3 مشاهد × 3 أشهر أبرزت الريادة المصرية فى صنع السلام وقت الحرب.. إدخال المساعدات لغزة ونقل الجرحي لعلاجهم.. قادت وساطة نجحت فى التوصل لهدنة وتبادل أسرى.. رسمت خطوطا حمراء فى وجه الاحتلال ضد "التهجير القسرى"

الثلاثاء، 19 ديسمبر 2023 01:00 ص
3 مشاهد × 3 أشهر أبرزت الريادة المصرية فى صنع السلام وقت الحرب.. إدخال المساعدات لغزة ونقل الجرحي لعلاجهم.. قادت وساطة نجحت فى التوصل لهدنة وتبادل أسرى.. رسمت خطوطا حمراء فى وجه الاحتلال ضد "التهجير القسرى" معبر رفح
كتبت: إسراء أحمد فؤاد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

أكثر من 3 أشهر مرت على اندلاع عدوان إسرائيلى غاشم طال أمده على قطاع غزة، استخدمت الدولة المصرية خلال هذه الفترة كافة أدواتها وقنواتها الدبلوماسية، فضلا عن سياسة النفس الطويل فى التعامل مع كيان لا يعرف عهد أو مواثيق، جهود مصرية وثقها الاعلام والتاريخ، ومشاهد عديدة  أثبتت ريادة مصر صانعة السلام فى المنطقة.

 

ملحمة إنسانية مصرية
 

وتجسدت أولى هذه المشاهد فى ملحمة إنسانية مصرية فى إدخال مساعدات لغزة، وخلال الأسابيع الماضية انخرطت القاهرة فى محادثات مكثفة مع كلا من الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل والجانب الفلسطيني، أفضت إلى انتزاع اتفاق لإعادة فتح معبر رفح من الجانب الفلسطيني، ورغم العراقيل الإسرائيلية نجحت تلك التحركات الدبلوماسية المصرية، فى إعادة فتح المعبر من الجانب الفلسطينى وتم إدخال عددا من شاحنات المساعدات إلى غزة، ونقل مصابين من الحالات الحرجة بينهم أطفال ثم السماح للرعايا الأجانب ومزدوجى الجنسية من العبور، ولا تزال حتى اليوم تعبر شاحنات المساعدات وتستقبل الحالات الحرجة وبينهم أطفال، فضلا عن استقبال عدد من الأطفال الخدج حديثي الولادة وانقاذهم من موت محقق، بعد حصار المستشفيات وقطع كل سبل الحياة عنها من مياه وكهرباء، ووصل نحو 29 رضيع مع مرافقيهم لتلقي العلاج.. وتواصل الجهود المصرية نقل المزيد من الحالات الحرجة.

الشاحنات المصرية التى امتلأت بآلاف الأطنان من المساعدات الغذائية والطبية وغيرها من مواد الإغاثة، كان يقف خلفها جنود مجهولة، أطلق عليهم المرابطين على معبر رفح، مكثوا لأيام أو أسابيع على المعبر فى انتظار ادخال المساعدات للأشقاء فى غزة، تحملوا مشقة الطريق إلى غزة، قضوا أيام وليالي على المعبر داخل الخيام المخصصة، ليس لديهم هدف سوى إغاثة الأشقاء، وفى النهاية انتصرت إرادة المرابطين على المعبر، ونجحت الدولة المصرية فى تدفق المساعدات الإنسانية، من خلال عبور آلاف الشاحنات المصرية، التي شرع التحالف الوطني للعمل الأهلى التنموى بجميع كياناته ومؤسسة حياة كريمة، في جمعها والذهاب تحت شعار "مسافة السكة لأهالينا في فلسطين" و"كتفنا في كتف أهلنا في فلسطين"، تنفيذًا لتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسى، بتقديم الدعم الفورى والإغاثة الانسانية لدولة فلسطين الشقيقة.

ضمت قوافل المساعدات الإغاثية المصرية قرابة 106 قاطرات محملة بكميات ضخمة من المساعدات الإنسانية من أجل المساعدة في تخفيف الأوضاع على الشعب الفلسطيني نتيجة الاعتداء الإسرائيلي والذي أسفر عن سقوط الآلاف من الضحايا والمصابين، وشملت المساعدات 1000 طن من المواد الغذائية واللحوم و40 ألف بطانية وأكثر من 300 ألف علبة أدوية والمستلزمات الطبية، بالإضافة إلى الملابس والاحتياجات اللازمة، يرافقها طاقم طبي من كافة التخصصات.

 

وساطة تاريخية
 

مشهد الوساطة المصرية، هو مشهد تاريخى اعتادت الدولة المصرية على القيام به فى كافة الحروب الاسرائيلة على القطاع، وفجر الجمعة 24 من نوفمبر وبجهود مصرية بالتعاون مع دولا اقليمية توقفت آلت الحرب الاسرائيلة، ونجحت القاهرة فى انجاز اتفاق ألزم الجانب الاسرائيلى والفلسطينى بهدنة لمدة 4 أيام ، تم بموجبها إبرام صفقة لتبادل الأسرى بين الجانبين، ووقف كافة الأعمال العسكرية لجيش الاحتلال الإسرائيلي في كافة مناطق غزة، ووقف حركة آلياته العسكرية المتوغلة في القطاع، وذلك بحسب بيان لحركة حماس.

