بإعلان إسرائيل، أنها ستغتال قيادات الفصائل الفلسطينية في الخارج، بمثابة انتقال من مرحلة الحرب البرية في غزة، إلى مرحلة جديدة من العمليات العسكرية، الذي تعد بمثابة صب النار على الزيت في الشرق الأوسط، فقد أعلن مسئولين في الموساد والشاباك سيطارد قيادات حركة حماس في الخارج، لتصفيتهم، ومن المعروف، أن لإسرائيل سلوك متكرر في استخدام عمليات الاغتيال ضد قيادات المقاومة والفصائل الفلسطينية.
وكشفت تقارير عبرية، عن أن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنامين نتنياهو، أصدر أوامره لهذه الأجهزة من أجل وضع خطط لاغتيال قادة حماس والجهاد الإسلامي، الذين يعيشون في الخارج، وتعيد هذه الخطط إلى الأذهان مجموعة من عمليات الاغتيال التي نفذتها المخابرات الإسرائيلية، لا سيما "الموساد"، ضد قادة فلسطينيين في بيروت خلال السبعينات من القرن الماضي.
وما أن فاتت أيام على ذلك الإعلان الإسرائيلي، قتلت المسيرات الإسرائيلية القيادي في حركة حماس، صالح العاروري، بغارة استهدفت سيارة في الضاحية الجنوبية بالعاصمة اللبنانية بيروت مساء الثلاثاء، لكن المدهش في الأمر أن عملية الاغتيال جاءت بعد ساعات من كلمة لرئيس الحركة إسماعيل هنية تحدث فيها عن أن كل قادة المقاومة بخير وفي أمان.
وانتهاكا للقوانين الدولية، نفذت المسيرة الإسرائيلية عملية اغتيال العاروري في العاصمة بيروت، مما دعا رئيس وزراء لبنان نجيب مقياتي، إصدار بيان ندد فيها بعملية الاغتيال واختراق سماء بلاده، قائلا: إن هذا الاستهداف جريمة إسرائيلية جديدة تهدف حكما إلى إدخال لبنان فى مرحلة جديدة من المواجهات والحروب، بعد الاعتداءات اليومية المستمرة فى الجنوب، والتى تؤدى إلى سقوط عدد كبير من الشهداء والجرحى".
ومن التوقع أن تؤدي هذه الجريمة الإسرائيلية على الأراضي اللبنانية، إلى عدة تطورات خطيرة في الحرب على غزة خاصة وعلى المنطقة بأثرة بشكل عام ومنها
أولا: الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة، ستزيد من إطلاق الصواريخ على تل أبيب والمناطق الحساسة خارج غلاف غزة، مثل مطار بن جوريون، وهذه ما حدث فور الإعلان عن استشهاد العاروري في لبنان، فقد أطلقت وابلا من الصواريخ على الجانب الإسرائيلي.
ثانيا: هذا الاستهداف، يورط لبنان إلى شبح الحرب الدائرة فى غزة، وهذا ما حظر من رئيس وزراء لبنان نجيب ميقاتي، حيث دعا قائلا: "نهيب بالدول المعنية ممارسة الضغط على إسرائيل لوقف استهدافاتها، كما نحذر من لجوء المستوى السياسى الإسرائيلى إلى تصدير اخفاقاته فى غزة نحو الحدود الجنوبية لفرض وقائع وقواعد اشتباك جديدة".
ثالثا: حزب الله سيزيد من عملياته العسكرية ضد قوات الاحتلال الإسرائيلية في المناطق الحدودية.
رابعا: فصائل المقاومة في العراق واليمن وسوريا ستزيد من استهداف القوات الأمريكية والدولية وقواعدها ردا على اغتيال العاروري، وهذه ما أكدت حركة أنصار الله الحوثي "الحوثيون"، أنها ستقف بجانب المقاومة في لبنان وفلسطين.
خامسا: من الممكن أن تدخل إيران على خط الحرب، بشكل رسمي، وفي أول رد فعل على الجريمة، أدانت وزارة الخارجية الإيرانية بشدة اغتيال القيادي في حماس صالح العاروري، قائلة إن "الكيان الصهيوني يتحمل مسؤولية تداعيات مغامرته الجديدة".
وأضافت الوزارة في بيان أن اغتيال العاروري جاء نتيجة الفشل الكبير لإسرائيل في مواجهة المقاومة بغزة.
وشددت على أن اغتيال العاروري واثنين من قادة القسام انتهاك لسيادة لبنان، ودعت الأمم المتحدة إلى رد عاجل ومؤثر.
سادسا: ستتخذ قيادات المقاومة في الخارج، عمليات تأمين أكثر مما هي عليه الآن، وخاصة بعد تنفيذ عملية اغتيال العاروري.
على الجانب الإسرائيلي، سيعلن نتنياهو، انتصارا جديدا باغتيال العاروري، نظرا لفشله في إطلاق سراح الرهائن في غزة بالعمليات العسكرية، وهذه ما هو دائر الآن في الأوساط الإسرائيلية، والتي تفيد بانتقال الحرب إلى ما يسمى بـ"اليوم التالي للحرب"، وتأكد ذلك بسحب إسرائيل العديد من القوات في قطاع غزة.
وفي أول رد فعل على ذلك، قال ديوان رئاسة الوزراء الإسرائيلية إن بنيامين نتنياهو طالب وزراء حكومته بعدم التعليق على اغتيال صالح العاروري نائب رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) مساء اليوم في بيروت.
وهذه ما أكدت الفصائل، اليوم الثلاثاء، واعتبرت أن "اغتيال العاروري يُثبت فشل العدوان في غزّة مما جعل العدو يبحث عن صورة نصر له وهذا لن يتحقق".
وقالت الفصائل في بيانٍ لها إنّ المقاومة الفلسطينية ستبقى مُشتعلة في كل مكان والرد يجب أن يكون من كل الأرض العربية والإسلامية، داعيةً جماهير الأمة العربية والشعب الفلسطيني في الضفة الغربية والقدس والداخل المحتل إلى إشعال الأرض تحت أقدام الاحتلال.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة