شنت طائرات وبوارج وغواصات أمريكية وبريطانيا، غارات على اليمن شملت عدة محافظات فجر اليوم الجمعة، وكشفت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون)، أن واشنطن بالتنسيق مع حلفائها وبمشاركة القوات البريطانية استهدفت الحوثيين بعدة ضربات.
وقالت مصدر، في تصريحات خاصة لقناة "الحرة الأمريكية " اليوم الجمعة، إنه تم استهداف منصات حوثية لإطلاق الصواريخ والمسيرات.. موضحا أن الضربات ضد الحوثيين تتم بطائرات وسفن وغواصات.
وتعليقا على ذلك قال الرئيس الأمريكي، جو بايدن، إن الضربات التي استهدفت أهدافا حوثية في اليمن جاءت ردا على تهديد أمن الملاحة البحرية في البحر الأحمر وتمثل رسالة واضحة أننا لن نتسامح مع تهديد جنودنا أو الملاحة البحرية.
وأضاف الرئيس الأمريكي، في تصريحات صحفية أوردتها قناة "الحرة الأمريكية" اليوم الجمعة، أن واشنطن لن تتردد في اتخاذ أي إجراءات إضافية لحماية شعبها وحماية التجارة العالمية إذا دعت الضرورة، موضحا أن أكثر من 50 دولة مختلفة تضررت جراء 27 هجوما نفذه الحوثيون على السفن التجارية في البحر الأحمر وأكثر من 2000 سفينة اضطرت لتحويل اتجاهها بسبب الهجمات.
وقال إن الضربات الأخيرة على الحوثيين جاءت بعد تحركات دبلوماسية دولية لإدانة تهديد الملاحة في البحر الأحمر.
وبخصوص تعليق بريطانيا، فقال رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك، اليوم الجمعة، إن سلاح الجو الملكي البريطاني نفذ إلى جانب الولايات المتحدة، وبدعم غير عملياتي من 3 دول، ضربات ضد الحوثيين في اليمن، بحسب وكالة "رويترز".
وأضاف سوناك، أن البحرية الملكية ستواصل دورياتها في البحر الأحمر، ضمن العملية متعددة الجنسيات (حارس الازدهار) لردع المزيد من العدوان الحوثي، وأن المملكة المتحدة ستدافع دومًا عن حرية الملاحة وتدفق التجارة.
من جانبه أكد وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن أن الهدف من الضربات العسكرية المشتركة ضد أهداف عسكرية يسيطر عليها الحوثيون في اليمن تهدف إلى تعطيل وإضعاف قدرات الحوثيين لتعريض البحارة للخطر وتهديد التجارة العالمية في أحد الممرات المائية الأكثر أهمية في العالم.
وقال أوستن - في بيان نشرته وزارة الدفاع الأمريكية البنتاجون عبر موقعها الإلكتروني، اليوم الجمعة، إنه في ضوء هجمات الحوثيين غير القانونية والخطيرة والمزعزعة للاستقرار المدعومة من إيران ضد السفن الأمريكية والدولية والسفن التجارية من العديد من البلدان التي تعبر البحر الأحمر بشكل قانوني، شنت جيوش الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، بدعم من أستراليا والبحرين وكندا وهولندا، ضربات ضد أهداف عسكرية في المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون في اليمن.
وأضاف أن إجراء التحالف يبعث برسالة واضحة إلى الحوثيين مفادها أنهم سيتحملون المزيد من التكاليف إذا لم ينهوا هجماتهم غير القانونية، موضحا أن ضربات استهدفت مواقع مرتبطة بالطائرات بدون طيار التابعة للحوثيين والصواريخ الباليستية وصواريخ كروز وقدرات الرادار الساحلي والمراقبة الجوية.
