نشرت الاستخبارات البريطانية، صوراً تظهر لأول مرة للكمبيوتر المعروف باسم "كولوساس"، وهو كمبيوتر سري يعترض الأكواد، وكان له دور كبير في انتصار بريطانيا وحلفائها في الحرب العالمية الثانية.
وفقا لصحيفة التليجراف، نشرت الاستخبارات البريطانية الصور احتفالاً بالذكرى الثمانين لابتكار الكومبيوتر، إذ أشارت إلى أنها "تلقي الضوء" على منشأ وعمل كولوساس، والذي يُصنفه كثيرون على أنه أول كمبيوتر رقمي على الإطلاق ، وكان وجوده سريا حتى بداية الألفينات.
كولوساس
كولوساس 1
كولوساس 2
وقالت مديرة الاستخبارات البريطانية، آن كيرست باتلر، إن الصور تعد تذكيراً " بالإبداع والابتكار" المطلوبين لإنقاذ البلاد، وأضافت أن"الابتكارات التقنية كانت دوماً قلب العمل في الاستخبارات"، معتبرة أن كولوساس مثال رائع لكيفية قيام بريطانيا بالبقاء في صدارة التقنيات الحديثة حتي لو لم تستطع الحديث عن ذلك.
بدأ أول كولوساس عمله في لندن، بداية عام 1944، وبنهاية الحرب كانت هناك 10 نسخ عاملة تساعد في فك شيفرة الرسائل التي كان يتعامل بها النظام الألماني ويحتوي على نحو 2500 صمام، ويرتفع عن الأرض نحو مترين، وكان يتطلب وجود فريق من المعالجين والتقنيين المختصين لتشغيله وصيانته.
كما تم الكشف عن طريقة عمله للمرة الأولى، بالإضافة إلى عرض خطاب يوضح "تعليمات ألمانية ذات أهمية كبيرة" تم اعتراضها بواسطة كولوساس، وتسجيل صوتي لصوت الجهاز أثناء تشغيله، ومع نهاية الحرب العالمية الثانية، وصل إجمالي الشيفرات التي استطاع فكها إلى أكثر من 63 مليون حرف من الرسائل الألمانية، وتمت معالجتها من قبل 550 شخصاً من العاملين عليه، ويعتقد المؤرخون أن كولوساس ساهم في تقصير زمن الحرب، وقلل أعداد الضحايا.
ورغم تأثيره الكبير إلا أن العاملين عليه أقسموا بإبقاء وجوده سراً، وهو ما يفسر بقاءه بعيداً عن الأضواء نحو 6 عقود وبعد الحرب تم تدمير 8 أجهزة من بين الأجهزة العشرة التي كانت تعمل.
وتمت مطالبة المهندس الذي صمم كولوساس، تومي فلاورز، بتسليم جميع التصميمات، والرسوم الهندسية، لوحدة الهندسة التابعة للاستخبارات، كما نجحت الجهود في إبعاد الحاسوب عن الأنظار وإبقاءه سراً، لدرجة أن المهندس تيم مارشال، الذي عمل ضمن فريق كولوساس خلال الستينيات، قال إنه لا يدري شيئاً عن طبيعة عمله التي كان يقوم بها خلال الحرب العالمية الثانية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة