فتح الذهب تداولات هذا الأسبوع على انخفاض بطعم الاستقرار، إذ انخفضت أسعار الذهب الفورى اليوم، بنسبة 0.1% لتتداول وقت كتابة التقرير عند المستوى 1977 دولار للأونصة، وذلك على الرغم من استمرار الدولار فى توسيع خسائره مقابل العملات فى ظل تغير توقعات الأسواق بشأن مستقبل أسعار ألفائدة من قبل البنك الاحتياطى ألفيدرالي.
وتأتى تطورات سوق الذهب بعد أن سجل المعدن أعلى مستوى فى أسبوعين عند 1993 دولار للأونصة خلال الأسبوع الماضى الذى سجل ارتفاع فى أسعار الذهب بنسبة 2.2%. ، ويحأول الذهب حاليا الحفاظ على المكاسب التى سجلها خلال الأسبوع الماضى فى ظل فشله فى الاستفادة من التراجع الحإلى فى مستويات الدولار الأمريكي، ويرجع هذا إلى حاجة الذهب إلى مزيد من التحفيز حتى يتمكن من اختراق المستوى 2000 دولار للأونصة والتدأول بشكل مستقر فوقه.
قد يأتى التحفيز لسوق الذهب فى شكل مزيد من البيانات الضعيفة من قبل الاقتصاد الأمريكي، أو ارتفاع فى الطلب على الذهب كملإذ آمن من جديد بسبب توترات جيوسياسية أو مخأوف بشأن ارتفاع حجم الدين فى الولايات المتحدة الأمريكي، وفق تحليل جولد بيليون.
الدولار الأمريكى مستمر فى التراجع
ومن جهة أخرى نجد أن الدولار الأمريكى مستمر فى التراجع لينخفض مؤشر الدولار اليوم إلى أدنى مستوى منذ قرابة 3 أشهر منخفضاً بنسبة 0.4%، وذبك بعد أن انخفض خلال الأسبوع الماضى بنسبة 1.9%.
التدهور الحالى فى مستويات الدولار الأمريكى يأتى بعد بيانات التضخم الأقل من المتوقع التى صدرت عن الاقتصاد الأمريكى خلال الأسبوع الماضى بالإضافة إلى ضعف بيانات قطاع العمالة، الأمر الذى دفع الأسواق إلى تغيير توقعاتها بشأن مستقبل السياسة النقدية للبنك الاحتياطى ألفيدرالي.
التوقعات الآن فى الأسواق تشير إلى انتهاء دورة رفع أسعار ألفائدة، وبدأت الأسواق فى وضع احتمال بنسبة 30% أن البنك ألفيدرإلى الأمريكى قد يلجأ إلى خفض أسعار ألفائدة خلال اجتماعه فى شهر مارس 2024.
الجدير بالذكر أن التصريحات الأخيرة من قبل رئيس الفيدرإلى جيروم بأول أو أعضاء البنك الآخرين، أشارت إلى استمرار سياسة التشديد النقدي، بالإضافة إلى ترك الباب مفتوح أمام رفع جديد فى أسعار ألفائدة، ولكن البيانات الاقتصادية التى صدرت بعد ذلك عن الولايات المتحدة لم تدعم هذا التصور بالنسبة للأسواق.
ارتفاع ألفائدة أو استقرارها عند مستويات مرتفعة يؤثر بشكل سلبى واضح على أسعار الذهب فى ظل ارتفاع تكلفة ألفرصة البديلة كون الذهب لا يقدم عائد لحافزيه مقارنة مع السندات التى تحقق استفادة من ارتفاع مستويات ألفائدة.
العائد على السندات الحكومية الأمريكية لأجل 10 سنوات انخفضت خلال الأسبوع الماضى بنسبة 4.6% لتسجل أدنى مستوى منذ شهرين عند 4.381%.
وتنتظر الأسواق هذا الأسبوع صدور محضر اجتماع البنك ألفيدرإلى الأمريكى فى محاولة لمعرفة المزيد عن نظرة البنك المستقبلية تجاه السياسة النقدية وأسعار ألفائدة، مع توقعات باستمرار تمسك البنك بالتشديد النقدى حتى الوصول إلى مستهدف التضخم عند 2%، بالإضافة إلى تركه الباب مفتوح لرفع ألفائدة كأداة يمكن للبنك استخدماها عند الحاجة لذلك.
المضاربات على العقود الآجلة لشراء الذهب تعود للانخفاض
أظهر تقرير التزامات المتدأولين المفصّل الصادر عن لجنة تدأول السلع الآجلة، والذى يُظهر وضع المضاربة على الذهب للأسبوع المنتهى فى 14 نوفمبر، عودة الطلب على عقود شراء الذهب إلى الآنخفاض بمقدار 7301 عقد مقارنة مع التقرير السابق، بينما ارتفعت عقود بيع الذهب بمقدار 3539 عقد مقارنة مع التقرير السابق.
البيانات المتأخرة الصادرة عن تقرير لجنة تداول السلع الآجلة (COT) تظهر انخفاض الطلب على عقود شراء الذهب مقارنة مع الأسبوع السابق، وذلك بسبب تراجع الاستثمارات فى الملإذ الآمن فى ظل عدم توسع رقعة الحرب فى الشرق الأوسط.
أيضاً التعافى الذى تشهده أسواق الأسهم الأمريكية، قد سحب الاستثمارات من سوق الذهب الأمر الذى أدى إلى انخفاض المراهنات عليه ليعمل هذا على تراجع الطلب على العقود الآجلة لشراء الذهب، وقد يؤدى هذا إلى بداية تصحيح سلبى جديد فى أسعار الذهب.
ولكن قد يشهد الذهب بعض التماسك فى ظل عودة التدفقات إلى صناديق الاستثمار المدعومة بالذهب بعد أن تغيرت نظرة الأسواق بالنسبة لمستقبل ألفائدة الأمريكية وبالتإلى تراجع الطلب على أسواق السندات الحكومية.
هذا وقد ارتفعت حيازات صندوق SPDR Gold Trust، وهو أكبر صندوق متدأول مدعوم بالذهب فى العالم، بنسبة 1.49٪ إلى 883.43 طنًا يوم الجمعة الماضية لتصل إجمإلى الاستثمارات فى الصندوق إلى 54.8 مليار دولار، وبذلك يكون أداء الصندوق منذ بداية العام وحتى الآن ارتفع بنسبة 8.3%.