يستقبل السودانيون العام الجديد 2024 ، على أصوات المدافع فى السودان خلال المعارك الدائرة بين قوات الجيش السودانى وقوات الدعم السريع، والتى تفاقم كل ساعة من معاناتهم والانتهاكات التى يتعرضون لها فى ظل معركة سودانية ضارية بين طرفى السلطة.
وقبل ساعات من رحيل العام 2023، واصل الجيش قصف مواقع لميليشيا الدعم السريع شمال بحرى، بحسب ما أفادت به قناة القاهرة الإخبارية، ليرد الأخير يقصف قاعدة وادي سيدنا بأم درمان. وكشف مراسل القناة أن ميليشيا الدعم السريع تقتل 6 مواطنين عزل في مدينة عرب بولاية الجزيرة بالسودان.
وتحذر القوى السياسية من تفتيت السودان، فقد أكد معتز الفحل، الأمين العام السياسي للحزب الاتحادي الديمقراطي السوداني، أكد فيها أن هناك مؤامرة كبيرة على السودان وأهله وما يحدث من صراعات داخلية تؤثر على دول الجوار وتتطلب الوعي والتعامل مع مستوى خطير، مشددا على أن هناك محاولات لتفتيت الدولة السودانية.
وأشار معتز الفحل، خلال مداخلة هاتفية ببرنامج "التاسعة"، مع الاعلامي يوسف الحسيني، على القناة الأولى، إلى أن انتقال الدعم السريع إلى دارفور والخرطوم والجزيرة له تداعيات خطيرة وما يفعلوه أمر له تبعاته والنزوح وأثره سيلقي بأثره على الوضع الاقتصادي والأمن في مصر، مؤكدا أن حالة التوتر في السودان تلقى بظلالها على دول الجوار.
وتابع: مصر تسعى لدعم السودان وتماسك الدولة وهيبتها ومصر لها دور رائد من خلال سعيها الحثيث للوقوف بجانب السودان، ويجب وقف الحرب واحترام رغبة الشعب السودان والعودة للحوار"، موضحا أن هجوم الدعم السريع على مدني والجزيرة مؤامرة على الشعب السوداني وهذه القوات لا تلقى قبول لها وسط الشعب السوداني.
وفى منتصف أبريل 2023 اندلعت معارك بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع بعد أسابيع من التوتر بين الطرفين بسبب خلافات حول خطط لدمج الدعم السريع في الجيش، في الوقت الذي كانت الأطراف العسكرية والمدنية تضع اللمسات النهائية على عملية سياسية مدعومة دوليا.
وفى 18 ديسمبر سيطرت قوات الدعم السريع، على ودمدني عاصمة ولاية الجزيرة، وتمددت واستباحت مناطق واسعة خارج العاصمة الخرطوم وتتزايد حالات الاستنفار والتسليح الشعبي لمواجهتها فيما اتهم موالون للجيش الدعم السريع بارتكاب جرائم واسعة ضد المدنيين شملت النهب والاخفاء القسري والاعتقال، ورد الجيش بقصف مقار للدعم.
وتسبب انتقال الصراع إلى ولايتي الجزيرة وسنارفي فرار أعداد كبيرة من المدنيين بينهم نازحين سبق أن فروا من حرب الخرطوم وكانت تستضيفهم مدن وقرى الجزيرة.
أرقام المنظمات الدولة أيضا تحكى عن مأساة وقعت خلال الأشهر التسع الماضة، حيث أدت إلى نزوح 7.1 مليون شخص، بينهم 1.5 مليون لجأوا إلى البلدان المجاور، وفق ما أعلنت الأمم المتحدة، واصفة إياها بـ"أكبر أزمة نزوح في العالم".
كما أرغمت المعارك الأخيرة وسط البلاد 300 ألف شخص على الفرار، ومنذ اندلاع الحرب فر نحو 500 ألف نازح إلى ولاية الجزيرة، أغلبهم من العاصمة الخرطوم التي كانت مركزا للقتال، بحسب مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية.
وحدثت انتكاسة كبيرة للجهود الإنسانية فى بعض مناطق الجزيرة بحسب اعلان برنامج الأغذية العالمي، حيث تم وقف المساعدات الغذائية مؤقتا، وقال البرنامج التابع للأمم المتحدة إنه قدم المساعدة إلى 800 ألف شخص في الولاية، منهم العديد من الأسر التي فرت من القتال في الخرطوم.
ودمر الصراع في السودان البلاد وأدى إلى سقوط أكثر من 12 ألف قتيل حتى ديسمبر 2023 وفق حصيلة بالغة التحفظ لمنظمة "أكلد" المتخصصة في إحصاء ضحايا النزاعات.
وأجبر القتال في ود مدني العديد من منظمات الإغاثة، بما فيها اللجنة الدولية للصليب الأحمر، على إجلاء موظفيها من المدينة التي كانت مركزا للعمليات الإنسانية في البلاد.
فيما ذكرت منسّقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في السودان كليمنتين نكويتا سلامي في الوقت الحالي "يحتاج حوالي 24.7 ملايين شخص إلى مساعدات إنسانية"، أي نصف سكّان البلاد.
وقال المكتب الأممي إن مدينة ود مدني، التي تبعد نحو 100 كيلومتر جنوب شرقي الخرطوم، كانت قد استضافت أكثر من 86 ألف نازح.
فيما كبدت المعارك خزائن السودان خسائر هائلة لـ الاقتصاد السوداني قدرت بـ(15) مليار دولار بنهاية العام الحالي، وهو ما يُعادل 48% من الناتج المحلي الإجمالي، بحسب دراسة أجراها المعهد الدولي لبحوث السياسات الغذائية ونقلتها وسائل اعلام سودانية.