بات اللقاء الحاسم بين قادة طرفى النزاع فى السودان فى طور المجهول، وذلك بعد أن علق السودانيون آمالهم عليه فى إنهاء الحرب الدائرة منذ نحو 9 شهور، لاسيما بعد انتقادات وتلاسن بين قائد الجيش السودانى عبد الفتاح البرهان، وقائد الدعم السريع حميدتى، وسط تصاعد الاشتباكات فى مدنا مختلفة وتسليح المدنيين.
وفى وقت يواصل قائد الدعم السريع جولة شرق أفريقيا، استنكرت وزارة الخارجية السودانية ما تقوم به قوات الدعم السريع المتمردة وداعموها داخل وخارج إفريقيا منذ الأيام الماضية من حملة دعائية كاذبة لمحاولة إعادة تسويق قيادة تلك القوات المسؤولة عن أسوأ انتهاكات للقانون الإنسانى الدولى وقانون حقوق الإنسان فى القارة، منذ الإبادة الجماعية فى رواندا عام 1994.
وقالت الخارجية السودانية - فى بيان لها - أن الحملة القائمة التى اشتملت على الخداع والنفاق وزيارة قائد المليشيا لعدد من الدول الإفريقية وأحاديث منسوبة له عن استعداده لإقرار وقف إطلاق نار وبدء مفاوضات سلام، وتوقيع اتفاق مع مجموعة سياسية سودانية مؤيدة له أصلا من شأنها التمهيد لتقسيم البلاد.
وأوضحت الخارجية السودانية أن الحكومة تجدد التزامها بتحقيق السلام على نحو ما أكده رئيس مجلس السيادة الانتقالى بالسودان الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان من أنه يوجد بالفعل إطار قانونى وسياسى ملزم لمعالجة المسائل الإنسانية ووقف إطلاق النار وبدء عملية السلام، وهو إعلان جدة للمبادئ الإنسانية الموقع منذ 11 مايو2023، والذى كان من شأنه وضع نهاية مبكرة للأزمة إذا التزمت قوات الدعم بما وقعت عليه آنئذ، ولكنها لم تكتف فقط بالتنصل مما يلزمها به الإعلان من إخلاء الأعيان المدنية من مستشفيات وجامعات ومرافق عامة ودور عبادة وبيوت المواطنين العاديين، بل توسعت فى احتلال المزيد منها، وبالتالى فإن التزام الميليشيا بتنفيذ إعلان جدة وإخلاء مئات الآلاف من منازل المواطنين والأعيان المدنية التى تحتلها وتستخدمها مراكز عسكرية وإخلاء المدن والقرى هو شرط ضرورى لبدء محادثات جديدة معها لأنه الضمانة الوحيدة لتنفيذ ما يتم الاتفاق عليه.
وجددت الخارجية السودانية التوضيح بأن تنفيذ إعلان جدة وما أعقبه من التزامات وانسحاب الميليشيا من المدن وإخلاء ولاية الجزيرة هى مقدمات ضرورية تؤكد جدية الميليشيا فى التوصل لوقف إطلاق النار ومن ثم البدء فى عملية سلام شاملة.
ووسط الحالة الضبابية التى يعيشها السودان تسعى الحكومة لوضع رؤية اقتصادية للنهوض بالبلاد اقتصاديا، فقد ترأس وزير المالية والتخطيط الإقتصادى السودانى جبريل ابراهيم، الاجتماع الثانى للجنه إعداد رؤية اقتصادية لفترة ما بعد الحرب وإعادة الاعمار والتعويضات بحضور أعضاء اللجنة من الوزراء والفنيين والخبراء وفقا لوكالة الأنباء السودانية سونا.
واطلع الاجتماع على موقف الإعداد عبر محاور اللجنة المختلفة من رؤساء اللجان الفرعية كلٍّ على حده، كما تم الاستماع لمحور التجارب فى مجال إعادة الإعمار والتعويضات باستعراض تجارب بعض الدول المتقدمة والدول الإقليمية التى مرت بحروب ونزاعات شبيهة، حيث تم تناول منهجيات العمل، وتناول الاجتماع تجارب ألمانيا، المجر، جنوب أفريقيا، بولندا ورواندا وغيرها.
ويتوقع أن تخرج اللجنة باستراتيجية ورؤية اقتصادية واجتماعية متكاملة فى مجالات التعافى الإقتصادى والخدمات الأساسية للقطاعات الإنتاجية والشؤون الإنسانية والمصالحات الاجتماعية والعلاقات الاقتصادية الخارجية ومشروعات إعادة الاعمال والتعويضات بالإضافة إلى رؤية حول بناء الإنسان السودانى اجتماعياً وادارياً تربوياً وإعداده لمرحله ما بعد الحرب.
ميدانيا، أشارت تقارير إلى ميليشيا الدعم السريع تنسحب من الأحياء السكنية بمدينة "ود مدني" وسط السودان استعدادا للهجوم على ولاية سنار شرق البلاد.
وكانت نشبت اشتباكات بين الجيش السودانى وميليشيات الدعم السريع فى محيط قصر الجمهورى، وتصاعد أعمدة الدخان وسط العاصمة الخرطوم جراء القصف بين الجيش السودانى وميليشيا الدعم السريع.