شاركت الدكتورة ياسمين فراج الأستاذة بأكاديمية الفنون في مهرجان المسرح العربي في دورته الرابعة عشرة بالمحور الفكري من خلال بحث تحت عنوان: "تجليات المسرح الغنائي والمسرح الراقص.. الاتصال والانفصال العضوي"، وتهدف من هذه الدراسة إلى التوصل لخصائص المسرح الغنائي والمسرح الراقص.
قالت ياسمين فراج في بحثها: مع ظهور فن الأوبرا في القرن السادس عشر تأكد الاستخدام المميز للصوت بجانب اللغة المنطوقة ومنذً ذلك الوقت توالىَ ظهور أشكال متنوعة من المسرح الموسيقي المعتمد على الغناء بدلاً من اللغة المنطوقة، وعلى سطوة الموسيقى وتأثيرها على المستمعين، وأهم مايميز فن الأوبرا عن بقية صيغ المسرح الغنائي أنه عمل موسيقي غنائي بمصاحبة الأوركسترا والكورس، والمغنيين المنفردين ، ويتم الآداء التمثيلي فيه غناءً من بدايته إلى نهايته ولا يتخلله أي حوار غيرملحن ، ويُكتب نصه الدرامي شعرياً ويصطلح عليه في أوروبا ب(الليبرتو) . وتتضمن الأوبرات رقصات باليه ورقصات شعبية بحسب الحاجة الدرامية لنوع الرقصات.
قامت الباحثة من خلال الدراسة بتعريف الأوبريت (Oprette)، وتاريخ ظهوره، وأبرز عناصره،وكشفت خلال البحث عن ميلاده الأوبريت العربي في نهايات القرن التاسع عشر على يد (أحمد أبو خليل القباني) وقدمه في دمشق بسوريا وكانت باكورة أوبريتاته بعنوان " ناكر الجميل" الذي ألفه شعراً ووضع له موسيقى من ألحان عربية وأوروبية معروفة وأنتجه وأخرجه ، وبعد قدومه إلى مصر قدَمَ في الأسكندرية خمس وثلاثين مسرحية غنائية ، كانت موضوعاتها غالباً من القَصص العربي القديم ( عنترة ، قيس وليلى، وألف ليلة وليلة) بالإضافة إلى نصوص أجنبية مُعربة. واستمر في تقديم عروضه المسرحية الغنائية مدة سبعة عشرعاماً ، وقد تَخَرَجَ من مسرحهِ العديد من الفنانين الذين أكملوا مسيرته في تقديم الأوبريت والمسرح الغنائي من أبرزهم اسكندر فرح.
وأضافت: خلال النصف الأول من العشرين أسست فرق مصرية قدمت فن الأوبريت المصري ومن أبرز هذه الفرق : فرقة الشيخ سلامة حجازي ، فرقة السيد درويش ، فرقة منيرة المهدية ، فرقة ملك، وفي النصف الثاني من القرن العشرين تأسست فرقة الأخوان رحباني المسرحية في لبنان وقدمت تسعة عشر أوبريت في الفترة مابين (1960 – 1982) معظمهم كانت بطلتها المطربة اللبنانية فيروز، بينما شهدت مصر خلال النصف الثاني من ذات القرن تقديم العديد من الأوبريتات على مسرح البالون التابع لوزارة الثقافة المصرية التي إعتمدت على موضوعات درامية مستوحاة من الأدب والأساطير الشعبية وأخرى لكتاب مصريين مثل : ياليل ياعين ، البيرق النبوي ، حمدان وبهانة ، مهر العروسة، الشاطر حسن ، هدية العمر ، وداد الغازية ، الحرافيش ، ملك الشحاتين ، وغيرهم.
وخلال البحث تطرقت د. ياسمين فراج لفكرة إرتباط الأوبرا والباليه، وأكدت أن المسرح والغناء والموسيقى والرقص كانوا يتضافرون في أعمال واحدة منذً القرن السادس عشرفي أوروبا، ما تطرقت لتعريف المسرح الراقص، والرقص الحديث، وكان للنساء الفضل في ميلاده وأبرزهن الراقصتين : إيزادورا دانكن ، ومارثا جراهام وكلتاهما من الولايات المتحدة الأمريكية.
وأضافت في البحث: بالنظر إلى المنطقة العربية نجد أن مصر كانت من أوائل الدول التي أسست فرقة للرقص الحديث عام 1993 تبعت دارالأوبرا بوزارة الثقافة المصرية ، وعُهد بإدارتها لمصمم الرقصات اللبناني وليد عوني ، قدمت هذه الفرقة مايزيد عن ثلاثين عرض راقص حديث ، وتخرج منها راقصيين وراقصات ومصممي عروض الرقص الحديث من أبرزهم كريمة بدير.
ولخصت د. ياسمين فراج في هذه الدراسة خصائص المسرح الغنائي ، وجاءت في أثنى عشر خاصية من أهمهم أن الكثير من عروض الأوبرات العالمية والمسرح الغنائي العربي ظهرت فيها عناصر الموسيقى الشعبية من خلال المقامات، الإيقاعات، القوالب الغنائية، التيمات الشعبية الغنائية، وقالت أن المسرح الغنائي يستوعب جميع أنواع الغناء : الشعبي (Folk) ، الأوبرالي ، الجماهيري المعاصر (pop) ، الراب ، وغيرها من أنواع الغناء المحلية والعالمية .
وقدمت في البحث أيضا خصائص المسرح الراقص ، وجاءت في احدى عشر خاصية من أهمهم أنه يعتمد على راقصين وراقصات فقط، والنص الدرامي عبارة عن لوحات راقصة تُعبرعن تسلسل لمضمون درامي أو لوحات راقصة تعبر عن فكرة واحدة (القمع ، التطرف ، الغربة ، الوحدة ---- وغيرها من الأفكار) بآداءات حركية متنوعة، كما تناولت عناصر الإتصال بين المسرح الغنائي والمسرح الراقص، وعناصر الإنفصال أيضا، وقدمت في نهاية الدراسة نماذج وأمثلة كثيرة .