على خُطى قمة المناخ، التي استضافتها شرم الشيخ العام الماضى، تسير قمة المناخ المقامة حاليا في دبى ، حيث أطلقت رئاسة مؤتمر الأطراف "كوب 28"، ضمن أعمالها التي انطلقت الأسبوع الماضى، عدة مبادرات للتنمية المستدامة وأخرى للحد من الانبعاثات الكربونية ، في هذا السياق تم إطلاق "التحالف من أجل الشراكات متعددة المستويات عالية الطموح"، لتساهم في تعزيز التنمية الحضرية المستدامة، وتمكين المجتمعات وتعزيز قدراتهم في العمل المناخي، واستكملا للمبادرات التي أطلقتها قمة المناخ العام الماضى في شرم الشيخ، تم الإعلان عن إطلاق مجموعة شراكات لتسريع الانتقال إلى الحياد المناخي وتعزيز المرونة المناخية في المدن، بما يشمل قطاعات متعددة كالمباني، وأنظمة إدارة النفايات والموارد، ومرونة المياه في المناطق الحضرية، واستعادة الطبيعة الحضرية.
كما وجهت الأمانة العامة للأمم المتحدة بشأن تغير المناخ برئاسة سيمون ستيل، خطابًا رسميًا تدعو فيه الدول الأعضاء في الاتفاقية – الأطراف- لتقديم ترشيحات ممثليها لعضوية الهيئة العليا والأمانة الفنية لصندوق الخسائر والأضرار.
ومن المقرر أن يتضمن الصندوق الجديد الذي بدأ خطواته الأولى في شرم الشيخ27 cop، وكان أهم انجازات مؤتمر المناخ، 26 عضوا يمثلون دول الشمال 12 عضواً، والجنوب 14 عضواً ( الدول المتقدمة والدول النامية والناشئة).
صفر نفايات
"صفر نفايات" هو مبادرة رسمية في إطار "عام الاستدامة" في الإمارات، وتقوده وزارة التغير المناخي والبيئة بالدولة وشركة أبوظبي لإدارة النفايات "تدوير" ويضم مستويات الحكومات، إلى جانب المنظمات غير الحكومية والقطاع الخاص، ويستهدف الحد من انبعاثات قطاع إدارة النفايات على مستوى العالم، وتحويل النفايات إلى موارد.
مبادرة تحالف الشراكات
وفى مبادرات مواجهة تغير المناخ ، تأسست الإعلانات على الالتزامات التي قدمها المشاركون في قمة العمل المناخي الوطني التي عُقدت في بداية مؤتمر الأطراف، والتي شهدت إطلاق أكثر من 60 دولة لمبادرة تحالف الشراكات متعددة المستويات عالية الطموح للعمل المناخي، بهدف تلبية احتياجات المدن والمناطق خلال إعداد الالتزامات والاستراتيجيات المناخية الاتحادية والوطنية.
ومن جانبه أعرب الدكتور سلطان أحمد الجابر، رئيس مؤتمر الأطراف "كوب "28، عن حرص رئاسة المؤتمر على دعم المبادرات البناءة لتقديم استجابة شاملة وفعالة للحصيلة العالمية والاستفادة من فرص العمل المناخي في تعزيز التنمية الاقتصادية المستدامة.
وأشار أن تحقيق أهداف اتفاق باريس والحفاظ على إمكانية تفادي تجاوز الارتفاع في درجة حرارة الأرض مستوى 1.5 درجة مئوية يعتمد على الدور الرائد والداعم للمحافظين ورؤساء المدن والبلديات في مختلف أنحاء العالم.
وفي إطار فعالية يوم «العمل متعدد المستويات والتوسع العمراني والبيئة الحضرية والنقل»، عُقد الاجتماع الوزاري الثاني بشأن البيئة الحضرية وتغير المناخ، بالشراكة مع برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية ورائدة الأمم المتحدة للمناخ لـ«كوب 28»، بعد أسبوع من مشاركة رؤساء البلديات والمدن لأول مرة في أعمال مؤتمر الأطراف، واختتم الاجتماع جادِر بارباليو فيليو، وزير المدن البرازيلي، بالإعلان عن خطط دولته لتوسيع المشاركة وتوحيد الجهود استعداداً للاجتماع الوزاري في "كوب 28".
كما أكد الجابر، أن قمة المناخ أحيت الأمل والتفاؤل بفضل الزخم الكبير في إنجازاتها، مضيفا "أعتقد بأننا نتفق جميعا على أن مؤتمرCOP هذا مختلف بشكل حقيقي وقد صنع التاريخ بالفعل".
ولفت إلى أن الجذب والمشاركة والإيجابية والأمل والتفاؤل الذي يحيط بمؤتمر الأطراف COP28 "أمر غير مسبوق"، وأوضح: "لقد بنينا معًا مستوى غير مسبوق من الزخم وفاجأنا المتشككين بالنتائج وألهمنا المتفائلين ومن خلال العمل معًا، يمكننا المساعدة في الحفاظ على كوكبنا"، كما طالب الدول بالخروج من "مناطق الأمان" للوصول إلى اتفاق نهائي بشأن المناخ، وأكد أن المجتمعون في COP28 لديهم القدرة على إحداث نقلة نوعية في الأيام الخمسة المقبلة من القمة.
انبعاثات المباني
وتم خلالcop28 أيضا إطلاق مبادرة الحد من انبعاثات المباني، بالشراكة مع 27 دولة بقيادة فرنسا والمغرب، والتي تهدف إلى أن تصبح المباني قليلة الانبعاثات والمرنة مناخياً، و هي نمط البناء المعتاد بحلول عام 2030، نظراً إلى أن قطاع المباني وحده مسؤول عن نحو 40% من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون العالمية المرتبطة بالطاقة، و50% من المواد المستخرجة، وثلث النفايات العالمية.
وأطلقت كندا والإمارات مبادرة الحد من انبعاثات الأسمنت والخرسانة، وبادرت بدعمها مجموعة من الدول منها المملكة المتحدة وأيرلندا واليابان وألمانيا، وتهدف إلى جعل الأسمنت الأخضر الخيار المفضل في الأسواق العالمية، مع دعم إنتاجه وتعزيز انتشاره في جميع أنحاء العالم بحلول عام 2030.