في اليوم الـ67 للحرب في قطاع غزة، امتدت الغارات الإسرائيلية إلى الضفة الغربية، حيث أوقعت شهداء وجرحى، وسط قصف ليلي مستمر على غزة.
ففي جنين استشهد 3 وأصيب 5 آخرون على الأقل في غارة نفذتها طائرة إسرائيلية مسيرة على البلدة القديمة في جنين، شمالي الضفة الغربية.
وبحسب وسائل إعلام فلسطينية فإن طائرة مسيرة إسرائيلية قصفت موقعا في البلدة القديمة في جنين، وذلك خلال عملية الاقتحام الواسعة التي قامت بها منذ ساعات الفجر، تخللتها مواجهات واشتباكات واقتحامات طالت عشرات المنازل.
وكانت قوات كبيرة من جيش الاحتلال قد اقتحمت مدينة جنين ومخيمها رفقة عدة جرافات عسكرية، وسط مواجهات في عدة مناطق، واعتلاء جنود وقناصة الاحتلال عددا من البنايات السكنية في عدد من أحياء المدينة.
وشنت قوات الاحتلال حملة تفتيش ومداهمات للمنازل في المخيم وأحياء الجابريات، وطلعة الغبس، وأبو ظهير، ومنطقة البيادر، وحي المراح وسط اندلاع مواجهات، كما اندلعت مواجهات على مدخل بلدتي اليامون والسيلة الحارثية غرب جنين، كما أن سماء المدينة شهدت تحليقا مكثفا لطائرات الاستطلاع والطائرات المسيرة.
وحاصرت قوات الاحتلال عددا من مستشفيات مدينة جنين، وانتشرت آلياتها العسكرية بكثافة في مختلف شوارع المدينة ومحيط المخيم.
كما قامت جرافات قوات الاحتلال بتجريف عدد من الشوارع في محيط مخيم جنين وتخريب البنى التحتية، كما دمرت عدة مركبات.
وأعلنت مديرة التربية والتعليم في جنين سلام الطاهر، أن دوام المدارس في مدينة جنين ومخيمها وفي أي تجمع تتواجد فيه قوات الاحتلال سيكون الساعة التاسعة وفي حال استمرّ العدوان سيتحول التعليم إلى الكتروني.
وفي قطاع غزة، استمر القصف الإسرائيلي الليلي المكثف على أنحاء القطاع، مما أوقع عشرات الشهداء بحسب مصادر فلسطينية.
وذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية أن قصفا إسرائيليا استهدف منزلا مما أوقع 12 شهيد بينهم 6 أطفال وعشرات الجرحى.
كما أطلقت القوات الإسرائيلية قنابل ضوئية في سماء غزة تزامنا مع قصف لمناطق متفرقة في القطاع، وقصفت المدفعية بشكل عنيف بلدة جباليا شمال القطاع، ومدينة خان يونس جنوب غزة.
وفى وقت سابق، استشهد 12 فلسطينيًا وأصيب العشرات، فجر الثلاثاء، جراء قصف طائرات الاحتلال لمنزل في مدينة رفح جنوب قطاع غزة.
وأفادت مصادر طبية، باستشهاد 12 شخصًا بينهم 6 أطفال، ووقوع عشرات الإصابات في قصف طيران الاحتلال الاسرائيلي الحربي لمنزل بحي الزهور شمال مدينة رفح.
كما جدد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، الدعوة لوقف إنسانى لإطلاق النار والتأكيد على مواصلة العمل لدعم سكان، مشيرا إلى أن عدد الشهداء الفلسطينيين وصل إلى 18,205مليون، يمثل الأطفال والنساء 70% منهم، وذلك نتيجة استمرار القصف الإسرائيلى العنيف من الجو والبر والبحر بأنحاء القطاع.
وبحسب مركز إعلام الأمم المتحدة، أكد مكتب الأمم المتحدة أن الغارات الجوية الإسرائيلية استهدفت منازل سكنية في مناطق بغرب ووسط رفح وهي مناطق حددها الجيش الإسرائيلي بأنها آمنة للنازحين الفلسطينيين.
وذكر مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية، أن مستشفى "كمال عدوان" في بيت لاهيا، شمالي غزة، ما زال محاصرا بقوات ودبابات إسرائيلية، ويوجد بالمستشفى في الوقت الراهن 65 مريضا، منهم 12 طفلا، في قسم الرعاية المركزة، و6 أطفال في الحضانات، و ما زال نحو 3 آلاف نازح عالقين بالمستشفى بانتظار إجلائهم، في ظل شح شديد في الماء والغذاء والكهرباء.
وأكد أن عشرات آلاف المُهجرين الذين وصلوا إلى رفح، جنوب غزة، منذ 3 3 ديسمبر الحالي، ما زالوا يواجهون ظروف اكتظاظ هائلة داخل أماكن الإيواء وخارجها.. وتنتظر حشود كبيرة لساعات حول مراكز توزيع المساعدات؛ أملا في الحصول على الغذاء والماء والمأوى والرعاية الصحية والحماية.
وأشار المكتب إلى دخول نحو 121 ألف لتر من الوقود إلى القطاع من مصر، بزيادة عن المعدل اليومي خلال الأيام الثلاثة السابقة والمقدر بـ67 ألف لتر، موضحا أن هذه الزيادة هي الحد الأدنى الضروري لمنع انهيار الخدمات الأساسية.
وأكد المكتب الأممي أن مجتمع العمل الإنساني يواصل بذل جهوده بلا كلل لتلبية الاحتياجات الأساسية لسكان غزة أينما كانت الحاجة، مشددا على الحاجة لوقف إطلاق النار بشكل عاجل.
فيما أكدت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" أنه لا مكان فى مراكز الإيواء لاستيعاب أى نازح جديد فى قطاع غزة، مشيرة إلى أن الأوضاع الإنسانية منهارة تماما فى القطاع.
وقال المتحدث باسم الأونروا عدنان أبوحسنة - في تصريح خاص لقناة "العربية الحدث" الإخبارية، الثلاثاء، إن ما يحدث في غزة هو "تسونامي إنساني"، مضيفا أن معاناة النازحين ستتضاعف مع قدوم الشتاء وسيكشف عن الكثير من المآسي في ظل عدم وجود أي من مقومات الحياة.
وأوضح أبوحسنة، أن كل مركز إيواء يضم بداخله أكثر من 11 ألف نازح، في الوقت الذي من المفترض أن يستوعب ألفي نازح فقط.