عقدت السفيرة سها جندي، وزيرة الدولة للهجرة وشئون المصريين بالخارج، لقاءا موسعا مع عدد من أعضاء الجالية المصرية في مدينة ميلانو، وذلك خلال زيارتها لدولة إيطاليا، ضمن جولتها الأوروبية في إطار حملة "شارك بصوتك" لتحفيز وتشجيع المصريين بالخارج على المشاركة في الانتخابات الرئاسية 2024. وقد تم اللقاء في مدرسة نجيب محفوظ المصرية، بحضور عدد ضخم من اقطاب وأبناء الجالية المصرية في ميلانو ومشاركة السفيرة منال عبد الدايم، قنصل مصر العام فى ميلانو.
في مستهل اللقاء، رحبت السفيرة سها جندي بالحضور جميعًا، شاكرة التنظيم الجيد للقنصلية المصرية ومدرسة نجيب محفوظ لهذه الفعالية الضخمة، حيث عقدت حوارًا مفتوحًا مع أبناء الجالية المصرية، وقالت إن هذا اللقاء يأتي للحديث عن أهمية وضرورة الحشد للانتخابات الرئاسية القادمة ًوحيوية المشاركة في التصويت بالانتخابات من أجل أن نؤكد علي كوننا دولة ديمقراطية فاعلة ومصيرها بيد أبنائها، ولا يوجد أهم من اختيار ربان سفينة الوطن في المرحلة القادمة وسط كل هذه الأمواج والتحديات التي تواجه العالم من حولنا، فنحن لا نواجه التحديات والكوارث العالمية فقط، بل نواجه أيضا الشائعات المغرضة التي يروج لها البعض ضد الوطن، ونحتاج إلى قيادة حكيمة لديها القدرة علي العبور بنا إلى بر الأمان، مشيرة إلى أن الانتخابات الرئاسية المصرية مقرر إجراؤها للمصريين بالخارج أيام الجمعة والسبت والأحدة 1 و2 و3 ديسمبر المقبل خلال عطلة نهاية الأسبوع ليتمكن الجميع رجالا ونساء من المشاركة في هذه الاحتفالية الوطنية الكبرى.
وأكدت الوزيرة أن مشاركة المصريين بالخارج لاختيار القيادة والتوجه المستقبلي للدولة، والحفاظ على مكتسبات الاستقرار، والاسراع باستكمال طريق البناء والتنمية في الجمهورية الجديدة، أمام مهمة وطنية بجدارة، مطالبة بعدم الالتفات لأي مزاعم يتم الترويج لها عن أن نتيجة الانتخابات محسومة، وقالت: "لقد عاشت مصر تجربة سابقة صعبة بسبب عدم النزول والمشاركة وعلينا أن نتعلم من أخطائنا".
وخلال اللقاء، استعرضت وزيرة الهجرة أبرز المحفزات التي عملت عليها وزارة الهجرة للمصريين بالخارج، منذ توليها حقيبة الوزارة في أغسطس 2022، وعلى رأسها إطلاق مبادرة "استيراد السيارات للمصريين بالخارج" وإعادة فتحها للمرة الثانية بعد تصديق رئيس الجمهورية عليها، والتي كانت مطلبا ملحا للمصريين بالخارج، بجانب إتاحه تخفيضات على تذاكر الطيران، والمزايا الاستثمارية بما في ذلك الشركة الاستثمارية للمصريين في الخارج، وتوفير وحدات وأراض سكنية، وشهادات ادخار بنكية، ووثيقة معاش بالدولار "معاش بكره بالدولار"، وتأمين صحي ومبادرة للتسوية التجنيدية ظلت لشهرين كاملين، وهناك طلبات لإعادة فتحها مرة أخرى، وكذلك الاتفاق مع وزارة التضامن الاجتماعي للاتفاق على إنشاء صندوق طوارئ للمصريين بالخارج لدعمهم في حالات الطوارئ، وبرامج للتأمينات والمعاشات، وغيرها الكثير، مؤكدة على أن وزارة الهجرة لن تتوقف عند هذا بل هناك المزيد من المفاجآت قادمة.
وأشارت أيضا إلى تأسيس الشركة الاستثمارية للمصريين بالخارج والتي كانت مطلبا ملحا أيضا للمصريين بالخارج، وستعمل في عدة مجالات من بينها قطاع السياحة والإلكترونيات والتجارة والعقارات والزراعة، والطاقة والتصنيع، كما لفتت إلى أنه سيتم طرح أسهم الشركة لصغار المستثمرين، مؤكدة أنه قد تم تسجيل الشركة في الهيئة العامة للاستثمار بالفعل، فضلا عن العمل على إنشاء صندوق للطوارئ يتبع الشركة التي تعتزم شراء أحد المصارف ليكون مصرفا للمصريين في الخارج.
