بعد يومين من الخطابات المتتالية لزعماء العالم، حولت قمة المناخ COP28 اهتمامها اليوم الأحد إلى حقيقة أن تغير المناخ يغذي المزيد من الأمراض، وستكون هذه هي المرة الأولى التي تضع فيها محادثات الأمم المتحدة السنوية الصحة العامة على جدول الأعمال.
ومع تزايد حالات سوء التغذية والملاريا والإسهال والإجهاد الحراري - والتهديد بإرهاق الخدمات الصحية التي تكافح بالفعل- فإن البلدان والشركات حريصة على إيجاد المزيد من الطرق لحماية الناس مع استمرار درجات الحرارة في الارتفاع لعقود من الزمن.
واليوم يشارك مجموعة واسعة من الشخصيات البارزة، بما في ذلك المؤسس المشارك لشركة مايكروسوفت ورجل الأعمال الخيرية بيل جيتس، الذي من المتوقع أن ينضم إلى الإمارات العربية المتحدة في إطلاق مبادرة للصحة المناخية.
كما ستقوم وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة هيلاري كلينتون بزيارة COP28 ، حيث تجمع أكثر من 70 ألف شخص من جميع أنحاء العالم لحضور المؤتمر الذي يستمر أسبوعين.
وكان من المقرر أن تشارك كلينتون في حدث حول المرأة وتغير المناخ.
وسيشهد مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ (COP28) أيضًا مشاركة نائب الرئيس الأمريكي السابق آل جور، الذي تقاسم جائزة نوبل للسلام لعام 2007 مع اللجنة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ التابعة للأمم المتحدة لعملهما في زيادة المعرفة العامة حول ظاهرة الاحتباس الحراري.
وستدور المناقشات المناخية العالمية لأول مرة عن الصحة العامة، فيوم الصحة في مؤتمر COP28، الذي تنظمه منظمة الصحة العالمية، ومؤسسة ويلكوم تراست (Wellcome Trust)، وشركاء آخرون، هو أكثر من مجرد إشارة رمزية؛ إنه حدث متكامل لوضع جدول الأعمال، ويضع الآثار الصحية لتغير المناخ في مقدمة ووسط الإجراءات، ولكن تتمحور مهمة يوم الصحة حول عرض كيف أن كل ارتفاع في درجات الحرارة وتحول في السياسة نحو الطاقة المتجددة يؤثر بشكل مباشر على حياتنا ورفاهتنا.
وسيجمع هذا اليوم الوزراء مع المتخصصين في الرعاية الصحية، والمجتمع المدني وقادة الأعمال، كل ذلك على أمل صياغة مسار موحد للمرونة والتعافي في مواجهة تحديات المناخ.
يضم يوم الصحة مجموعة متنوعة من الأحداث - بدءًا من المناقشات عالية المخاطر حول الالتزامات السياسية والمالية وحتى التعمق في الآثار الصحية لتغير المناخ، فهو يوم يلتقي فيه إنقاذ الأرواح مع التخفيضات الطموحة للانبعاثات، حيث يلتقي خبراء التمويل وخبراء الصحة لرسم مسارات عمل جديدة، لبناء أنظمة صحية تتمتع بالمرونة الكافية لتحمل هذه التغييرات والتكيف معها، وبحث آثار تغير المناخ على الصحة العقلية، وهو موضوع ملح بقدر ما يتم التغاضي عنه.
يعد يوم الصحة الأول لمؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ (COP28) أكثر من مجرد معلم بارز؛ إنه تغيير لقواعد اللعبة في حوارات المناخ العالمية.
حيث تقوم الدول بتجميع المعرفة وتحفيز الابتكارات في مجال الرعاية الصحية التي تواجه قسوة تغير المناخ، ودمج الاعتبارات الصحية بشكل عميق في إدارة المناخ، وصياغة السياسات التي تتعلق برفاهة الإنسان بقدر اهتمامها بالاستدامة البيئية، من مبدأ مفهوم الصحة الواحدة لتعزيز البحوث متعددة التخصصات، لتحقيق أهداف التنمية المستدامة ليقود التوجه نحو مستقبل تكون القدرة على التكيف مع تغير المناخ والصحة العامة في نفس الجانب.