تستمر أزمة المناخ فى تهديد أوروبا، حيث تصدرت القارة والعجوز، وخاصة دول جنوب ووسط القارة قائمة الدول الأكثر تضررا جراء تسارع عملية التغير المناخى خلال عامين فقط، وفى الوقت الذى تجاوز معدل ارتفاع درجة الحرارة فيها تجاوز حاجز 1.5 درجة مئوية المقر فى إطار اتفاقية باريس للمناخ عام 2015، تحولت إلى أوروبا إلى ثلوج بسبب عاصفة ثلجية أدت إلى فوضى عارمة فى القارة العجوز.
تواصل السلطات الأوروبية إلغاء الرحلات الجوية فى وسط القارة بسبب عاصفة ثلجية شديدة تسببت فى تساقط الثلوج على ألمانيا والنمسا وسويسرا وجمهورية التشيك، مما ألحق اضرارا بحركة السفر فى أنحاء المنطقة، حسبما قالت صحيفة "الدياريو" الإسبانية.
وأشارت الصحيفة إلى أن أعلن المطار لاحقا عن إلغاء الرحلات الجوية أمس الاحد، كما أعلنت مطارات أخرى فى المنطقة، بما فى ذلك مطار زيورخ، العاصمة المالية السويسرية، عن تأخيرات وإلغاءات مرتبطة بالطقس.
وقالت شركة السكك الحديدية الوطنية الألمانية إنه تم تعليق خدمة القطارات فى محطة ميونيخ المركزية، ونصحت الركاب بتأجيل رحلاتهم أو تحويلها. وذكرت وكالة الأنباء الألمانية أن بعض الركاب فى ميونيخ ومدينة أولم القريبة أمضوا ليلة الجمعة فى القطارات بسبب تعليق الخدمة.
وتسبب الطقس فى وقوع حوادث وحوادث فى المنطقة. وأفادت الشرطة فى بافاريا السفلى، وهى منطقة تقع شمال غرب ميونيخ، أنها استجابت لـ 350 حادثًا مرتبطًا بالثلوج والجليد بين ليلة الجمعة والسبت، تسبب بعضها فى إصابات طفيفة ومتوسطة.
وفى النمسا وسويسرا، دفع تساقط الثلوج الجديد السلطات إلى التحذير من خطر الانهيارات الثلجية. ورفعت مقاطعتا تيرول وفورارلبرغ بغرب النمسا مستوى التحذير من الانهيارات الجليدية إلى ثانى أعلى مستوى بعد أن شهدت المنطقة تساقط ثلوج يصل سمكها إلى 50 سم (20 بوصة) خلال الليل.
وذكرت شركة السكك الحديدية النمساوية OeBB أن عدة أقسام من خطوطها عبر البلاد مغلقة بسبب العاصفة.
وفى جمهورية التشيك، أغلق الطريق الرئيسى وبعض الطرق الأخرى لساعات، وتعرضت القطارات ووسائل النقل العام للتأخير والإلغاء، وانقطعت الكهرباء عن أكثر من 15 ألف منزل.
أصيب الطريق السريع D1 الرئيسى الذى يربط العاصمة براج بثانى أكبر مدينة برنو بالشلل لساعات بعد وقوع حادث تسبب فى خط من الشاحنات بطول 20 كيلومترًا، ويؤثر ازدحام الطرق أيضًا على أجزاء أخرى من الطريق السريع، بالإضافة إلى الطريق D5 الذى يربط براج بألمانيا.
واضطرت العديد من القطارات الإقليمية وعالية السرعة إلى التوقف فى الجزء الجنوبى من البلاد حيث لم تعمل القطارات العابرة للحدود من النمسا وألمانيا المجاورتين، ومن المتوقع أن تظل بعض الطرق مغلقة خلال النهار.
ومن ناحية أخرى، لا تزال تعانى دول مثل اسبانيا، من الجفاف الشديد، حيث أعلن إقليم كتالونيا الطوارئ وتقييد المياه بسبب الجفاف الذى يعانى منه الاقليم، كما تسبب الجفاف فى إسبانيا إلى خسائر زراعية وصلت إلى 9.2% من الناتج المحلى الاجمالى، وهو ما يجعل الانتاج الزراعى فى إسبانيا فى خطر.
وأشار تقرير نشرته صحيفة لابانجورديا الإسبانية إلى أنه بحلول عام 2050، من المتوقع أن يعيش 27 مليون إسبانى فى مناطق تعانى من الإجهاد المائى، حيث إن قلة الأمطار لها تأثير سلبى للغاية على الاقتصاد الوطنى.
وفى إيطاليا، يسبب تغير المناخ قلقا بالغا، حيث أظهرت إحصائية أجريت فى إيطاليا أن 90% من المواطنين الإيطاليين يرون أن تغير المناخ يمثل تهديدا خطيرة للعالم أجمع، وعلى الصحة العالمية للأفراد بشكل خاص، حسبما نقلت وكالة آكى الإيطالية.
وأشارت الوكالة إلى أن الإحصائية التى أجرته شركة Ipsos فى إيطاليا "رأى 46%، أن مظهر تغير المناخ ستكون له أسوأ العواقب على الكوكب، ويتمثل بزيادة موجات الحر وارتفاع درجات الحرارة، وهو القلق نفسه الذى ساد إيطاليا بشكل خاص العام الماضى وكان مستواه أقل بـ12%.
وذكر التقرير الذى أصدرته الشركة، أن "من بين التهديدات التى يتعرض لها الكوكب، يتصدر المرتبة الثانية زيادة الجفاف وانخفاض توافر المياه (بالنسبة لـ44%)، يليه انخفاض توافر الغذاء بسبب التأثيرات على الزراعة (بالنسبة لـ37%) وزيادة الفيضانات (لـ33%).
ورأى "69% ممن تمت مقابلتهم، أن أسباب تغير المناخ تعرض صحة المواطنين فى جميع أنحاء العالم لخطر كبير، وأنه إذا كان المواطنون الأفارقة معرضين لخطر شديد بالنسبة لـ68% من المشاركين فى العينة، فعلى مستوى المواطنين الأوروبيين، ومن بينهم الإيطاليين، ينخفض الحد الأقصى للقلق قليلاً (65%).
وأعرب 6 من كل 10 أشخاص عن الاعتقاد بأن الوقت قد فات الآن لتنفيذ تدابير حاسمة بشأن تغير المناخ.