محكمة استئناف الإسكندرية والمعروفة قديما "بسراى الحقانية" تعتبر أقدم محكمة فى مصر حيث تم بناؤها عام 1869 فى عصر الخديوى إسماعيل، وتم الانتهاء من بنائها وافتتاحها عام 1875.
بنيت المحكمة على الطراز الإيطالى من مبنى مستطيل مكون من خمسة طوابق وبدروم متباينة الارتفاعات، ومواد البناء هى الحجر الجيرى والطوب الأحمر واستخدام كمرات حديد وبراطيم خشبية فى الأسقف.، وعقدت أول محاكمة بها عام 1876، وجددت فى عهد الخديوى توفيق 1886 وجددت مرة أخرى فى عهد الملك فاروق الأول 1938، وشهدت قاعات المحكمة أشهر القضايا مثل حادثة دنشواى وقضيتى ريا وسكينة وسفاح "كرموز" الإسكندرية، وهى مسجلة كأثر بالقرار رقم 196 لسنة 2001.
ويُعتبر متحف محكمة الحقانية بالإسكندرية من أهم المتاحف التى يتضمن مقتنيات أثرية وكتبا تاريخية وسجلات تتضمن أحكام القضاة، ويضم المتحف مقتنيات أثرية وكتب تاريخية وسجلات تتضمن أحكام قضاة المحاكم المختلطة منذ عام 1876 حتى عام 1950 مكتوبة بخط يد القضاة الفرنسيين وموقعة منهم بتوقيعات حية بواقع 904 سجل أحكام، مع وجود عدد 1300 خريطة لعموم مساحة جمهورية مصر العربية، فضلا عن 5400 كتاب ومجموعات قانونية فرنسية وبلغات أخرى نادرة منذ عام 1820، بالإضافة إلى مقتنيات وقطع أثرية ترجع لعهد المحاكم المختلطة فى مصر.
كما يضم يضم مقتنيات وزارة العدل فى أشهر القضايا منها قضية ريا وسكينه وصور نادرة ومحاضر ومستندات أصلية لاشهر القضايا فى التاريخ والتى كانت متواجدة فى مبنى سرايا الحقانية القديمة، أقدم محكمة شهدت أكبر المحاكمات فى التاريخ وحرصت وزارة العدل الحفاظ على هذه المقتنيات النادرة ووضعها فى متحف وحمايتها.