وتم تبادل 3 دفعات من الأسري والمحتجرين وكما تم مد الهدنة لـ 6 أيام، فضلا عن  تسليم 130 ألف لتر من الديزل و4 شاحنات غاز يومياً إلى غزة، وحظيت الجهود المصرية بالإشادة العالمية، فقد قدمت العديد من الدول وفى مقدمتها الولايات المتحدة الشكر لمصر وقطر على جهدها في التوصل لهدنة إنسانية، ووجهت تايلاند الشكر لمصر على دورها فى إطلاق سراح المحتجزين التايلانديين خارج إطار الصفقة. كما قدمت وزير الخارجية الألمانية، أنالينا بيربوك، الشكر للسلطات المصرية، بعد الإفراج عن عدد من رعايا ألمان كانوا محتجزين في غزة. وكتبت أنالينا بيربوك على إكس: "أشكر جميع من حركوا الجبال خلال الأسابيع الأخيرة، مصر وقطر واللجنة الدولية للصليب الأحمر"، معربا عن ارتياحها بعد إطلاق سراح رهائن من غزة.

 

خطوط حمراء فى وجه العدو الصهيونى
 

وقفت مصر حائط صد أمام المؤامرة الإسرائيلية لتهجير سكان قطاع غزة وتصفية القضية الفلسطينية، ولعقود تبنت ثوابت تجاه القضية الفلسطينية تضمن حق الفلسطينيين المشروع فى اقامة دولة مستقلة، لذلك قامت الدولة المصرية بجهود متعددة المستويات والأبعاد، لخدمة ملفات القضية، للوصول إلى الهدف النهائى هو إقرار تسوية عادلة للصراع الإسرائيلى - الفلسطينى من خلال مبدأ حل الدولتين على حدود 1967 عاصمتها القدس الشرقية.

ورسمت الخطوط الحمراء للعدو الإسرائيلى الذى لايزال حتى هذه اللحظة يناور لتنفيذ مؤامرة تهجير الفلسطينيين إلى الاراضى المصرية فى سيناء، وعبر قمة القاهرة للسلام 2023، نجحت مصر فى حشد موقف دولى قائل برفض استخدام الضغط الإنسانى، للإجبار على التهجير، حيث أكدت مصر من خلال كلمة الرئيس السيسى بالقمة، على الرفض التام، للتهجير القسرى للفلسطينيين، ونزوحهم إلى الأراضى المصرية فى سيناء، وتنظر الدولة المصرية للتهجير باعتباره "تصفية نهائية للقضية الفلسطينية" وإنهاءً لحلم الدولة الفلسطينية المستقلة، وإهدارًا لكفاح الشعب الفلسطينى، والشعوب العربية والإسلامية، وشدد على أن هذا الشعب الأبى الصامد يرفض مغادرة أرضه حتى لو كانت هذه الأرض، تحت الاحتلال، أو القصف.

ووضعت القاهرة أيضا خارطة طريق تستهدف إنهاء المأساة الإنسانية الحالية، وإحياء مسار السلام، من خلال عدة محاور، تبدأ بالتدفق الكامل والآمن، والسريع والمستدام، للمساعدات الإنسانية لأهل غزة، ثم التفاوض حول التهدئة ووقف إطلاق النار، ثم البدء العاجل، فى مفاوضاتٍ لإحياء عملية السلام، وصولًا لأعمال حل الدولتين، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، التى تعيش جنبًا إلى جنب، مع إسرائيل، على أساس مقررات الشرعية الدولى،. مع العمل بجدية على تدعيم السلطة الوطنية الفلسطينية الشرعية، للاضطلاع بمهامها، بشكل كامل، فى الأراضى الفلسطينية".

خط أحمر آخر وضعته القاهرة للمحتل الإسرائيلى وهو الرفض لجرائم الحرب والمجازر الهمجية الوحشية والإنسانية التي ترتكبها حكومة الاحتلال الاستعمارية خلاله، وضد الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية المحتلة بما فيها القدس الشرقية والمطالبة بضرورة وقفه فورا، كما رفضت توصيف هذه الحرب الانتقامية دفاعا عن النفس أو تبريرها تحت أي ذريعة.

ونددت باستخدام الأسلحة المحرمة دوليا، وأدانت أفعال وتصريحات الكراهية المتطرفة والعنصرية لوزراء في حكومة الاحتلال، بما فيها تهديد أحد الوزراء باستخدام السالح النووي ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، واعتبارها خطيرا لألمن والسلم الدوليين.

وبخلاف ذلك طالبت الدول المشاركة فى القمة ، مجلس الأمن اتخاذ قرار فوري يدين تدمير إسرائيل الهمجي للمستشفيات في قطاع غزة ومنع إدخال الدواء والغذاء والوقود إليه، وقطع سلطات الاحتلال الكهرباء وتزويد المياه والخدمات الأساسية فيه، بما فيها خدمات الاتصال والإنترنت، باعتباره عقابا جماعيا يمثل جريمة حرب وفق القانون الدولي.







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة