تستمر الإكوادور في حالة من عدم الاستقرار والفوضى بسبب العنف الذى تواجهه منذ أكثر من أسبوع، والتي أطلق عليها "حرب فيتو"، حيث إنها بدأت منذ هروب أدولفو ماسياس الملقب بـ"فيتو"، زعيم عصابة لوس تشونيروس وهى عصابة إجرامية يُزعم أنها مرتبطة بتهريب المخدرات، وبعد ذلك أعلن الرئيس الإكوادورى دانييل نوبوا حالة الطوارئ للسيطرة على الصراع المسلح الداخلى فى البلاد.
وقالت صحيفة "بيرفل" الإسبانية إن الإكوادور تشهد وضعا مأساويا، حيث تعانى من سلسلة من الهجمات التى شنتها عصابة المخدرات والتى أدت فى نهاية الأمر إلى مقتل المدعى العام لمكافحة المافيا سيزار سواريز، وأصبحت ديانا سالازار أول امرأة سوداء تترأس منصب المدعية العام في الإكوادور.
ورغم حالة الطوارئ الذى أعلنها الرئيس الإكوادورى لمدة 60 يوما، وانتشار القوات المسلحة وعدد من رجال الأمن التابعين للشرطة، إلا أن العصابات الإجرامية تمكنت من اغتيال المدعى العام سيزار سواريز، وذلك بسبب التحقيق فى الاستيلاء على قناة تليفزيونية محلية 9 يناير، وكانت ديانا سالازار توقعت في ديسمبر الماضى أن الإكوادور ستتعرض لهجمات من قبل عصابات المخدرات، وقالت "فلتستعد البلاد".
وأكدت سالازار بعد مقتل المدعى العام: "جماعات الجريمة المنظمة والمجرمون والإرهابيون لن توقف التزامنا تجاه المجتمع الإكوادورى".
واتُهم القضاة والسياسيون والمدعون العامون وضباط الشرطة ومدير سابق لسلطة السجون والعديد من الأعضاء الآخرين ذوي المستويات العالية فى السلطة بإفادة المنظمات الإجرامية مقابل المال والذهب والخدمات الجنسية والشقق والكماليات.
وبقبضة من حديد، كشفت أول امرأة سوداء تصل إلى منصب رئيس مكتب المدعى العام، المؤامرة بعد التدقيق في آلاف الدردشات وسجلات المكالمات من هاتف رئيس مخيف قُتل في السجن في أكتوبر 2022 في أعمال شغب.
ومنذ ذلك الحين ظهرت سالازار في عدد قليل من المناسبات العامة وهي ترتدي سترة مضادة للرصاص وتتمتع بحماية نظام أمني قوي، وقالت بتحد خلال جلسة استماع، عندما طلبت سجن ثمانية مشتبه بهم جدد: "الآن، تعال واقتلني".
السلطات تحاول السيطرة
وفى محاولة لاستعادة السيطرة على البلاد، اعتقلت السلطات فى الإكوادور أكثر من 1300 شخص؛ في إطار مساعيها الرامية لمكافحة أنشطة العصابات الإجرامية.
وذكر مكتب الرئاسة الإكوادورية، الاثنين الماضى أن من بين المعتقلين 143 شخصا يواجهون اتهامات تتعلق بالإرهاب، حسبما قالت صحيفة "إنفوباى" الأرجنتينية.
وكانت الإكوادور قد أعلنت تفكيك 32 عصابة إجرامية على الأقل - خلال الأيام القليلة الماضية - ومصادرة نحو ألف من الأسلحة النارية والمتفجرات.. كما شهدت البلاد تصاعدا حادا في أعمال العنف خلال الأيام القليلة الماضية، لاسيما بعد اقتحام محطة تليفزيون على الهواء، واحتجاز العشرات من موظفي السجون رهائن واختطاف أفراد من الشرطة.
وتمكنت الإكوادور من السيطرة على سلسلة أعمال الشغب فى 7 سجون وقمعها والتي بدأت بالتزامن مع موجة العنف الإجرامي التي شهدها هذا الأسبوع، وحررت أكثر من 150 رهينة كانوا محتجزين لدى السجناء، باستثناء حارس السجن الذي يُزعم أنه توفي في تبادل لإطلاق النار.
وأكد رئيس الإكوادور دانييل نوبوا إطلاق سراح جميع الرهائن الذين كانوا محتجزين فى سجون مدن الإكوادور منذ بداية الأسبوع، وهذه السجون هى: إزميرالداس ولاتاكونجا وأمباتو وكوينكا وأزوجيس ولوجا وماتشالا.
من هو فيتو سبب اشتعال الحرب فى البلاد؟
فيتو هو الزعيم المزعوم للجماعة الإجرامية لوس تشونيروس، وهى عصابة مخدرات إكوادورية، وقبل هروبه فى عام 2013، تم القبض على فيتو فى عام 2011 وحكم عليه بالسجن لمدة 34 عاما "لسلسلة من الجرائم، بما فى ذلك جرائم القتل والاعتداء"، حسبما قالت صحيفة التيمبو التشيلية.
بعد يوم واحد من الإبلاغ عن هروب فيتو، أصدر نوبوا مرسومًا بحالة الطوارئ، بسبب وجود حالة من الفوضى والاضطرابات الخطيرة فى الإكوادور.
وفى اليوم الأول من حالة الطوارئ، الثلاثاء الماضى، ظلت حالة انعدام الأمن كامنة فى الإكوادور، حيث تم الإبلاغ عن انفجارات واختطاف ضباط شرطة وحوادث فى عدة سجون فى البلاد والاستيلاء على قناة TC Televisión فى خواياكيل.
وفى 11 فبراير 2013، هرب فيتو مع 17 سجينًا آخرين من سجن شديد الحراسة يُدعى لاروكا، وتم القبض عليه مرة أخرى فى 26 مايو من ذلك العام، وأصدرت الحكومة الإكوادورية معلومات فيتو الشخصية لجمع البيانات وهذه بعض منها، بحسب ملف وزارة الداخلية الصادر فى إبريل 2013: اسمه : خوسيه أدولفو ماسياس فيلامار، واسمه المستعار فيتو، وولد فى 30 سبتمبر 1979.
وعاد سجن لا روكا وفيتو شديد الحراسة إلى الأضواء بعد 10 سنوات، فى أغسطس 2023، عندما تم نقله إلى ذلك السجن "كإجراء أمني". ومع ذلك، فى سبتمبر، أمر أحد القضاة بنقله من لا روكا، فى خواياكيل، إلى السجن الإقليمى فى نفس المدينة، وهو الأمر الذى وصفته حكومة الإكوادور بأنه "مشين".