لم يكن أكثر المتشائمين يتوقع أن يخرج رون ديسانتيس حاكم ولاية فلوريدا من السباق الرئاسى الأمريكى، فى الوقت الذى لم يخطو فيه سوى خطوات بسيطة للغاية فى السباق التمهيدى للحزب الجمهورى. لكنه أدرك على ما يبدو أنه لن يستطيع أن يصمد كثيرا أمام شعبية ترامب، وأن حفاظه على مكانته كحاكم فلوريدا، التى أكسبته شهرة وطنية على الصعيد الأمريكى لاسيما خلال فترة وباء كورونا، أولوية له الآن.
وقالت شبكة سى إن إن الأمريكية، إن رون ديسانتيس، الذى أعلن انسحابه من سباق الترشح للرئاسة، كان نجما جمهوريا صاعدا لكنه أدار حملة مليئة بالعثرات والأخطاء.
وذكرت الشبكة أن خروج ديسانتيس المفاجئ كان سقوطا مذهلا لجمهورى بدا لبعض من الوقت فى موضع جيد لسحب الحزب الجمهورى من قبضة ترامب. وبدا ديسانتيس فى بعض الأوقات أن لديه كل شىء، الأموال والزخم المتلف حوله، وخلفية مذهلة وقصة نجاح يشاركها. وأظهرت بعض استطلاعات الرأى المبكرة أنه كان يتفوق حتى على ترامب.
لكن ما لم يكن يملكه حاكم فلوريدا هو حيز الخطأ فى منافسة رئيس سابق يحظى بعشبية. وفى مقابلات مع "سى إن إن"، اعترف الكثير من مستشاريه وحلفائه وأنصاره بأن حملة ديسانتيس ارتكبت مجموعة من الأخطاء.
وقال أحد المستشارين المقربين إن كل الأمور على الإطلاق لم يكن من الممكن أن تسير كما كنا نأمل أو كما خططنا له، لقد سارت بشكل خاطئ للغاية.
وأشار ديسانتيس إلى أن السباق كان سيكون مختلفا لو لم يكن ترامب يواجه أربع لوائح اتهام و91 تهمة فى المحاكم الفيدرالية وفى الولايات. ويعتقد العديد من مستشاريه أيضا أن المخاطر القانونية لترامب قد حفز الجمهوريين، فى الوقت الذى كان فيه الاستعدادات تجرى لبدء السباق، وغلق الباب أمام أى بديل. وستحاول حاكمة كارولينا الجنوبية السابقة نيكى هايلى اختبار مدى اتساع هذا الانفتاح خلال الأيام والأسابيع المقبلة.
وكان حاكم فلوريدا قد قال فى تصريحات فى ديسمبر الماضى: لو استطعت تغيير أمرا واحدا، أتمنى لو لم يتم توجيه اتهامهات لترامب فى أى من هذه الأمور.
لكن سى إن إن تقول إنه طوال ثمانية أشهر من الحملة الانتخابية لا يوجد الكثير الذى يمكن أن يشير إليه فريق ديسانتيس على أنه تم بالشكل الصحيح، بدءا من الانطلاقة الكارثية للحملة بإعلان مربك على تويتر، مرورا بما فعله فى أيوا، التى كان يفترض أن يتغلب فيها على شعبية ترامب.
