مازالت مشاهد التدمير والانتهاكات من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي ضد المدنيين وخاصة الأطفال والنساء في الأراضي الفلسطينية المحتلة تتكرر بشكل مستمر علي مدار اليوم، مع استمرار تجاهل النداءات والاستغاثات الدولية، فيما أصبح عمال الإغاثة ومراكز الايواء والمستشفيات المحمية بموجب القانون الدولي هدفا مباشرا للهجمات الإسرائيلية.
ومن جانبها قالت جيما كونيل من مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية " أوتشا " أن مايحدث في غزة ليس له مثيل ونطاقه مرعب للغاية، والمدنيون في غزة هم من يتحملون وطأته"، مضيفة خلال زيارتها لغزة في مهمة إنسانية إن الأطفال في القطاع مصابون بالصدمة وقد مر الكثيرون منهم بحروب متتالية.
ولفتت المسؤولة الأممية الي انهيار النظام الصحي بالكامل في غزة وذلك بعد زيارتها الي مستشفى الأقصى في دير البلح لافته الي ان العاملون الصحيون يقومون بعمل بطولي، على مدار الساعة كل يوم، حيث يضطر الأطباء إلى إجراء عمليات جراحية للمرضى ليخرجوا من المستشفى بمجرد الانتهاء من إجراء العمليات الجراحية لعدم وجود أي مساحة لاستضافتهم مضيفة ان المستشفيات مكتظة ومنهكة.
وأضافت المسؤولة الأممية " لدينا مخاوف كبيرة المرضى المصابون بأمراض خطيرة والأطفال حديثو الولادة الموجودون داخل المستشفيات"، مضيفة " نحن قلقون للغاية بشأن الوضع في خان يونس، حيث وضع المرافق الصحية حرج للغاية".
وأشارت المسؤولة الأممية الي أن النساء والأطفال يشكلون أكثر من 70% من الضحايا في غزة، كما أن معظم الناس لا يستطيعون الحصول على الطعام، لافته الي الأوضاع " المزرية " التي يعيشها النساء والأطفال من النازحين واللاجئين في مراكز الإيواء والشوارع المحيطة بها، مشيرة إلي أن الفتيان الذي لم يتعدى عمرهم الـ 16 عاما مروا بـ4 حروب.
وأكدت المسؤولة الأممية أن مدينة رفح كانت موطنا لما يزيد قليلا عن 200 ألف شخص قبل بدء الأزمة، وقد وصل الآلاف من الناس الي رفح الفلسطينية خلال أيام قليلة، لافته إلي أن هناك موقع غير رسمي للإيواء زاد عدد الناس فيه من بضع مئات من الأشخاص إلى عشرات الآلاف، ولا يمكننا مواكبة ذلك.
وقال المسؤولة الأممية إن مايحدث في غزة " مرعب للغاية " والمدنيون في غزة هم من يواجهون ذلك، مشيرة الي أنه وفي الوقت نفسه، عملية المساعدة التي يمكننا القيام بها ليست كافية على الإطلاق، لأننا لا نستطيع إدخال الشاحنات المناسبة، لدينا عمال إغاثة خاطروا بحياتهم حرفيا من أجل الاستجابة لهذه الأوضاع ويجب ان يتوقف كل ذلك ".
ووفق مركز إعلام الأمم المتحدة أن موظفي وكالة الأونروا على الرغم من أن غالبيتهم أصبحوا نازحين إلا أنهم لا يزالون يؤدون "عملا بطوليا مخلصا"، وأنهم يتعاملون أيضا مع التحديات العائلية الخاصة بهم، حيث يتعين عليهم العثور على الماء والطعام وأماكن للنوم. ومع ذلك فإنهم مستمرون في تقديم الخدمات لمجتمعاتهم.