قال الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني، إن دول الساحل الأفريقي تمر الآن بمرحلة حساسة، وإن الحرب ضد الإرهاب ستتواصل بما تقتضيه مصلحة كل الدول في المنطقة وفي القارة.
وأضاف الرئيس الموريتاني -خلال افتتاح النسخة التاسعة من منتدى داكار الدولي حول السلم والأمن في أفريقيا- أن مواجهة عدم الاستقرار وانعدام الأمن من أجل أن تكون فعالة يجب أن تصحبها جهود مضاعفة في الحوكمة السياسية والاجتماعية والاقتصادية.
وتابع أنه نظرًا لطبيعة الإرهاب والتطرف العابر للحدود، لا يمكن لأحد أن يشعر بالأمن الدائم ما لم يكن جيرانه كذلك، وقال: "أنشأنا مع جيراننا الأكثر تعرضًا للتهديد المباشر (مالي وبوركينا فاسو والنيجر وتشاد)، مجموعة الخمس في الساحل التي حشدت حولها العديد من مبادرات الدعم الدولي، كما حسنت بشكل كبير قدرتنا الجماعية على منع الهجمات الإرهابية والرد عليها بفعالية".
وأعتبر أن أبرز مفارقة في أفريقيا هي التباين الكبير بين الفرص الكبيرة التي تتوفر عليها عبر الموارد الطبيعية، والموقع الجوستراتيجي وحتى الموارد البشرية عبر الطاقات الشبابية وواقع القارة الذي تعيشه حيث الفقر وانعدام الأمن وعدم الاستقرار السياسي والاجتماعي، مؤكدا أن أي معركة ضد انعدام الأمن تراد لها الفعالية الدائمة يجب أن تعالج القضايا الأمنية في ترابطها العضوي مع الأبعاد الاقتصادية والاجتماعية والسياسية التي تشكل بيئتها العامة.
وأكد الرئيس الموريتاني أن بلاده سعت إلى تعزيز قوات الدفاع والأمن لديها وإعادة تكييفها مع خصوصيات العنف غير النمطي المعاصر، مع التركيز على مكافحة الفقر والهشاشة، وتعزيز المؤسسات الديمقراطية، والحريات الأساسية ودولة القانون، ضمن إطار عام لإصلاح عميق لنظامها الاقتصادي من أجل وضع أسس لتنمية مستدامة.