وأكد وزير الدفاع الأمريكي أن بلاده تحتفظ بحقها في الدفاع عن النفس، وإذا لزم الأمر، ستتخذ المزيد من الإجراءات لحماية القوات الأمريكية .. مشيرا إلى أنه منذ 19 نوفمبر، شن الحوثيون أكثر من عشرين هجوما على السفن، بما في ذلك السفن التجارية، ما خلق تحديا دوليا يتطلب عملا جماعيا.
وتابع قائلا "واليوم، أظهر تحالف من الدول الملتزمة بدعم النظام الدولي القائم على القواعد التزامنا المشترك بالدفاع عن السفن الأمريكية والدولية والسفن التجارية التي تمارس الحقوق والحريات الملاحية من الهجمات غير القانونية وغير المبررة".
وأضاف "لن نتردد في الدفاع عن قواتنا، والاقتصاد العالمي، والتدفق الحر للتجارة المشروعة في أحد الممرات المائية الحيوية في العالم".
في السياق ذاته، أكد وزير الدفاع الأسترالى ريتشارد مارليس، اليوم الجمعة، أن بلاده قدمت دعما بالأفراد للولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة خلال ضرباتهما المشتركة التى تم توجيهها ضد أهداف للحوثيين فى اليمن، وذلك فى مقر العمليات.
وأضاف مارليس - في تصريحات نقلتها قناة "سي إن إن" الأمريكية - أن الضربات تهدف إلى الحفاظ على حرية الملاحة في أعالي البحار، وأيضا الحفاظ على التجارة العالمية والتي تعد من الأمور الأساسية لمصلحة استراليا الوطنية.. مشيرا إلى أن كانبيرا ستواصل دعم أي إجراءات تؤيد النظام العالمي القائم على القواعد.
الحوثيون يتوعدون بالرد على أمريكا وبريطانيا
وعن ردود الأفعال، أكد نائب وزير الخارجية في جماعة الحوثي، حسين العزي، أنّ على الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا الاستعداد من أجل دفع الثمن باهظاً، وتحمّل العواقب الوخيمة كافةً لعدوانهما السافر على اليمن.
وقال العزي في منشور له على منصة "اكس": تعرضت العاصمة صنعاء وعدة محافظات، ليل الخميس الجمعة، لعدوان أمريكي بريطاني.
وأضاف: سيتعين على أمريكا وبريطانيا الاستعداد لدفع الثمن باهظا وتحمل كافة العواقب الوخيمة لهذا العدوان السافر.
ردود دولية على الغارات ضد اليمن
من جانبها قالت وكالة الأنباء السعودية، إن "المملكة العربية السعودية تتابع بقلق بالغ العمليات العسكرية التي تشهدها منطقة البحر الأحمر والغارات الجوية التي تعرضت لها عدد من المواقع في الجمهورية اليمنية."
وأضافت: "إذ تؤكد المملكة على أهمية المحافظة على أمن واستقرار منطقة البحر الأحمر التي تعد حرية الملاحة فيها مطلباً دولياً لمساسها بمصالح العالم أجمع، لتدعو إلى ضبط النفس وتجنب التصعيد في ظل ما تشهده المنطقة من أحداث."
ودعت الصين وروسيا والأردن الجميع إلى ضرورة ضبط النفس، واعتبرتها بعض العواصم أن الغارات بمثابة "حرب جديدة" يشهدها العالم، فيما قالت قناة القاهرة الإخبارية، إن العاصمة الأمريكية واشنطن، شهدت اليوم الجمعة، تظاهرات أمام البيت الأبيض نظمها عدد من المحتجين على الضربات التي شنها الجيش الأمريكي على عدة مواقع في اليمن.
وذكرت وسائل إعلام أمريكية، أنَّ المحتجين طالبوا بوقف القصف الذي تقوده الولايات المتحدة على اليمن، وهتفوا "ارفعوا أيديكم عن اليمن"، فيما أظهرت فيديوهات متداولة المحتجين وهم يهتفون أيضًا بتحرير فلسطين ويرفعون أعلامًا فلسطينية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة