يقوم رئيس الحكومة الإسبانية بيدرو سانشيز بجولة قصيرة في دول البحر المتوسط، إسرائيل وفلسطين ومصر، التى بدأت أمس الخميس وتنتهى مساء اليوم الجمعة، وذلك برفقة رئيس الوزراء البلجيكى ألكسندر دى كرو، ووضع سانشيز الاعتراف بالدولة الفلسطينية كأولوية للحكومة الجديدة.
وأبرزت الصحف الإسبانية ، اليوم، زيارة رئيس حكومة إسبانيا ، بيدرو سانشيز ، إلى القاهرة ، والاجتماع مع كل من الرئيس عبد الفتاح السيسى، وأيضا مع نظيره البلجيكى الكسندر دى كرو لعقد مباحثات ثلاثية مشتركة بشأن تطورات الأوضاع في قطاع غزة .
وقالت صحيفة "الباييس" إن زيارة سانشيز لمصر تؤكد دعمه الكامل للقضية الفلسطينية ورفضه للمجازر التي ترتكبها إسرائيل في غزة، مشيرة إلى أن سانشيز سيختتم زيارته الى مصر بزيارة معبر رفح الذي يربط غزة بشبه جزيرة سيناء المصرية وهو المنفذ الرئيسي ، للوصول الى القطاع الذي لا تسيطر عليه إسرائيل. وتتزامن زيارته للمنطقة.
وأكد سانشيز، خلال لقاءه بالرئيس السيسى أننا لا نغفل آلاف الضحايا المدنيين في غزة، حيث أنه لدينا أكثر من 2 مليون شخص في غزة يواجهون ويلات الحرب، قائلا: لابد أن ننهى هذه الكارثة الإنسانية ودخول المساعدات بقدر كافي وشكل منتظم.
الموندو
وأضاف رئيس وزراء اسبانيا، خلال كلمته بمؤتمر صحفي مشترك مع الرئيس السيسي، لابد من التفاوض وتبادل وجهات النظر، ونأمل أن الهدنة الإنسانية التي كان ورائها الرئيس السيسي تستمر لتصل في النهاية إلى وقف اطلاق النار، موجها الشكر لمصر على الدور الأساسي الذي تقوم به حيال احتواء الازمة في غزة.
ووجه رسالة للرئيس السيسي: "دوركم محورى لتوصيل المساعدات خاصة للفلسطينيين فى ظل حاجتهم للمعدات الطبية وإجلاء المدنيين".
البايس
وكان سانشيز زار إسرائيل أمس الخميس وطالب رئيس الوزراء الاسرائيلى بنيامين نتنياهو بوقف اطلاق النار في القطاع ، بعد ما يقرب من سبعة أسابيع من الحرب التي تسببت في المزيد من الخسائر. أكثر من 14800 قتيل فى الجانب الفلسطينى.
وقالت صحيفة "بوث بوبلى" إن إسرائيل لن تشارك في منتدى الاتحاد من أجل البحر الأبيض المتوسط الذى يتم الاحتفال به فى برشلونة، وهو الحدث الوطنى الذى دعا إليه سانشيز في وقت سابق لمناقشة أزمات منطقة البحر المتوسط والتي تعتبر أبرزها في الوقت الحالي "حرب غزة"
ايه بى سى
وخلال زيارته طالب رئيس الوزراء الاشتراكي "بوقف فوري لإطلاق النار من جانب إسرائيل في غزة والالتزام الصارم بالقانون الدولي الإنساني الذي لا يتم احترامه الآن بشكل واضح".
الاعتراف بالدولة الفلسطينية
كما تعهد سانشيز بأن تعمل حكومته الجديدة "في أوروبا وفي إسبانيا من أجل الاعتراف بالدولة الفلسطينية"
وفي 2014، تبنى البرلمان الإسباني بالإجماع تقريباً قراراً غير ملزم يدعو إلى الاعتراف بالدولة الفلسطينية.
وفي عام 1991، استضافت مدريد مؤتمر السلام في الشرق الأوسط، والذي شاركت فيه لأول مرة منذ قيام دولة إسرائيل عام 1948، جميع الأطراف العربية المنخرطة في نزاع مباشر مع الدولة العبرية.
وبعد عامين من هذا المؤتمر، تم التوقيع في واشنطن على اتفاقية أوسلو التي تنص على اعتراف متبادل بين إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية.
ونقلت صحيفة الموندو قول سانشيز "أشكر مصر على كرم الضيافة خلال إقامتنا. نحن دول مجاورة وصديقة وتجمعنا روابط اقتصادية وسياسية وإنسانية متعددة. لدينا تاريخ طويل يوحدنا وإسبانيا تعتبر مصر دولة استراتيجية".
وأشاد سانشيز بالبرنامج الاقتصادى الذى تتبعه مصر قائلا "لقد قامت مصر بإصلاحات اقتصادية هيكلية شجاعة".
وندد عدد من المسئولين في إسبانيا بالمجازر الإسرائيلية التي يتم ارتكابها في حق الفلسطينين خاصة الأطفال، والوضع المأساوى الذى يشهده قطاع غزة منذ بداية الحرب، وقالت نائبة بمجلس مدينة فالنسيا بثينة الحضرى، إن الوضع فى القطاع "مهين ومخزي"، ووصفت إسرائيل بدولة إرهابية قائلة " نطالب القادة ورؤساء الدول بالتوقف عن قبول كل شيء من دولة إسرائيل الإرهابية، فإنهم يقتلون الأطفال، ويهاجمون المستشفيات، والناس يشعرون بالعطش والجوع".
وقالت صحيفة الدياريو الإسبانية إن بثينة الحضرى كانت من المشاركين فى مظاهرات داعمة للفلسطنين ، كما طالبت وزيرة الحقوق الاجتماعية الإسبانية، ايونى بيلارا، من القائم بأعمال رئيس الحكومة بيدرو سانشيز، بالتوقف عن شراء الأسلحة من إسرائيل كجزء من الرد على أفعالها العنيفة فى الإبادة الجماعية التى تمارسها ضد الفلسطنيين فى غزة.
وقالت بيلارا إن "هذه الأشياء الاقتصادية ملطخة بالدماء"، مشيرة إلى أنه فى عام 2023 الجارى وحده اشترت اسبانيا مواد عسكرية من إسرائيل مقابل 300 مليون يورو، إلى جانب 700 مليون آخرى، تعهدت بالحصول على أسلحة للسنوات المقبلة، حسبما قالت صحيفة لابانجورديا الإسبانية.
وأكدت بيلارا خلال خطابها فى المؤتمر السياسى للحزب، الذى ركز على استكمال استيراتيجيتها السياسية الجديدة، حيث طالب سانشيز بأن يحذو حذو بوليفيا وتشيلى وكولومبيا، مضيفة "دعونا نتوقف عن شراء الأسلحة من إسرائيل مرة آخرى.