ناصرت الأسرة الدولية فى القلب منها دول القارة الأفريقية، دولة الصومال ورفضت بشكل صارم الانتهاكات الأثيوبية لأراضيها، بعد توقيع اتفاق مفاجئ مع زعيم أرض الصومال موسى بيهي عبدي يمنح إثيوبيا، لمدة 50 عاما منفذا على البحر الأحمر بطول 20 كيلومترا يضم خصوصا ميناء بربرة وقاعدة عسكرية، وذلك مقابل أن تعترف أديس أبابا رسميا بأرض الصومال جمهورية مستقلة.
وأرض الصومال أعلنت استقلالها عن مقديشو في 1991 في خطوة أحادية الجانب وإجراء لم تعترف به الأسرة الدولية، وعليه رفضت دول العالم الاتفاق المزعوم.
بدوره رحب الرئيس الصومالى حسن شيخ محمود، بمواقف البلدان الرافض ضد تدخلات إثيوبيا، وانتهاك سيادة الأراضي الصومالية، تعقيبا على مذكرة التفاهم للشراكة والتعاون الموقعة بين إثيوبيا وإقليم أرض الصومال الانفصالي في أديس أبابا.
وفى مقدمة تلك المواقف جاء الموقف المصرى الرسمى الرافض للاجراء الذى اتخذته أثيوبيا، ولعل ما جاء فى وكالة صونا الصومالية من ابراز للموقف المصرى المتمثل فى موقف القيادة المصرية مثال بارز على اتحاد الدول الافريقية ومساندة القاهرة لدول القارة السمراء ضد منهكي سيادة الدول والتزامها بالحفاظ على سلامة ووحدة أراضى القارة وانتزاع فتيل الأزمات، خير دليل على أن القاهرة لم تتوانى عن ادانة الأطماع وانتهاك سيادة الدول، على نحو ما جاء فى حديث الرئيس السيسي، خلال الاتصال، والتى أكد على موقف مصر الثابت بالوقوف بجانب الصومال ودعم أمنه واستقراره، بالإضافة إلى مناقشة العلاقات الثنائية بين مصر والصومال وسبل تطوير التعاون المشترك، واستمرار التنسيق وتعميقه في مختلف المجالات، بما يتفق والطبيعة التاريخية للعلاقات بين البلدين.
ولفتت الوكالة الصومالية إلى تأكيد مصر على ضرورة احترام أهداف القانون التأسيسي للاتحاد الإفريقي ومنها الدفاع عن سيادة الدول الأعضاء ووحدة أراضيها واستقلالها، ومبادئ الاتحاد التي تنص على ضرورة احترام الحدود القائمة عند نيل الاستقلال وعدم تدخل أي دولة عضو في الشئون الداخلية لدولة أخرى، مطالبة بإعلاء قيم ومبادئ التعاون والعمل المشترك من أجل تحقيق مصالح شعوب المنطقة، والامتناع عن الانخراط في إجراءات أحادية تزيد من حدة التوتر وتعرض مصالح دول المنطقة وأمنها القومي للمخاطر والتهديدات.
وكانت أكدت وزارة الخارجية أيضا على ضرورة الاحترام الكامل لوحدة وسيادة جمهورية الصومال الفيدرالية على كامل اراضيها، ومعارضتها لأية إجراءات من شأنها الافتئات على السيادة الصومالية، مشددةً على حق الصومال وشعبه دون غيره في الانتفاع بموارده.
وقدرت مصر خطورة تزايد التحركات والاجراءات والتصريحات الرسمية الصادرة عن دول في المنطقة وخارجها، التى تقوض من عوامل الاستقرار فى منطقة القرن الإفريقى، وتزيد من حدة التوترات بين دولها، في الوقت الذي تشهد فيه القارة الإفريقية زيادةً فى الصراعات والنزاعات التى تقتضى تكاتف الجهود من أجل احتوائها والتعامل مع تداعياتها، بدلاً من تأجيجها على نحو غير مسئول.
وشددت على ضرورة احترام أهداف القانون التأسيسي للاتحاد الإفريقي ومنها الدفاع عن سيادة الدول الأعضاء ووحدة أراضيها واستقلالها، ومبادئ الاتحاد التى تنص على ضرورة احترام الحدود القائمة عند نيل الإستقلال وعدم تدخل أي دولة عضو في الشئون الداخلية لدولة أخرى. وطالبت مصر بإعلاء قيم ومباديء التعاون والعمل المشترك من أجل تحقيق مصالح شعوب المنطقة، والامتناع عن الانخراط في إجراءات أحادية تزيد من حدة التوتر وتعرض مصالح دول المنطقة وأمنها القومى للمخاطر والتهديدات.
من جانبه أعرب رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقى موسى فقيه محمد، عن قلقه إزاء التوتر الناجم عن توقيع مذكرة تفاهم بين إثيوبيا وإقليم "أرض الصومال".
ودعا فقيه ، وفقا لوكالة ألأنباء الصومالية (صونا)- البلدين الالتزام بالهدوء والاحترام المتبادل وتجنب أي عمل من شأنه الإضرار بالعلاقات الطيبة بين جمهورية إثيوبيا وجمهورية الصومال، مشددا على ضرورة احترام الوحدة والسلامة الإقليمية والسيادة الكاملة لجميع الدول الأعضاء في الاتحاد الأفريقى، بما في ذلك الصومال وإثيوبيا، مؤكدا أهمية اتباع مبادئ حسن الجوار لتعزيز والحفاظ على السلام والأمن والاستقرار في منطقة القرن الإفريقي.
وجاءت المواقف الدولية متناغمة مع الموقف المصرى والعربي والأفريقى حيث شدّدت الولايات المتحدة الأربعاء على وجوب احترام سيادة الصومال بعد الاتفاق الذي وقّعته إثيوبيا مع منطقة أرض الصومال وحصلت بموجبه على منفذ بحري.
وتعليقا على هذه التطورات، قال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية ماثيو ميلر للصحافيين إن "الولايات المتحدة تعترف بسيادة جمهورية الصومال الفدرالية ووحدة أراضيها".
وأضاف ميلر "نحن ننضم إلى الشركاء الآخرين في التعبير عن قلقنا العميق إزاء تفاقم التوترات في القرن الإفريقي".وشدّد على "أننا نحضّ كل الأطراف المعنية على الانخراط في حوار دبلوماسي".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة