تضامن تمتد جذوره إلى عقود من الزمان رغم ما بين العالمين من بحار وحدود تلو الحدود، جمع دول أمريكا اللاتينية مع العالم العربي، فما بين المعاناة من الاستعمار قديما ، مروراً بمواجهة تدخلات القوي الدولية الكبرى وما نشأ بين الجانبين من تعاون وتفاهم في الملفات الكبرى تحت مظلة دول "عدم الانحياز"، صارت التحديات متماثلة ، والمصائر متطابقة ، فكان طبيعياً أن يكون الصوت اللاتيني منفرداً في دعم القضية الفلسطينية ، برغم الجوار الجغرافي للولايات المتحدة ، وبرغم اختلاف اللون واللغة وربما الدين.
وفي مقدمة الدول اللاتينية انحيازاً للقضية الفلسطينية ، جاءت فنزويلا ، حيث وصف الرئيس نيكولاس مادورو ، في نهاية الشهر الماضي ممارسات الاحتلال بـ"الجرائم المرعبة" ، داعياً إلي وقف الهجمات ضد الشعب الفلسطيني ودعا إلى عقد مؤتمر دولي لتحقيق السلام في فلسطين.
وصباح الإثنين، أشاد مادورو بدور الدولة المصرية وما يبديه الرئيس عبد الفتاح السيسي من شجاعة في دعم القضية الفلسطينية وأهالي غزة ، مؤكداً تضامن بلاده الكامل مع الشعب الفلسطيني.
وقبل أيام، أدانت الحكومة الفنزويلية بشدة "الإبادة الجماعية لشعب قطاع غزة" التي ترتكبها إسرائيل وطالبت بوقف فوري لقتل المدنيين في القطاع.
وقالت وزارة الخارجية في بيان، إن "جمهورية فنزويلا البوليفارية ترفض بشدة مظاهر الكراهية، والدعوة إلى تدمير الشعب الفلسطيني، وحملة الإبادة الجماعية التي تشنها إسرائيل بروح العقيدة النازية ضد شعب غزة".
وأضافت الخارجية الفنزويلية، أن "القتل الممنهج الذي تمارسه إسرائيل ضد السكان المدنيين العزل في غزة يجب أن يتوقف فورا، ويجب توفير المساعدات الإنسانية دون أي قيود، ويجب ضمان استقلال فلسطين من قبل جميع الهيئات والمنظمات الدولية، كما طالبت الجمعية العامة للأمم المتحدة مؤخرا".
ومن فنزويلا إلي البرازيل، لم يختلف الخطاب الداعم للحق الفلسطيني ، حيث دعا دعا المستشار الخاص لرئيس البرازيل للشئون الدولية، سيلسو أموريم، إلى "وقف إطلاق النار" فى الحرب فى غزة، وقال إن مقتل آلاف الأطفال في القصف الإسرائيلى لا يسمى إلا بـ "إبادة جماعية".
وأشار أموريم إلى اشتشهاد أكثر من 11 ألف شخص، معظمهم من النساء والأطفال، بسبب القصف الإسرائيلى على قطاع غزة، وهو منطقة ضيقة تبلغ مساحتها 360 كيلومترا مربعا يعيش فيها أكثر من مليوني نسمة مكتظة، حسبما قالت وكالة "برازيليا".
وكان رئيس البرازيل، لولا دا سيلفا، قال في وقت سابق إن الصراع بين اسرائيل وفلسطين ليس حربا، بل إبادة جماعية، تقوم بها إسرائيل ضد الفلسطينين. كما انتقد أمس الهجوم الإسرائيلي بالتفجيرات والهجمات على قطاع غزة، وقال إن "إسرائيل ليس لديها مبرر لقتل ملايين الأبرياء".
وقال دا سيلفا مساء الإثنين، إن إسرائيل "تقتل أبرياء من دون أي معيار" في قطاع غزة.. انهم يلقون قنابل على أماكن فيها أطفال، كالمستشفيات، بحجّة وجود إرهابيين فيه وهذا أمر لا يمكن تفسيره. أولا، عليك أن تنقذ النساء والأطفال، ثم تتقاتل مع من تريد".
ومؤخراً ، شهد البرلمان البرازيل حالة من الجدل بسبب المجازر الإسرائيلية في قطاع غزة ، حيث تم طرد عضوا بالكونجرس ينتمى إلى تيار اليمين المتطرف لتأييده إسرائيل، بعد أن أعرب بشكل صارخ عن دعمه للإبادة الجماعية التي يرتكبها نظام الاحتلال في قطاع غزة المحاصر.
وتم طرد أبيليو برونيني من قبل ضباط الأمن من المجلس التشريعي البرازيلي بعد نشوب مشاجرة بينه وبين أعضاء الكونجرس المؤيدين للفلسطينيين خلال جلسة حول الوضع في غزة والهجوم الوحشي الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني في المنطقة الساحلية الفضية.
وأعرب برونيني صراحة عن دعمه لحملة الإبادة الجماعية الإسرائيلية في المنطقة المحاصرة، واتهم البرلمان البرازيلي بنشر "دعاية معادية للسامية"، ونشر أفكار معادية لإسرائيل، مما دفع أعضاء آخرين في المجلس إلى مقاطعته ومطالبته بمغادرة الغرفة، حصة.
وصرخ البرلمانيون: "يجب القبض عليك أيها القاتل أيها النازي، اخرج يا إرهابي"، وكان البرلمان البرازيلي قد دعا لحضور الجلسة عددا من الشخصيات الفلسطينية للحديث عن انتهاكات حقوق الإنسان التي يمارسها الاحتلال الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني وأرضه وممتلكاته وحريته، مطالبا النواب البرازيليين بممارسة المزيد من الضغوط على الكيان غير الشرعي وفضح تواجده.
وفي بوليفيا ، قال الرئيس لويس آرسي على وسائل التواصل الاجتماعي "نرفض جرائم الحرب التي تُرتكب في غزة. وندعم المبادرات الدولية الرامية لضمان دخول المساعدات الإنسانية، بما يتوافق مع القانون الدولي". فيما أقدم الرئيس الكولومبي جوستافو بيترو علي استدعاء سفير بلاده في إسرائيل للتشاور .