تحتفل العديد من الكنائس بعيد الميلاد المجيد في 25 ديسمبر الجارى و7 يناير المقبل، كما تختلف مدة الصيام أيضا من كنيسة إلى كنيسة أخرى وتختلف طقوس الاحتفال به أيضا.
وبدأت كنائس الروم الأرثوذكس، صيام عيد الميلاد المجيد، في 15 نوفمبر الماضى، فيما تحتفل بالعيد في 25 ديسمبر ، وفق التقويم الغربي، وبدأ الكنيسة الكاثوليكية، الصيام يوم 9 ديسمبر المقبل وتحتفل أيضًا 25 ديسمبر، أما الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، فبدأت الصيام فى 25 نوفمبر الماضى بينما الاحتفال بالعيد 7 يناير، بعد صيام 42 يومًا، أما الكنيسة الإنجيلية، لا يوجد صيام بها ولكنها تحتفل بعيد الميلاد يوم 6 يناير المقبل.
ويعتبر أول من فرض صوم الميلاد بصفة رسمية في الشرق هو البابا خريستوذولس البطريرك الـ66 من بطاركة الكنيسة القبطية الأرثوذكسية (1046- 1077)،فى قوانينه التى حدد بها الأصوام المفروضة، حيث قال: "كذلك صوم الميلاد المقدس من عيد مار مينا في خمسة عشر يوما من هاتور إلى تسعة وعشرين يومامن كيهك، وإن وافق عيد الميلاد الشريف يوم الأربعاء أو يوم الجمعة، فيفطروا فيه ولا يصوموا بالجملة، وكذلك عيد الغطاس المقدس فى الحادى عشر من طوبة،وإن اتفق يوم أربعاء أو يوم جمعة فيفطروا فيه أيضا ولا يصوموا، وإن وافق العاشر من طوبة الذى فيه صوم الغطاس أن يكون يوم سبت أو يوم أحد فلا يصامبالجملة بل يصوموا الجمعة الذي قبل ذلك عوض ليلة الغطاس".
ويذكر ابن العسال – من أشهر المؤرخين الأقباط في القرن الثالث عشر- عن صوم الميلاد قائلا فى كتبه: "ومنها ما هو دون ذلك وأُجري مجرى الأربعاءوالجمعة، وهو الصوم المتقدم للميلاد، وأوله أول النصف الثاني من هاتور وفصحه يوم الميلاد"، فيما يشير ابن كبر من أشهر المؤرخين والفلاسفة الأقباط فيالقرن الثالث عشر إلى صوم الميلاد بقوله :"وكذلك صوم الميلاد الذي أوله 16من هاتور وقيل الحادي والعشرين لتمام أربعين يوما".
أما يوحنا ابن أبي زكريا ابن السباع هو أحد أشهر المؤرخين الأقباط في القرن الثالث عشر، في كتابه "الجوهرة النفيسة في علوم الكنيسة" يعلل سبب الصيامبقوله: "صوم الميلاد المجيد سببه هو أن السيدة الطاهرة أم النور مريم البتول كانت في الشهر السابع ونصف من حملها الطاهر بالبشارة المملؤة خلاصا للعالم، قد كثرت تعييراتها من يوسف النجار وغيره بكونها كانت تدعي البكورية وقد وجدت حبلى ، فكانت تتفكر دائما في التعيير ، ولذا صامت شهرأ ونصفأ باكيةحزينة على ما تسمعه من التعيير لأنها أيضا لم تعلم ما ستلده ، فنحن بما أنه ليس لنا في مذهبنا واعتقادنا وكنيستنا سوى هذه الأصول وهذه الأعمدة الثلاثةالتي هي السيد له المجد والسيدة الطاهرة مريم والآباء الرسل . فصام السيد فقد صمنا امتثالا لتعاليمه لنا صامت السيدة شهر ونصف (في كيهك) صمنا مثلها".