وأثناء حديثها مع أبناء الجالية، قالت السفيرة سها جندي إن الحكومة تعمل بكل جد على تذليل العقبات أمام المستثمرين لجذبهم للاستثمار في مصر، حيث أعلنت إصدار الرخصة الذهبية للمستثمرين لمنحهم تيسيرات مختلفة من شأنها جذب أعلى معدلات استثمار، علاوة على وضع وثيقة سياسة ملكية الدولة لتتخارج من الكثير من المشروعات الناجحة والتي تتمتع بشعبية داخل مصر، لزيادة دور القطاع الخاص وإعطائه المساحة لقيادة المشروعات في السوق المصري، فضلا عن طرح عدد من الشركات لتخارج الدولة ضمن برنامج الطروحات، مشيرة إلى القرارات الهامة للمجلس الأعلى للاستثمار والذي يترأسه السيد رئيس الجمهورية، وما طرحه من ميزات غير مسبوقة للمستثمرين، فإن الفرصة كبيرة وهناك الكثير من التيسيرات الضخمة في هذا الشأن، بجانب طرح خارطة للاستثمار الصناعي أمام المستثمرين، كما أعفت المستثمرين من معظم الضرائب خصيصًى أصحاب المشروعات الصغيرة ومتوسطة الحجم والتي منحتهم إعفاء كاملًا من الضرائب، ومضيفة أن وزارة الهجرة تدعم كل المستثمرين والمصدرين والمصنعين ورجال الأعمال الجادين، وقد قامت الوزارة وما زالت مستعدة للتنسيق مع الجهات المعنية للتغلب على ما قد يواجههم من عقبات.
وقالت إن كل تلك الجهود تتم في ظل كل التحديات المحيطة بنا من أوبئة أو حروب وكوارث طبيعية، وأزمات اقتصادية عالمية طاحنة، وأزمات أخرى في الطاقة والعمالة ولذلك استهدفت الكثير من الشركات العالمية العمل على أرض مصر، وبعضها جعل من مصر مركزاً عالميا لعمله، وهناك الكثير من قصص النجاح للاستثمار في مصر، من بينها قرار هولندا بجعل مصر مركزا للاستثمار الهولندي.
كما ذكرت السفيرة سها جندي خلال حديثها لأقطاب ورموز الجالية المصرية بميلانو الإيطالية، لقاءها مع وزير الداخلية الإيطالي، لاستكمال المحادثات الثنائية بين مصر وإيطاليا، التي بدأت في القاهرة، لتعميق سبل التعاون الثنائي المشترك في ملف الهجرة، وكذلك مكافحة الهجرة غير الشرعية بشكل إيجابي وفعال، وعلى رأس هذه المباحثات، التعاون بين الجانبين على إنشاء المركز المصري الإيطالي للتدريب، والذي يهدف لتوفير تدريب عال المستوى وفق احتياجات سوق العمل الإيطالية، والمساهمة في توفير فرص عمل للعمالة المصرية المدربة بالمركز، داخل إيطاليا بشكل قانوني وشرعي وبعقود موثقة، عوضا عن الهجرة غير الشرعية، خاصة وأن مصر تمتلك الأيدي العاملة الماهرة والتي تحتاج فقط إلى تدريب وتأهيل يمكنها من سد العجز في الإيدي العاملة الشابة التي تعاني منها إيطاليا، وبما يحقق الاستفادة المشتركة للبلدين الصديقين، كما شهد اللقاء التطرق لأهمية استمرار الجهود لإقرار الاعتماد المتبادل في رخص القيادة المصرية والإيطالية.
وأضافت وزيرة الهجرة: "ولقد أثبتت الدراسة الأوروبية في المفوضية الأوروبية بالدليل القاطع أن مصر من أكثر الدول التي تندمج جالياتها في المجتمعات الأوروبية، وكذلك الالتزام بقوانين تلك المجتمعات والعادات والتقاليد الخاصة بها، ومن هذا المنطلق طلبت إيطاليا تكرار التجربة المصرية الألمانية الناجحة في ملف الهجرة والمهاجرين، من خلال المركز المصري الألماني للوظائف والهجرة وإعادة الإدماج".
وقالت وزيرة الهجرة إنها توجهت بطلب لوزير الداخلية الإيطالي، للانتهاء من رخصة المدرسة المصرية "نجيب محفوظ"، وهو ما وعد الوزير بالتواصل مع الجهات المعنية في إيطاليا والعمل على سرعة إنهاء ما تبقي من إجراءات في سبيل حصول المدرسة المصرية على رخصتها، وكذلك تسهيل الاعتماد المشترك لرخص القيادة في البلدين والذي يعد مطلبا قديم للجالية المصرية.
