لا تزال الإكوادور غارقة في أجواء من التوتر الشديد وسط الأزمة الأمنية وعنف وحالة من الفوضى لليوم الرابع على التوالي، وكانت آخر ما يعكس موجة العنف التي تواجه البلاد في الوقت الحالي رغم إعلان حالة الطوارئ، هجوم إرهابى على ملهى ليلي، أدى إلى مصرع شخصين وإصابة 9 آخرين، في موجة غير مسبوقة من العنف.
الاكوادور 1
وقالت شرطة الإكوادور عبر شبكة "أكس" للتواصل الاجتماعي: "سجل انفجار في ملهى ليلي في مقاطعة أوريانا، والمعلومات الأولية تشير إلى وفاة شخصين وإصابة 9 آخرين بحروق، إضافة إلى وقوع أضرار بالممتلكات".
وأكدت الشرطة أن الهجوم الذى أدى إلى انفجار في المكان وحرائق، كان متعمدا وصنفته عملا إرهابيا، وقال خايمي فيلا، رئيس القيادة المشتركة للقوات المسلحة: "أطلب منكم أن تتحلوا بالإيمان والثقة في قواتكم المسلحة
وظهر الرئيس الإكوادورى دانييل نوبوا، مجددا بعد استلامه رسالة من قبل المجرم الهارب ، وأكد أن "لن نتفاوض مع إرهابيين" وسيتم التحرك ضدهم"، حيث أنه علم بطلب الحصول على ضمانات للاستسلام من قبل "فيتو" والذى كان السبب في إشعال الفوضى في البلاد.
الاكوادور
وأشارت الصحيفة إلى أن الجنود ورجال الشرطة أصبحوا يتجولون في مركبة مدرعة بدورية في المركز التاريخي للمدينة في أعقاب اندلاع أعمال عنف بعد يوم من إعلان رئيس الإكوادور، دانييل نوبوا، حالة الطوارئ لمدة 60 يومًا بعد اختفاء أدولفو ماسياس، زعيم العصابة الإجرامية. حيث كان يقضي حكمًا بالسجن لمدة 34 عامًا، في كيتو.
وفى السياق ذاته، أكدت خدمة الرعاية الشاملة، الجهة المسئولة عن سجون الإكوادور، أن 178 شخصا هو رهائن لدى جماعات إجرامية في 7 سجون في البلاد، وذلك في 4 أيام من بدء أعمال الشغب في الإكوادور، وعلى الرغم من استمرار العمليات والبروتوكولات الأمنية لإطلاق سراح المعتقلين إلا أن قوات إنفاذ القانون لم تتمكن بعد من دخول السجون.
وأشارت صحيفة "انفوباى" الأرجنتينية، إلى أن رابطة موظفي هيئة أمن السجون والمراقبة في الإكوادور قدمت دعوى قانونية ورفضت استمرار اختطاف العاملين في السجون الذين تم احتجازهم كرهائن في السجون، وتقع السجون التي يتم فيها احتجاز الرهائن في مقاطعات إل أورو، وكوتوباكسي، ولوجا، وأزواي، وتونغوراهوا، وكانيار، وإزميرالداس.
وأبلغت سلطات الشرطة في لوخا الصحافة المحلية، أن هناك 16 عامل أمنى للسجون أصبحوا محتجزين في سجن تلك المدينة منذ يوم الثلاثاء، وأفادت مصلحة السجون أيضًا أنه وقعت حوادث في سجن إل أورو بسبب السجناء : "جنبًا إلى جنب مع الشرطة الوطنية، نعمل على استعادة النظام".
زعيم عصابة فى الإكوادور
ومنذ الأحد الماضى، أظهرت العصابات الإجرامية وعصابات تهريب المخدرات العديدة قوتها ردًا على خطط الرئيس دانييل نوبوا لإخضاعهم بقبضة حديدية، وتم احتجاز أكثر من 100 من رجال الشرطة وموظفى السجون من قبل السجناء والاعتداء على الصحفيين، من خلال الهجوم على احدى القنوات التليفزيونية وهجمات لا حصر لها على الجماعات المسلحة التى خلفت 14 قتيلا.
وقال الرئيس دانييل نوبوا لراديو كانيلا بعد إعلان البلاد فى "صراع داخلي مسلح.. نحن في حالة حرب ولا يمكننا الاستسلام لهذه الجماعات الإرهابية".
ويحرس عشرات الجنود المقر الرئاسي في وسط كيتو، بينما في الشمال، أصبح متنزه لا كارولينا، وهو أحد أكبر المتنزهات في المدينة التي يبلغ عدد سكانها حوالي ثلاثة ملايين نسمة، خاليا من الرياضيين المعتادين.
وهرب فيتو من أحد سجون مدينة ريوبامبا، حيث كان محتجزا الأسبوع الماضي بعد اعتقاله، لكنه أكد في مقطع فيديو أن هروبه جاء بسبب الخوف من القتل داخل السجن، وقال "أريد أن أستسلم، سيدي الرئيس، لقد هربت لأنهم قالوا لي إنهم سيقتلونني، حياتي في خطر، وليس لأي سبب آخر، افهم، سيدي الرئيس، أنت تضمن حياتي، أنه لن يحدث شيء أن يحدث لي وأنا أستسلم سيدي الرئيس".
فوضى فى الاكوادور
أعلنت حكومة بيرو حالة الطوارئ في خمس مقاطعات في شمال البلاد بهدف تعزيز الأمن في مواجهة موجة العنف التي أطلقتها المنظمات الإجرامية فى الإكوادور، حيث تستمر الطوارئ في البلاد 60 يوما ويتم تطبيقه في 5 مقاطعات تومبيس وبيورا وكاخاماركا وأمازوناس ولوريتو.
واستند اختيار هذه المناطق لإعلان حالة الطوارئ إلى تقرير صادر عن الشرطة الوطنية في بيرو يشير إلى "زيادة انعدام الأمن لدى المواطنين وارتكاب جرائم مثل الاتجار غير المشروع بالمخدرات، والاتجار بالبشر، والتعدين غير القانوني، في المناطق الحدودية مع الإكوادور.
وفي الوقت نفسه، حددت القوات المسلحة البيروفية أمس الخميس "النقاط الحرجة" على الحدود مع الإكوادور لتعزيز إجراءات المراقبة، وبهذا المعنى، أشار وزير الدفاع خورخي شافيز إلى أنهم، بناءً على طلب الشرطة الوطنية، "يوفرون الدعم بالأفراد والوسائل والوحدات اللوجستية" اللازمة في المنطقة.
وأعلن رئيس الإكوادور دانييل نوبوا "حالة الطوارئ" ووجود "صراع داخلي مسلح" في البلاد بسبب تصاعد أعمال العنف في الشوارع والسجون في جميع أنحاء الإقليم عقب هروب أدولفو الملقب بـ "فيتو" زعيم عصابة مسلحة من أحد سجون مدينة خواياكيل.
40 دولة تقدم الدعم للإكوادور في مكافحة العنف
وكشف الرئيس في مقابلة مع إذاعة "إف إم موندو" قائلاً: "إننا نعمل مع أكثر من 38 دولة ستقدم مساعدات دولية. وقد قبلنا دعم الأرجنتين والولايات المتحدة". وأشار الرئيس إلى أن هذا "ليس الوقت المناسب لقول لا بسبب الغرور والتكبر ، فالحقيقة نحن بحاجة إلى دعم عسكري من حيث الأفراد والجنود، فضلا عن المساعدة في مجال الاستخبارات والمدفعية والمعدات".
طوارئ فى الاكوادور
وأكد نوبوا، أن بلاده تعيش حالة حرب بعد أعمال العنف التي نفذتها عصابات الجريمة المنظمة والتي دفعته إلى إعلان صراع داخلي مسلح، وتوقع أنه لا ينوي التفاوض أو الاستسلام لهذه الجماعات.
وقال نوبوا في أول تدخل علني له منذ اندلاع أزمة انعدام الأمن هذه "نحن في حالة حرب ولا يمكننا الاستسلام لهؤلاء الإرهابيين".