قالت صحيفة واشنطن بوست إن الولايات المتحدة شهدت على مدار الأيام الماضية حادثى إطلاق نار جماعى فى ولايتى تكساس وواشنطن، والذين كان الحادثين رقم 37 و38 من نوعهما هذا العام فى الحوادث التي يقتل فيها أربعة أو أكثر من الأشخاص، وهو أعلى رقم من حوادث إطلاق النار الجماعى فى أي عام سابق منذ 2006 على الأقل. وكان عام 2022 قد شهد 36 حادثا.
وبحسب ما ذكرت الصحيفة ، فإن إجمالي وفيات هذه الحوادث فى عام 2023 وصل إلى 197، ليس من بينهم الجناة، وهو ما يعد رقما قياسيا أخرا. وأصيب 91 شخصا فى هذه الحوادث لكنهم ظلوا على قيد الحياة.
ومثل أغلب حوادث إطلاق النار، فإن الحادثين الأخيرين لم يحدثا فى مناطق عامة، ولكن فى منازل خاصة.
وتصف الصحيفة حادث إطلاق النار الذى يقتل فيه أربعة أشخاص، ليس من بينهم مطلق النيران، كقتل جماعى بسلاح، لأن مصطلح "إطلاق النار الجماعى أو Mass Shooting، ليس لديه تعريف موحد.
وزادت حوادث إطلاق النار فى الولايات المتحدة فى السنوات الأخيرة، وارتفعت حوادث القتل الجماعى بالأسلحة فى 2019 لكنها تراجعت خلال العام الأول من وباء كورونا. ومع عودة الحياة إلى طبيعتها تدريجيا، فإن وتيرة حوادث إطلاق النار الأكثر دموية تصاعدت مرة أخرى.
وقال توماس أبت، المدير المؤسس لمركز الدراسة والحد من ممارسة العنف، والأستاذ المساعد فى جامعة ماريلاند، إن هذا السجل معلم مأسوى ومخزى ينبغي، لكنه لن يكون كذلك على الأرجح، بمثابة صحوة تحذيرية، للمشرعين المعارضين لتنظيم استخدام الأسلحة.
وتابع قائلا إن الارتفاع فى حوادث إطلاق النار الجماعية مدفوعة بالعديد من العوامل، لكن الوصول السهل بشكل متزايد إلى الأسلحة النارية هو السبب الرئيسى.
ويقول جيمس ألان فوكس، أستاذ علم الجريمة والقانون والسياسة العامة فى نورث ايسترن، والذى يدير قاعدة بيانات القتل الجماعة، ودرس هذا العنف على مدار 40 عاما، إنه على الرغم من أن القتل الجماعى ليس وباءً، إلا أنه قمة الجبل الجليدى من عنف الأسلحة، مضيفا أنها تمثل نسبة ضئيلة من وفيات الأسلحة.
ووفقا للمراكز الأمريكية للوقاية من الأمراض، فإن أكثر من 48 ألف شخص ماتوا جراء إصابات بطلقات نارية فى الولايات المتحدة فى عام 2020، وهو ما يعنى فى المتوسط 132 وفاة فى اليوم. وأكثر من نصف هؤلاء كانوا فى حوادث انتحار. ويشبر فوكس إلى أن عددا كبيرا للغاية من الأشخاص تنتهى حياتهم إما بأيديهم أو بأيدى آخرين، إلا أن حوادث إطلاق النار الجماعية هي الأكثر وضوحا.
وتحدث أغلبية حوادث إطلاق النار فى المنازل. وبدأ هذا العام بسبع حوادث إطلاق نار مساعى بأسلحة فى شهر يناير، أكثر من أي شهر آخر فى قاعدة البيانات. وشهد هذا العام أيضا أكبر عدد من حوادث القتل الجماعى فى منازل خاصة أو مراكز إيواء، بإجمالى 26 على الأقل من 38.
وكان حادث إطلاق النار الجماعى الأكثر دموية فى 2023 قد حدث فى 25 أكتوبر فى ولاية ماين، عندما فتح جندي احتياطي بالجيش يعانى من مشكلات نفسية النار على صالة بولينج وحانة، وقتل 18 شخصا وأصاب 13 آخرين. وبعد مطاردة استمرت يومين، عثرت الشرطة على جثته بعد أن قتل نفسه على ما يبدو.
واللافت أن ثلاثة فقط من حوادث إطلاق النار التي وقعت كانت لها صلة بالسرقة أو نزاعات العصابات أو الجرائم المتعلقة بالمخدرات. وبدلا من ذلك، فإن مرتكبى الحوادث هاجموا الغرباء أو أشخاص يعرفونهم، وفعلوا ذلك برغم معرفتهم أن النتيجة ستكون على الأرجح إما موتهم او سجنهم، بحسب ما قال أدام لانكفورد، رئيس قسم علم الجريمة والعدالة الجنائية فى جامعة ألاباما. وأضاف أن هؤلاء لم يكن لديهم أي أمل للمستقبل.
ويشير لانكفورد إلى أمر مؤرق على وجه التحديد فيما يتعلق بسجل هذا العام من حوادث إطلاق النار الجماعية، يتجاوز العدد الكبير، وهو أن المجتمع الأمريكي أصبح يفهم بشكل أفضل الإشارات التحذيرية لإطلاق النار الجماعى واستراتيجيات تقييم التهديد.