كشفت وسائل إعلام إسرائيلية عن تمكن جيش الاحتلال من التوصل إلى مواد استخباراتية أثناء العملية العسكرية على غزة، مؤكدة عثور جنود إسرائيليين على مقاطع فيديو تظهر القائد العام لكتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس محمد الضيف.
وأشارت صحيفة "معاريف" الإسرائيلي إلى الفشل الاستخباراتي الإسرائيلي في عدم التوصل إلى معلومات حول محمد الضيف خلال الأعوام الماضية، موضحة أن التقديرات السابقة ذهبت إلى أن محمد الضيف فقد بعض أطرافه في محاولات الاحتلال اغتياله.
وأكدت صحيفة معاريف أن محمد الضيف ظهر في مقطع فيديو وهو يمشي على قدميه، رغم وجود معلومات سابقة كانت تشير إلى أنه بات على كرسي متحرك، معتبرة ظهور الضيف وهو قادر على المشي بمفرده، أنه يتعارض تماما مع التقييمات الاستخباراتية الإسرائيلية، ويعكس خطأها.
قائد كتائب القسام محمد الضيف
وذكرت الصحيفة أن الضيف نجا من سبع محاولات اغتيال سابقة، وأصيب في بعض منها بجروح خطيرة، مشيرة إلى عرض الاحتلال الاسرائيلي مكافآت مالية كبيرة لمن يدلي بمعلومات تقود إلى مكان تواجد كبار المسؤولين في "حماس".
وقتلت إسرائيل قادة من حركة "حماس" في الماضي، بينهم مؤسس الحركة أحمد ياسين وزعيمها السابق عبد العزيز الرنتيسي الذي اغتيل في غارة جوية عام 2004.
بدوره، أكد شالوم بن حنان الموظف الكبير السابق في الشاباك أن المعلومات الاستخبارية غير الدقيقة التي كانت إسرائيل تصدقها خلال السنوات القليلة الماضية بمثابة إحراج استخباراتي بلا شك، موضحا أن محمد الضيف يتصرف في سرية تامة للغاية منذ سنوات ولا يظهر أبدا في الأماكن العامة.
القائد العام للقسام محمد الضيف
ولفت إلى التحركات التي يقوم بها قيادات حماس والتي تجري بسرية تامة تصعب مهمة إسرائيل والاستخبارات الإسرائيلية في الوصول لهم ويكون الأمر معقد وصعب للغاية، موضحا أنه في السنوات القليلة الماضية على الأقل، كانت تستند لمعلومات حول حالته الصحية تعتمد بشكل أساسي على تقديرات مبنية على معلومات كانت قريبة من عمليات الاغتيال الأخيرة، مضيفا: يبدو أن محمد الضيف تعافى واسترخى، وبالفعل فإن الأمر محرج بعض الشيء من وجهة نظر استخباراتية.
وأكد أن الاستخبارات الإسرائيلية تمر بأوقات عصيبة للغاية داخل قطاع غزة، مشيرا إلى وجود صعوبة في جمع معلومات عن محمد الضيف الرجل الأول داخل كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس.
يعتبر محمد الضيف "العدو رقم 1" بالنسبة لإسرائيل منذ عام 2014، باعتباره مهندس العملية العسكرية غير المسبوقة التي نفذتها حركة حماس في 7 أكتوبر الماضي وباغتت خلالها إسرائيل، ويبلغ الضيف من العمر 60 عاما وهو يتزعم كتائب القسام، وتتحرك إسرائيل منذ سنوات للوصول إلى مكان محمد الضيف للقضاء عليه باعتباره إحدى الأهداف الكبرى في الحرب الجارية بين حماس وإسرائيل.
يتمتع محمد الضيف بتقدير كبير للغاية بعد الهجوم الذي نفذته حركة حماس ضد بعض المستوطنات الإسرائيلية في 7 أكتوبر الماضي، تصنفه الولايات المتحدة الأمريكية منذ 2015 بـ "الإرهابي الدولي"، ويبدو وجود محمد الضيف على قيد الحياة مثير للاهتمام وتحديا لجيش الاحتلال الإسرائيلي.
يعد محمد الضيف من الوجوه البارزة للمقاومة الفلسطينية الذى لا يزال على قيد الحياة، بعد نجاته من محاولات اغتيال كثيرة"، ونجا محمد الضيف عدة مرات من محاولات اغتياله على يد الاستخبارات الإسرائيلية إلا أنه أصيب في محاولة اغتيال عام 2006.
محمد الضيف القائد العام لكتائب القسام
وأكدت وسائل إعلام إسرائيلية أن نجاة محمد الضيف يعود بالأساس إلى نجاحه في التخفي قدر الإمكان إلى درجة أن آخر صورة رسمية له تعود إلى أكثر من عشرين عاما، وعدم توافر معلومات لجيش الاحتلال الإسرائيلي إلى اسمه الحقيقي حيث تقول وسائل إعلام إنه محمد المصري، واختيرت كنية "ضيف" لأنه لا يبقى في مكان واحد لأكثر من ليلة واحدة ويبيت كل مرة في بيت جديد للإفلات من الملاحقة الإسرائيلية".
تقول وسائل إعلام إسرائيلية أن محمد الضيف من مواليد مدينة خانيونس جنوبي قطاع غزة، ودرس في الجامعة الإسلامية في قطاع غزة وكان له دور قيادي داخل الحركة الطلابية، والتحق محمد الضيف بحركة حماس في ثمانينيات القرن الماضي بمساعدة يحيى عياش المكنى بـ"المهندس" والذي يعد من بين أبرز قادة حماس.
ويمثل مقتل يحيى عياش على أيدي المخابرات الإسرائيلية في 1996 نقطة تحول في حياة محمد الضيف الذي تدرج في المناصب القيادية داخل كتائب القسام وعمل على وضع خطط الحركة للارتقاء بقدراته العسكرية خلال تسعينيات القرن الماضي، ويعد مهندس بناء الأنفاق التي سمحت لحماس بإطلاق اختراقات في الداخل الإسرائيلي انطلاقا من غزة. وكان أيضا ممن عززوا استراتيجية إطلاق عدد أكبر من الصواريخ التي تؤدي لخلل في منظومة القبة الحديدية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة