تأتى الإرادة السياسية الجادة فى استكمال جلسات الحوار الوطنى بأكثر فاعلية ودعم التعددية الحزبية، لتمثل فرصة هامة للأحزاب والقوى السياسية فى التواجد على الساحة والتعبير عن آرائها وتوجهاتها، حيث أن المهمة الآن على الكيانات السياسية فى تطوير هياكلها وخطتها بما يمكنها من تقديم نفسها للشارع المصرى والتعريف ببرامجها على النحو الذى يثرى التعددية والتنوع فى المشهد السياسى والديمقراطى المصرى.
ومن جانبه قال الدكتور طارق فهمى، أستاذ العلوم السياسية، أن الكرة الآن فى ملعب الأحزاب حيث أن تحريك المياه الراكدة بدأ بإعلان الرئيس عبد الفتاح السيسى رغبته فى استكمال جلسات الحوار الوطنى وبما يمهد الطريق لحياة سياسية مفعمة بالتنوع.
وأضاف فى تصريح لـ"اليوم السابع" أن ذلك يتطلب مزيد من انفتاح المشهد السياسى وهو ما أكد عليه الرئيس، خاصة وأن جلسات الحوار الوطنى ستحدث حالة من الزخم السياسى التى لابد من استثمارها بالتزامن مع ما حدث فى العملية الانتخابية، ومن ثم هناك ضرورة لتجديد برامج الأحزاب وضخ دماء جديدة لعناصرها وأن تتواجد أكثر فى الشارع ليكون هناك حراك وطنى وسياسى واضح.
وأضاف أن الأحزاب ذات البرامج الواحدة عليها أن تندمج أو تتحد، لتقوية مكانتها وتواجدها فى الشارع بما يحقق تأثير واسع فى الساحة ويعزز مسيرة الإصلاح السياسى.
ويؤكد الدكتور عصام خليل، رئيس حزب المصريين الأحرار أن الدور الآن على الأحزاب لابد وأن يكون لها دور لإصلاح الحياة السياسية المصرية، فلا يوجد ارتباط بين عمل الأحزاب والحوار الوطنى، حيث أنه لابد وأن يكون مستمر سواء من خلال الجلسات أو بالانتشار الجماهيرى فى المحافظات.
وأضاف فى تصريح لـ"اليوم السابع" أن الأحزاب عليها النزول لقواعدها الشعبية بشكل أكبر وإعادة هيكلة أوضاعها من الداخل مرة أخرى بالانتشار الفعال فى كل محافظة وتقييم القيادات والأمانات بها، منوها أن الحزب يعكف على مشروع للانتشار وإعادة الهيكلة، والتلاحم مع المواطنين للتعريف ببرنامج الحزب وتوجهه، وتطالب الجميع باتباع نفس الخطى لما يثرى وضع الأحزاب فى الشارع المصرى.
واعتبر أن الحياة السياسية فى مصر ستختلف كليا عن سابقتها، وذلك بعد الانتخابات الرئاسية 2024، لافتا إلى أن هناك دور رئيسى يقع على الأحزاب لتقوم بالتعريف بأيديولوجيتها وأهدافها بعد انتشارها لدعم الرئيس السيسى فى أرجاء المحروسة، وأيضا الأحزاب الثلاث التى دفعت بمرشحين عليها أن تطرح أفكارها وأهدافها الفترة القادمة أكثر لجذب عدد أكبر من الأعضاء بمخاطبة المواطن المصرى وتعريفه.
وأضاف رئيس حزب المصريين الأحرار، أن الأحزاب عليها أن تضع على عاتقها لتعمل كأكاديمية حتى تخرج كوادر ورجال مؤهلين للعمل السياسى والمجتمعى، وهنا هو أساس استغلال الفرصة الحالية لدعم التعددية الحزبية.
فيما ثمن النائب أحمد مهنى، نائب رئيس حزب الحرية المصرى والأمين العام، اهتمام الرئيس عبد الفتاح السيسى بخلق حالة سياسية فى المجتمع واتساع أفق الحوار، خاصة بعد حديثه عن الحوار الوطنى وأهمية دوره فى إثراء الحياة السياسية ووجود نتائج ملموسة له على أرض الواقع خلال الانتخابات الرئاسية السابقة.
وأكد "مهنى"، فى تصريح لـ"اليوم السابع" أن مصر شهدت عصر جديد من تفعيل الديموقراطية الإيجابية التى تهدف لبناء الدولة والحفاظ على مقدراتها على المستوى العام، أما على المستوى الخاص فشهدنا تعددية حزبية وتيارات مختلفة اجتمعت واختلفت واتفقت ولم نرى سوى كل الحب للوطن من الجميع، وهذا الشأن أيضا كنا نفتقده كثيرا، ولكننا الآن نرى تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين، والحوار الوطنى وغيرهم من الآليات التى تجمع جميع الأحزاب باختلافاتها ولكن حب الوطن هو العامل والداعم المشترك بينهم.
وتابع أن الحزب بدأ بالفعل فى وضع خطط العمل للاستعداد للحوار الوطنى، وتحضير أجندة عمل وقضايا سوف يتم طرحها خلال المرحلة المقبلة، مشيرا إلى أن الحزب يسعى إلى التداخل فى جميع القضايا الشائكة ومحاولة إيجاد حلول واقعية لها من خلال الخبراء الموجودين فى عدة مجالات بداخله.
واشار عضو مجلس النواب، أن مصر شهدت حالة من الحراك السياسى نتمنى أن نراها دائما، فنحن أمام شعب عظيم يرى ويسمع ويستطيع أن يحكم، وأيضا أمام عالم مفتوح بالمعلومات والقضايا وهذا ما يحتم علينا العمل لإرساء الوعى السياسى لدى الجميع، موضحا أن الهيئة البرلمانية للحزب بدأت فى إعداد تحركاتها البرلمانية خلال الفترة المقبلة، وأهم ما سيتم طرحه خلال جلسات مجلس النواب.
بدوره اعتبر الدكتور هشام عنانى، رئيس حزب المستقلين الجدد، أن إعلان الرئيس عبد الفتاح السيسى استكمال جلسات الحوار الوطنى بفاعلية أكبر بمثابة دفعه جديدة للحياة السياسية والحزبية، منوها أن الرئيس أراد التأكيد على التحول الديمقراطى كحقيقه وخيار استراتيجى لا تراجع عنه بل ويجب البناء على ماتم فى جلسات الحوار والانتخابات الرئاسية والتى أذهلت العالم كله بحاله اصطفاف وتأييد شعبى منقطع النظير لقيادته.
وأكد فى تصريح لـ"اليوم السابع" أنه على الأحزاب استثمار حاله الاستنفار التى تعيشها كوادرها والإرادة السياسية الجادة فى دعم التحول الديمقراطى لصالحها، من خلال استغلال الحالة الجيدة التى ظهرت بها الأحزاب سواء فى الحوار الوطنى أو انتخابات الرئاسة، منوها أن هناك عملا كبيرا ينتظر الاحزاب على المستوى التنظيمى فكل حزب عليه تقييم أداء أفراده على اسس موضوعيه والنظر فى كيفيه تفعيل الهيكل التنظيمى لأداء الواجبات القادمة مع الحرص على زياده الانتشار وجذب كوادر جديده استعدادا للاستحقاقات الدستورية القادمة.
وأضاف أنه يجب النظر فيما تم مناقشته من قضايا فى الحوار الوطنى وعمل ورش عمل لإعادة دراسة باقى القضايا التى لم يتم مناقشتها فى ضوء المتغيرات الموجودة محليا وإقليميا، مؤكدا ضرورة الوضع فى الاعتبار مع الإشارة أكثر من مرة من الرئيس السيسى بأن التحول الديمقراطى والتعددية كخيار استراتيجى للدولة فى المرحلة الحالية والقادمة.
ويقول اللواء دكتور رضا فرحات نائب رئيس حزب المؤتمر وأستاذ العلوم السياسية، أن فترة ما بعد الانتخابات الرئاسية فرصة فريدة للأحزاب السياسية للاستفادة من الرغبة الحالية فى التحول الديمقراطى والدعم الحزبى من خلال التوافق مع تطلعات الشعب، وتعزيز أيديولوجياته وسياساته، وتعزيز هياكلها الداخلية والمساهمة فى التنمية الديمقراطية فى مصر، ومن ثم فعليها الاستفادة من الرغبة الحالية فى التحول الديمقراطى ودعم الأحزاب وتعزيز مكانتها فى المشهد السياسى ومن المتوقع أن يكون لذلك انعكاس على الاستحقاقات الدستورية المقبلة وهذا يمثل بيئة مثالية للأحزاب السياسية للتعامل مع الجمهور وتعزيز أيديولوجياتهم وسياساتهم ومن خلال الانحياز إلى تطلعات الشعب، يمكن للأحزاب أن تكتسب ثقته ودعمه.
وأشار فى تصريح لـ"اليوم السابع" إلى أن ذلك يمثل بيئة مثالية للأحزاب السياسية فالجميع يتفانى حبا فى الوطن فى ظل ما أبداه الرئيس عبد الفتاح السيسى من اهتمام بالأحزاب، مشيرا إلى أن المناخ السياسى الحالى فى مصر يتميز بتزايد الطلب على الدعم الحزبى حيث يبحث المواطنون عن كيانات سياسية منظمة يمكنها أن تمثل مصالحهم بشكل فعال وتعالج همومهم.
واعتبر أن ذلك يمثل فرصة للأحزاب لعرض قدراتها وإظهار التزامها بخدمة الشعب من خلال توفير حلول ملموسة للتحديات التى تواجه الوطن والتى يمكن للأحزاب أن تستغلها لجذب عدد كبير من الأعضاء وترسيخ نفسها كبدائل ذات مصداقية للحزب الحاكم ويمكن للأحزاب الاستفادة من الرغبة فى التحول الديمقراطى للدعوة إلى الإصلاحات السياسية والتغييرات المؤسسية من أجل نظام سياسى أكثر شمولاً وتشاركية.
ونوه أن الأحزاب يمكنها تعزيز هياكلها وعملياتها الداخلية ويشمل ذلك تعزيز الديمقراطية الداخلية، والشمولية، والشفافية من خلال إظهار التزامها بالمبادئ الديمقراطية داخل صفوفها، حيث تستطيع الأحزاب جذب الأفراد المتحمسين للقيم الديمقراطية والمستعدين للمساهمة بنشاط فى نمو الحزب ونجاحه.
وأوضح فرحات أن الرغبة فى التحول الديمقراطى خلقت هدفا مشتركا بين مختلف الكيانات السياسية من خلال التعاون مع الأحزاب ذات التفكير المماثل، حيث يمكن للأحزاب تجميع مواردها وخبراتها وقاعدة دعمها لإنشاء قوة سياسية أقوى وأكثر نفوذا وهذا يمكن أن يؤدى إلى زيادة الرؤية، وجاذبية أوسع، وفرصة أكبر للنجاح فى الانتخابات المقبلة.
وتابع قائلا "نحن أمام جمهورية جديدة استثنائية تتمثل فى الاحترام والمشاركة فى بناء الوطن والحفاظ عليه وهو ما يكشف المعدن النفيس للقيادة السياسية نحو الجمهورية الجديدة التى تحتضن جميع أبنائها وكافة الأطياف السياسية الوطنية سواء كانت أحزاب أو قوى سياسية وطنية التى استطاعت صنع الفارق فى المشهد السياسى خلال السنوات الأخيرة".