تتزايد الضغوط التي يواجهها الرئيس جو بايدن من الداخل الأمريكي لاتخاذ موقف مغاير إزاء إسرائيل فى ظل حربها الشرسة على المدنيين فى قطاع غزة.
وكان أحدث هذه الضغوط من قبل 24 من أعضاء الكونجرس الذين دعوا بايدن إلى ضرورة دعم وقف إطلاق نار ثنائى فى غزة من أجل حماية مليون طفل يعيشون فى القطاع.
وأعرب النواب الموقعون على الخطاب، ومن بينهم ألكسندريا اوكازيو كورتز ومارك بوكان وبيتى ماكولوم، عن قلقه العميق من الحرب الدائرة، لاسيما الانتهاكات الهائلة بحق أطفال غزة. وقالوا إنهم يخشون أنه بدون وقف فورى لعداوات وتأسيس وقف إطلاق نار من قبل الطرفين، فإن هذه الحرب ستؤدى إلى ازهاق مزيد من الأرواح والمخاطرة بجر الولايات المتحدة إلى صراع خطير غير حكيم مع الجماعات المسلحة فى الشرق الأوسط. كما دعا الخطاب إلى الوضوح بشأن أهداف الاستراتيجية الأمريكية لتحقيق وقف التصعيد والاستقرار فى المنطقة.
وقال الخطاب، الذى نشرت النائبة أوكازيو كورتز نسخة على موقعها الإلكترونى، إن أكثر من 2400 طفلا قد استشهدوا فى قطعا غزة، بينما عانى 7695 من إصابات. وبالإضافة إلى ذلك، فقد تم الإبلاغ عن فقدان 1750 طفلا على الأقل، ويفترض أنهم قد استشهدوا أو محاصرون تحت الأنقاض. وتعرضت العديد من المدارس فى غزة للقصف كجزء من القصف الإسرائيلي، بينم تم إغلاق أكثر من نصف مستشفيات غزة بشكل كامل.
وشارك فى التوقيع على الخطاب النواب رشيدة طليب وكورى بوش وجيمس ماكجورفر وباراميلا جايابال وسومر لى وفيرونيكا إيسكوبر، وإلهان عمر.
وحظى الخطاب بدعم منظمات عديدة من بينها منظمة لعفو الدولية ومركز نبذ العنف اليهودى والعدالة الأمريكية فى فلسطين ومعهد دراسات السياسة وغيرها.
وكان أكثر من 400 مسئول أمريكى، يمثلون 40 وكالة حكومية، قد وقعوا فى وقت سابق هذا الأسبوع خطابا يحتجون فيه على سياسة بايدن إزاء إسرائيل، فيما قالت صحيفة نيويورك تايمز إنه يعكس معارضة داخلية متنامية إزاء دعم الإدارة الأمريكية للحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.
وأوضحت الصحيفة أن الخطاب، الذى يعد جزءا من معارضة داخلية متزايد لتأييد الإدارة للحرب، يدعو الرئيس للسعى إلى وقف إطلاق النار فورا فى قطعا غزة، والضغط على إسرائيل للسماح بـ المساعدات الإنسانية إلى القطاع. وأوضحت الصحيفة أن هذا الخطاب هو الأحدث فى سلسلة من الخطابات الاعتراضية من قبل مسئولين فى مختلف أنحاء الإدارة، بينها ثلاث مذكرات داخلية إلى وزير الخارجية أنتونى بلينكن، وقعها العشرات من موظفي الخارجية الامريكية وأيضا خطاب مفتوح موقع من قبل أكثر من ألف موظف بالوكالة الأمريكية للتنمية الدولية.
ومع تنامى المواقف المتعارضة مع سياسة بايدن إزاء إسرائيل فى ظل ارتفاع عدد الشهداء، تتفاقم المشكلات الداخلية للرئيس الأمريكي، بحسب تقرير لصحيفة ذا هيل.
وذكرت الصحيفة أن بايدن قدم دعما غير مشروط لإسرائيل منذ عملية طوفان الأقصى، وأصبح هذا الموقف يضايق بشكل متزايد العديد من الناخبين الديمقراطيين فى ظل حرب إسرائيل على غزة التي أسفرت عن استشهاد أكثر من 11 ألف فلسطينى ، ونزوح أكثر من مليون شخص، وترك قطاع غزة فى أزمة إنسانية.
وتقول ذا هيل إنه بعد نحو 6 أسابيع من عملية السابع من أكتوبر، تزداد الأدلة بأن الناخبين يتبنون بشكل متزايد رؤية متناقضة إزاء حرب إسرائيل على القطاع مقارنة ببايدن، لاسيما الأمريكيين من اليسار إلى الوسط.
وكان استطلاع جديد للرأي نشرت نتائجه يوم الأربعاء، قد وجد أن 56% من الديمقراطيين، و38% من كل الأمريكيين، يعتقدون أن رد إسرائيل مفرط. وارتفعت نسبة الديمقراطيين الذين يتبنون الموقف 21 نقطة منذ بدء الاستطلاعات المشابهة قبل نحو شهر.
ووجد الاستطلاع أن 34% من الديمقراطيين لا يوافقون على الطريقة التي يتعامل بها بايدن مع الصراع.
ونقلت الصحيفة عن رشيد خالدى، الأستاذ بجامعة كولومبيا ومؤلف العديد من الكتب عن فلسطين، إن هذا سوء تقدير مروع. فالمشاركة بهذه الدرجة من الدعم المطلق لإسرائيل أمر لا يتفق معه أغلب الأمريكيين.
كما أن استطلاع لإيكونوميست ويوجوف وجد أن 34% من الديمقراطيين يعتقدون أن رد إسرائيل على عملية طوفان الأقصى قاس للغاية، مقارنة بـ 30% الذين يعتقدون أنه يتعلق باليمين، فإن 7% يعتقدون أنه لم يكن قاسيا بما يكفى.
وتشير مثل هذه النتائج تشير إلى الوضع السياسى الصعب الذى يواجهه بايدن. فالناخبون اليهود يمثلون كتلة تصويتية مهمة للديمقراطيين، ويميلون لتفضيل الديمقراطيين عن الجمهوريين بنسبة 2 إلى 1 تقريبا.
إلا أن الاستطلاعات تلو الأخرى تشير إلى أن الديمقراطيين يميلون إلى التعاطف بشكل أكبر مع الفلسطينيين. فى حين أن أعمدة أخرى من التحالف الديمقراطى، لاسيما السود والتقدميين، يميلون للفلسطينيين أكثر من نظرائهم من البيض والوسطيين.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة