تواصل الدولة المصرية جهود الوساطة من أجل التوصل مجددا إلى تهدئة في قطاع غزة، الذي دخلت الهجمات الإسرائيلية عليه شهرها الرابع، ويترقب الجميع ما ستسفر عنه المشاورات الجارية حالياً التي تقودها مصر وقطر وأمريكا لوقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وبحسب وكالة "رويترز"، فإن جهود الوساطة تركز على إقرار هدنة لوقف إطلاق النار لمدة شهر في قطاع غزة.
وتأتى الوساطة المصرية استكمالا لهدنة سابقة نجحت القاهرة فى الوصول إليها في أكتوبر 2023، واعقبها صفقة تبادل أسري، بالتعاون مع قطر، كما بذلت مصر جهودا سياسية ودبلوماسية وأمنية مكثفة لمنع تفاقم الصراع. وتكللت هذه الجهود بنجاح بعد دخول الهدنة حيز التنفيذ الجمعة 24 نوفمبر 2023، إلا أن إسرائيل اخترقتها فى 24 من نوفمبر 2023.
الوساطة المصرية تحظى بترحاب دولى، ففي بيان سابق للبيت الأبيض ذكرت الولايات المتحدة أنها تتطلع لاستمرار الاتصالات مع قادة مصر وقطر وإسرائيل لإعادة المحتجزين في قطاع غزة، وأضاف بايدن، في بيان نشره البيت الأبيض بمناسبة مرور 100 يوم على الحرب في غزة، "أن الجهود الأمريكية لم تتوقف لإعادة المحتجزين، الذين ذكر أن عددهم أكثر من 100 وبينهم 6 أمريكيين."
وعلى مدار الأشهر الماضية، تبنت مصر ثوابت تجاه القضية الفلسطينية، أعلنت عن ضمان حق الفلسطينيين المشروع فى اقامة دولة مستقلة، لذلك قامت الدولة المصرية بجهود متعددة المستويات والأبعاد، لخدمة ملفات القضية، للوصول إلى الهدف النهائى هو إقرار تسوية عادلة للصراع الإسرائيلي - الفلسطيني من خلال مبدأ حل الدولتين على حدود 1967 عاصمتها القدس الشرقية.
وأعلنت مصر عن رؤيتها التى تستهدف حلًا عادلًا وشاملًا يضمن الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط، من خلال إقامة دولة فلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية، رؤية أجهضت من خلالها المخططات الغربية تنحاز لإسرائيل وتستهدف استبعاد غزة من سيناريو حل الدولتين وتخطط لاستبعاد فصائل فلسطينية معينة من المشهد وإقصاءها.
وتأتى الوساطة أيضا فى وقت يواصل الاحتلال عدوانه المكثف وغير المسبوق على قطاع غزة لليوم 110 على التوالي، بشن عشرات الغارات الجوية والقصف برا وبحرا، مخلفا عشرات الآلاف من الشهداء والجرحى، معظمهم من الأطفال والنساء، فيما لا يزال هناك آلاف الشهداء والجرحى تحت الأنقاض وفي الطرقات لا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم، فضلًا عن تدمير مساحات واسعة من القطاع وتشريد 90% من سكانه.
وعلى الصعيد الإنسانى، أكدت مديرة التواصل والإعلام في وكالة الأونروا، في غزة "جولييت توما"أن الحصار هو القاتل الصامت لأهل غزة، وأن القصف الإسرائيلي المتواصل من القنابل والرصاصات لا تشكل التهديد الوحيد للحياة، وإنما السكان يفتقرون إلى الغذاء والمياه النظيفة، والمرافق الصحية، وأن التواصل مع العالم الخارجي منقطع.
ميدانيا، أيضا يتلقى الجيش الإسرائيلي العديد من الضربات المتلاحقة، كان آخرها اعترافه بمقتل 24 جندي وظابط فى غزة خلال 24 ساعة، وهو أكبر عدد من القتلى فى يوم واحد منذ بدء التوغل البرى الإسرائيلى فى القطاع فى 27 أكتوبر الماضى، الأمر الذى جعل إسرائيل تنتحب وقال رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو فى بيان، إن "كان أحد أصعب الأيام منذ اندلاع الحرب"، بينما اعتبرها وزير الدفاع الإسرائيلى يواف جالانت، "ضربة قوية".
كما يلاحق جيش الإحتلال الفشل ولم يحقق أهدافه بعد نحو 4 أشهر حرب، على نحو ما ذكر تقرير لصحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية أن قوات الاحتلال الإسرائيلية قتلت ما بين 20 إلى 30% من مقاتلى حماس، بحسب تقديرات الاستخبارات الأمريكية، وهى الحصيلة التى لا ترقى لتحقيق هدف الدول العبرية بتدمير الحركة، وتثبت صمودها بعد أشهر من الحرب التى دمرت مناطق واسعة من قطاع غزة.
وفى دلالة على فشل إسرائيل، فقد أشارت التقديرات الاستخباراتية أيضا إلى أن حماس لا تزال تمتلك ما يكفى من الذخائر لمواصلة ضرب إسرائيل وقواتها فى غزة لعدة أشهر، وأنها تحاول إعادة تشكيل قوة الشرطة الخاصة بها فى بعض مناطق مدينة غزة.