصاعدا في أعمال العنف حتى قبل 7 أكتوبر".
وفى السابق، كشف المتحدث باسم البنتاجون أن القوات الأمريكية المتمركزة في الشرق الأوسط تعرضت لـ 13 هجوما على الأقل في أسبوع، وقال إن الجيش يتخذ خطوات جديدة لحماية قواته في الشرق الأوسط مع تزايد المخاوف بشأن هجمات على قواعدها، ويترك الباب مفتوحا أمام إمكانية إجلاء عائلات العسكريين إذا لزم الأمر، بحسب وكالة رويترز.
وقال الجنرال بات رايدر للصحفيين في وزارة الدفاع إنه خلال الفترة بين 17 و24 أكتوبر، تم استهداف القوات الأمريكية 10 مرات في العراق وثلاث مرات في سوريا عبر مزيج من الطائرات بدون طيار والصواريخ الهجومية ذات الاتجاه الواحد.
كما كشفت صحيفة واشنطن بوست ان الإدارة الامريكية لديها خطط لـ اجلاء الأمريكيين في الشرق الأوسط اذا خرج الصراع في غزة عن السيطرة، وقالت مصادر للصحيفة الامريكية ان عملية اجلاء بهذا الحجم ستكون أسوأ سيناريو يمكن حدوثه.
وقال المسؤولون، إن هناك مخاوف خاصة على حياة الأمريكيين الذين يعيشون في إسرائيل ولبنان. ووفق وزارة الخارجية الأمريكية، هناك حوالي 600 ألف أمريكي في إسرائيل، وحوالي 86 ألفا آخرين في لبنان.