يشهد معرض القاهرة الدولى للكتاب فى دورته الجديدة ثلاثة إصدارات جديدة تحمل توقيع الكاتب الكبير محمد سلماوى، أولها رواية "أوديب فى الطائرة" الصادرة عن دار "الكرمة"، وهى أحدث أبداعات سلماوى الأدبية، ويعالج فيها قصة سقوط الرئيس حسنى مبارك من خلال إستلهام أسطورة الملك أوديب كما وردت فى التراجيديا الإغريقية القديمة، واللعنة التى حلت بالبلاد بسبب جريمته الشنعاء، ويزاوج سلماوى فى روايته الجديدة (130صفحة) بين الأسطورة الإغريقية القديمة وتاريخنا الحديث من خلال أحداث ثورة 25 يناير 2011 التى أسقطت النظام الحاكم، كما يمزج بين السرد الروائى والمشاهد شبه المسرحية، فى قالب فنى مبتكر تتخلله قصة حب الشاب الثائر بترو وحبيبته هيباتيا.
اوديب فى الطائرة
والإصدار الثانى هو رواية "الخرز الملون" الصادرة عن دار "ديوان" للنشر (150صفحة)، وفيها يعالج محمد سلماوى قصة المأساة الفلسطينية منذ نكبة عام 1948 وما سبقها وتلاها من مذابح تعرض لها الشعب الفلسطينى على يد الإحتلال الصهيونى، وذلك من خلال قصة حياة بطلة الرواية الصحفية والشاعرة نسرين حورى إبنة رئيس بلدية يافا التى نزحت إلى مصر حيث نشأت بينها وبين أحد كبار الصحفيين قصة حب عنيفة تحطمت فى النهاية تحت وطئة المأساة التى تعرضت لها البطلة، وقد نشرت الرواية لأول مرة عام 1991 مسلسلة فى جريدة الأهرام ثم صدرت فى كتاب وتوالت طبعاتها الخمس حتى نفدت من الأسواق، إلا أنها تبدو اليوم للقاريء وكأنها تتحدث عما تشهده غزة فى الوقت الحالى من حرب وحشية تهدف لإبادة الشعب الفلسطينى وترحيلة كما تم ترحيله خلال النكبة، وربما كان هذا هو ما دفع "ديوان" إلى إعادة نشر الرواية اليوم.
الخرز الملون
أما الإصدار الثالث لمحمد سلماوى فهو سرديته التوثيقية الشهيرة عن نجيب محفوظ "المحطة الأخيرة" التى أصدرتها الهيئة المصرية العامة للكتاب فى طبعة جديدة بمناسبة ذكرى ميلاد أديب نوبل الكبير فى ديسمبر الماضى، وفيها يقدم لنا محمد سلماوى وقائع ال45 يوما الأخيرة فى حياة نجيب محفوظ فى شكل أدبى مبتكر يمزج فيه الكاتب بين اليوميات التوثيقية والسردية الروائية، ويعتبر هذا الكتاب خلاصة علاقة وثيقة إمتدت على مدى 30عاما بين محفوظ وصديقه المقرب وموضع ثقته الكاتب محمد سلماوى.
المحطة الأخيرة