كما أشارت للتنسيق بين وزارة الهجرة ووزارة التضامن الاجتماعي لإطلاق مظلة للحماية الاجتماعية والتأمينية، خلال الفترة المقبلة، لتشمل كافة أوجه الرعاية للمصريين بالخارج بحالات الطوارئ، بجانب دراسة المزيد من الأوعية التأمينية لاستفادة أكبر قدر من مواطنينا بالخارج، لدعمهم في ظل الظروف المختلفة.
من جانبها رحبت السفيرة منال عبد الدايم، قنصل مصر العام فى ميلانو، بالسفيرة سها جندي وزيرة الهجرة، مثمنة على جهودها الكبيرة لخدمة أبناء مصر بالخارج، ومساعيها المستمرة لتوفير أكبر كم من المحفزات لهم، حفاظا على مصالحهم وتلبية لاحتياجاتهم، كما اعتبرت زيارة وزيرة الهجرة إلى ميلانو للقاء الجالية المصرية، يعد انعكاسا واضحا لنهج عملها وحرصها الدائم على التواصل والتحدث مع كل مصري بالخارج إذا ما أتيحت لها الفرصة لذلك، وانعكاسا لاهتمام الدولة بالمصريين في الخارج.
فيما رحب أبناء الجالية المصرية في ميلانو، بالسفيرة سها جندي وزيرة الهجرة، مشيدين بجهود وزارة الهجرة في حل الأزمات التي تواجه المصريين بالخارج، وطالبوا بالمزيد من الآليات والفعاليات لتنمية روح الولاء والانتماء لدى أبناء الجيلين الثاني والثالث وربطهم بالوطن الأم، حيث إن ملف التواصل مع الشباب المصري في إيطاليا مهم لزيادة ربطهم بوطنهم، فضلا عن التواصل المباشر مع المصريين بالخارج لما له من تأثير كبير في نفوس المصريين بالخارج.
كما طالبوا بتسريع وتسهيل إجراءات شحن الجثامين، فضلا عن القاء الضوء على أبنائهم المتفوقين والاستفادة من خبرات الدارسين بالخارح، مقدمين الشكر لوزيرة الهجرة لجهودها التي تعمل بها، ومؤكدين أنهم سيقومون بتوفير وسائل انتقال لمصريين خلال أيام الانتخابات،
وفي نفس السياق، استعرضت السفيرة سها جندي جهود وزارة الهجرة لتوضيح الحقائق للمصريين بالخارج، مشيرة إلى اهتمام الوزارة بشباب المصريين بالخارج من خلال مركز وزارة الهجرة للحوار لشباب المصريين بالخارج ودورهم الكبير خلال فترة الأزمات التي شهدتها عدد من الدول سواء حروب او كوارث طبيعية، وهذا في إطار استراتيجية وزارة الهجرة للاهتمام بالتواصل مع شباب المصريين بالخارج وتنظيم معسكرات للشباب والزيارات إلى أرض الوطن، بجانب العمل في إطار المبادرة الرئاسية "اتكلم عربي" بالمرحلة الثانية بعنوان "جذورنا المصرية"، والاستعانة بقامات علمية كبيرة مثل الدكتور وسيم السيسي والدكتور ميسرة محمود، وكذلك تطوير مركز شباب المصريين بالخارج "ميدسي MEDCE" التابع للوزارة، لتعظيم دور أعضائه والاستفادة منهم ودمجهم في خطط التنمية للدولة في ضوء استراتيجية تمكين الشباب التي يتبناها السيد الرئيس ويحرص على تطبيقها، لتضم عددا من الأنشطة الجديدة لتعزيز التواصل مع الشباب المصري بالخارج.
من ناحيتهم شجع أبناء الجالية على تكاتف الجهود لحشد الناخبين وتذليل العقبات التي تواجه المصريين للإدلاء بأصواتهم، وأكدوا مشاركتهم في الانتخابات والعمل على توفير وسائل نقل ذهاباً وإيابًا للناخبين، بسبب بعد المسافة بين المدن وبين موقع اللجان بالسفارة والقنصلية المصرية في روما وميلانو، وكذلك التوعية وإطلاع المصريين على أهمية المشاركة في الانتخابات، كواجب وطني من أجل إرساء الديمقراطية ومستقبل أفضل وأن المشاركة حق دستوري لكل مواطن.
وفي ختام اللقاء، أكدت وزيرة الهجرة سعادتها بوجودها مع أبناء مصر في ميلانو، مؤكدة أنها ستسعى لتنفيذ مطالبهم ومقترحاتهم، وأنها ستتواجد معهم افتراضيًا في مختلف الاجتماعات التي ستعقد لشد أزر الجميع وحثهم على المشاركة في الاستحقاق الدستوري القادم، وإن الدولة تضع كل مصري في الخارج في قلب اهتماماتها، وتعمل للتواصل معه وربطه بالوطن، ليكون جزءا أصيلا من خطط التنمية المستدامة".