دخل السودان فى دوامة الصراع المسلح باحتدام القتال الدائر بين الجيش السودانى وقوات الدعم السريع، معارك لا تعرف خطا للنهاية مع تصعيد التلاسن بين قادة الطرفين والاتهامات، فقد قال عضو مجلس السيادة ومساعد القائد العام للجيش السودانى الفريق ياسر العطا، إن "الحرب اقتربت من النهاية بانتصار الجيش والمقاومة الشعبية".
وأكد العطا أن أعداد جنود الجيش فى الخرطوم يتجاوز 30 ألف بقليل، بينما يتجاوز عدد عناصر قوات الدعم السريع فى العاصمة الـ160 ألف جندى وذلك منذ بداية الحرب".
وتابع: "الدعم السريع يخسر بالآلاف أسبوعياً ما جعله يستجلب مرتزقة من غرب أفريقيا" وأكد العطا أن "الدفاع عن العرض والأرض مسؤولية تجمعنا مع شعبنا.. ولم نسأل أى مستنفر عن تصنيفه السياسى حيث نراهم جميعاً سودانيون".
كما أكد أن "غاضبين والتيار الإسلامى ولجان المقاومة المستقلة ومجموعات من شباب حزب الأمة القومى وغيرهم ضمن المستنفرين"، مشدداً على أن "كل القوى السياسية السودانية والحركات تقاتل بجانب الجيش".
ميدانياً، أكد العطا أن عمليات الجيش العسكرية فى أم درمان تمضى بوتيرة متسارعة من اتجاه كررى وكذلك المهندسين. كما أكد وجود "تنسيق مع الحركة الشعبية بقيادة الحلو فى كردفان". وتابع: "الجيش يخوض معارك كبيرة فى مدنى وستعود الجزيرة قريباً لحضن الوطن".
وقصف الجيش السودانى بالمدفعية الثقيلة عددا من مواقع ميليشيا الدعم السريع بالمدينة الرياضية جنوب الخرطوم.
كما وصلت المعارك، إلى جزيرة مروى ومدينة الأهرامات المدرجة على قائمة التراث العالمى، بحسب ما نقلت «فرانس برس» عن منظمة حقوقية محلية، محذّرة من خطر تضرر آثار مملكة «كوش» التى يزيد عمرها عن 2300 سنة.
وقالت «الشبكة الإقليمية للحقوق الثقافية»، إنها «تدين دخول قوات الدعم السريع للمرة الثانية لموقعى النقعة، والمصوّرات، الأثريين». ويقع الموقع الأثرى فى ولاية نهر النيل فى شمال البلاد. اذ يضمّان تماثيل، وآثاراً، ومزارات منذ الحقبة المروية (350 ق.م حتى 350 م)وأكدت المنظمة الحقوقية، نقلاً عن «مصادر موثوقة، وصور، وفيديوهات منشورة على مواقع التواصل الاجتماعى، أن معركة حربية وقعت بين الجيش السودانى، والدعم السريع، ما يعرض هذه المواقع للتخريب، والدمار، والنهب والسرقة».
يأتى ذلك فى وقت أدت وأودت الحرب فى السودان منذ اندلاعها فى منتصف أبريل 2023، بأكثر من 13 ألف شخص، وفق منظمة "مشروع بيانات مواقع الصراعات المسلحة وأحداثها" (أكليد).
كما أدت إلى نزوح 7.5 مليون شخص، وفق ما أعلنت المنظمة الدولية للهجرة، واصفة إياها بـ«أكبر أزمة نزوح فى العالم».
وأكدت المنظمة الدولية للهجرة، أن عدد النازحين داخلياً فى السودان بلغ 6.055.749 شخصاً، بينما بلغ عدد الأفراد فى حركة مختلطة عبر حدود السودان مع دول الجوار 1.686.884 شخصاً.
ووصلت الحلول السياسية لطريق مسدود بعدما قررت السلطات السودانية جميد عضويتها فى منظمة الإيجاد، وقالت وزارة الخارجية السودانية - فى بيان "إن رئيس مجلس السيادة بالسودان الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان عبد الرحمن بعث برسالة خطية إلى رئيس جمهورية جيبوتى ورئيس الدورة الحالية للهيئة الحكومية للتنمية (إيجاد) إسماعيل عمر جيله، أبلغه فيها قرار حكومة السودان تجميد عضويتها فى المنظمة".
وكان قال وزير الخارجية السودانى السفير على الصادق على، الذى ترأس وفد بلاده المشارك فى القمة التاسعة عشر لحركة عدم الانحياز، فى كمبالا، أن القوات المسلحة السودانية تخوض حرباً دفاعية عادلة منذ أبريل الماضى، ضد ميليشيا معتدية عابرة للحدود، تستهدف السودان فى إمكانياته ومقدراته، وتهدف إلى إحداث تغيير ديمغراطى فى السودان، مؤكداً وقوف الشعب مع قواته المسلحة فى هذه الحرب ضد المليشيا القبلية المتمردة المدعومة من بعض الدول الإقليمية.