فى ثانى أيام الهدنة الإنسانية التى نجحت الدولة المصرية فى إقرارها فى القطاع بعد وساطة شاقة بين الجانبين الفلسطينى والإسرائيلى، تستعد غزة اليوم، لاستقبال أكبر دفعة مساعدات تدخل اليوم إلى الجانب الفلسطيني وفقا لقناة "القاهرة الإخبارية" كما تستعد سيارات الإسعاف لنقل 17 مصابا من الجانب الفلسطيني، ما يشير إلى أن القاهرة انتصرت لفلسطين بعد عدوان دامى أسفر عن استشهاد أكثر من 15 ألف فلسطينى، بينهم 6150 طفلا، وأكثر من 4 آلاف امرأة، بالإضافة إلى أكثر من 36 ألف جريح.
من المنتظر أن يتم اليوم السبت الإفراج عن 13 محتجزا إسرائيليا لدى حماس مقابل 39 معتقل فلسطيني، بموجب اتفاق الهدنة. وفقا للاتفاق، يتم يومياً إدخال 200 شاحنة من المواد الإغاثية والطبية لكافة مناطق قطاع غزة، وإدخال 4 شاحنات وقود يوميا وكذلك غاز الطهي لكافة مناطق قطاع غزة.
وفى اليوم الأولى من الهدنة دخلت منذ أمس حيز التنفيذ، برعاية مصرية قطرية أمريكية كثفت مصر اتصالاتها مع الجانب الإسرائيلى والفلسطينى، من أجل تثبيت اتفاق الهدنة الإنسانية فى الأراضى الفلسطينية، ومنع حدوث تجاوزات خاصة بعد إطلاق إسرائيل النار بمحيط المستشفى الإندونيسى فى قطاع غزة، بحسب ما كشفت مصادر لقناة "القاهرة الإخباري.
وأمس تسلم فد أمني مصرى المحتجزين من الجانب الإسرائيلى بعد اجتيازهم الحدود ضمن صفقة تبادل الأسرى بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية، كما قام الوفد الأمنى المصرى بالإشراف ومتابعة عملية استلام الأسرى الفلسطينيين بسجن عوفر.
وقامت الأطقم الطبية المصرية بتقديم الرعاية الصحية لعدد من المحتجزين الذين وصلوا إلى معبر رفح، وأشاد البيت الأبيض اليوم بالدور المصرى فى اتمام عملية تبادل الأسرى الفلسطينيين، والمحتجزين في قطاع غزة، بين إسرائيل وحماس.
وخلال الأسابيع الماضية نجحت القاهرة- رغم العراقيل الإسرائيلية- فى فتح معبر رفح من الجانب الفلسطينى، عبر اتفاق مع انتزاعه بعد مشاورات مكثفة ولقاءات، ونجحت التحركات الدبلوماسية المصرية، فى إعادة فتح المعبر من الجانب الفلسطينى بعد انجاز اتفاق بين الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل والجانب الفلسطينى، وإدخال عددا من شاحنات المساعدات إلى غزة، ونقل مصابين من الحالات الحرجة بينهم أطفال ثم السماح للرعايا الأجانب ومزدوجى الجنسية من العبور، ولا تزال حتى اليوم تعبر شاحنات المساعدات وتستقبل الحالات الحرجة وبينهم أطفال.
فضلا عن استقبال عدد من الأطفال الخدج حديثي الولادة وانقاذهم من موت محقق، بعد حصار المستشفيات وقطع كل سبل الحياة عنها من مياه وكهرباء، ووصل أمس نحو 29 رضيع مع مرافقيهم لتلقي العلاج.. وتواصل الجهود المصرية نقل المزيد من الحالات الحرجة.
والاتفاق الذى توسطت الدولة المصرية لانجازه يلزم الطرفين بهدنة لمدة 4 أيام ، يتم بموجبه إبرام صفقة لتبادل الأسرى بين فصائل المقاومة والجانب الإسرائيلي، ووقف كافة الأعمال العسكرية لجيش الاحتلال الإسرائيلي في كافة مناطق غزة، ووقف حركة آلياته العسكرية المتوغلة في القطاع، وذلك بحسب ما أعلنته حركة حماس في بيان صحفي لها فجر الأربعاء.
وقدمت العديد من الدول وفى مقدمتها الولايات المتحدة الشكر لمصر وقطر على جهدها في التوصل لهدنة إنسانية. من ناحية أخرى، وجهت تايلاند الشكر لمصر على دورها فى إطلاق سراح المحتجزين التايلانديين خارج إطار الصفقة. كما قدمت وزير الخارجية الألمانية، أنالينا بيربوك، الشكر للسلطات المصرية، بعد الإفراج عن عدد من رعايا ألمان كانوا محتجزين في غزة. وكتبت أنالينا بيربوك على إكس: "أشكر جميع من حركوا الجبال خلال الأسابيع الأخيرة، مصر وقطر واللجنة الدولية للصليب الأحمر"، معربا عن ارتياحها بعد إطلاق سراح رهائن من غزة.