قالت مجلة بولتيكو الأمريكية إن كامالا هاريس، نائبة الرئيس الأمريكى، تدفع البيت الأبيض لكى يكون أكثر تعاطفا مع الفلسطينيين، فيما رأت الصحيفة أنه يعكس الخط الرفيع الذى يسير عليه الديمقراطيون فى تعاملهم مع الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.
وأوضحت المجلة أن هاريس كانت تخبر زملائها فى الإدارة إنها تريد أن يبدى البيت الأبيض قلقا أكبر فى العلن إزاء الدمار الإنسانى فى غزة، بحسب ما قالت ثلاثة مصادر مطلعة على تعليقات هاريس.
وأوضحت المصادر أن الرئيس جو بايدن من بين المسئولين الذين حثتهم هاريس على إبداء حساسية أكبر مع المدنيين الفلسطينيين.
وفى محادثات داخلية حول الحرب على غزة، قالت هاريس إن الوقت قد حان للبدء فى وضع خطط ما بعد الحرب بشأن كيفية التعامل مع الحطام الذى خلفه القتال بعد انتهائه، بحسب مسئول رفيع المستوى بالإدارة.
وقال مصدر مقرب من مكتب نائبة الرئيس، إن هاريس تعتقد أن الولايات المتحدة ينبغى أن تكون أكثر صرامة إزاء رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو، ودعت إلى التحلى بقوة أكبر فى السعى إلى سلام على المدى الطويل وحل الدولتين.
وقالت بولتيكو إن مساعى هاريس غير المعلنة لتشكيل رسالة البيت الأبيض بشأن الحرب يعكس مدى صراع الديمقراطيين، حتى أكبر مسئولين فى الولايات المتحدة الرئيس ونائبته، لتبنى نهج حذر فى التعامل مع حرب إسرائيل على غزة، بعد أن عصفت الحرب بالتحالف السياسى الديمقراطى على المستوى المحلى.
كما أنه يسلط الضوء على حساسية الشراكة السياسية الوثيقة التى نشأت بين هاريس وبايدن، على الرغم من الخلافات القائمة بينهما منذ فترة طويلة حول الرؤى المتعلقة بقضايا مختلفة. وطالما كانت هاريس أكثر انسجاما مع الانتقادات القادمة من اليسار مقارنة ببايدن، وأكثر عزما على الانضمام إلى الناخبين الأصغر سنا والتقدميين فى الحزب الديمراطي.
وتقول بولتيكو إن تصريحات هاريس خلال قمة المناخ كوب 28 تمثل أبرز مشاركة علنية لها فى الحرب الإسرائيلية على حماس حتى الآن. وأشارت هاريس إلى أن المحادثات مع الأصدقاء أثرت على تفكيرها بشأن الحرب. وفى لندن الشهر الماضى، قالت للصحفيين إن لديها صديق فقد أقاربه فى غزة بسبب الحرب.
كما حرصت هاريس، وفقا لمكتبها، على التحدث مع أفراد المجتمعين الإسرائيلى والفلسطينى، بما فى ذك أولئك الذين فقدوا أفرادا من عائلاتهم فى غزة. وقال مكتبها إن هاريس تحدثت مؤخرا مع عائلات الرهينتين الأمريكيتين اللتين أطلقت سراحهما من قبل الفصائل الفلسطينية خلال فترة التوقف الأخيرة للقتال.
وتقول بولتيكو إنه بالنسبة لقطاعات معينة من الناخبين الذين استاءوا من بايدن بسبب دفاعه عن الرد الإسرائيلي على هجوم 7 أكتوبر، نال نهج هاريس الاستحسان. وقال القادة العرب الأمريكيين والمسلمين إنهم سعداء برؤية تصريحات هاريس في دبي، على الرغم من أنهم يبحثون عن أكثر من مجرد كلمات في هذه المرحلة.
وقال وارن ديفيد، رئيس المنظمة الإعلامية العربية الأمريكية: "اعتقدت أن الأمر كان مشجعاً". "وفي الوقت نفسه، هذا لا يعني أي شيء حقًا، إنه فارغ، إذا لم يتم اتخاذ أي إجراء."
وشهدت الأيام الماضية تغييرا فى موقف الولايات المتحدة، وتحديدا لهجة الرئيس الامريكى جو بايدن إزاء إسرائيل، مما دفع البعض إلى التساؤل عما إذا كان السبب وراء هذا التغيير يتعلق بإدراك واشنطن للعزلة الدولية المتزايدة التي تواجهها لدعمه المطلق لتل ابيب برغم الفظائع التي ترتكبها فى قطاع غزة، أم أن الأمر يتعلق بحسابات انتخابية، مخاوف بايدن من فقدان دعم كتل تصويتية هامة فى الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقررة فى نوفمبر المقبل.
وأضاف: “إذا كانت تؤثر على الرئيس لوقف الإبادة الجماعية في غزة، فأنا أرحب بذلك”.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة