مأساة يعيشها السودان منذ أكثر من 9 أشهر، مع تصاعد المعارك الدائرة بين قوات الجيش السودانى والدعم السريع، وفى أحدث تقرير لمنظمة الهجرة الدولية، ذكر إن السودان تمثل أكبر أزمة نزوح في العالم، لافتا إلى أنه بدأت أزمة النزوح في السودان تتكشف منذ أكثر من عقدين من الزمن، حيث تعود جذورها إلى صراع دارفور الذى بدأ فى عام 2003. ومع ذلك، فإن الصراع الحالى قد أعاد تشكيل ديناميكيات النزوح بشكل جذرى فى جميع أنحاء البلاد. السودان منذ 15 أبريل 2023.
ووفق الهجرة الدولية أدت الاشتباكات المسلحة فى مدن متعددة في جميع أنحاء السودان إلى نزوح ما يقدر بنحو 6,036,176 نازحًا خلال الأشهر التسعة الماضية. قبل 15 أبريل 2023، كان السودان يستضيف بالفعل ما يقدر بنحو 3,820,772 نازحًا داخليًا.
وآوضحت المنظمة الأممية إلي أنه لتقدير العدد الإجمالي للنازحين داخليًا فى السودان، بما فى ذلك النازحين قبل وبعد 15 أبريل 2023، أجرت مصفوفة تتبع النزوح في السودان تحليلًا مكثفًا لبيانات النزوح الخاصة بها.
وذكر التقرير أنه يستضيف السودان ما يقدر بنحو 9,052,822 نازحًا داخليًا حتى 31 ديسمبر 2023، وهو ما يمثل أكبر أزمة نزوح داخلي في جميع أنحاء العالم.
بدورها بدأت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك زيارة إلى شرق إفريقيا حيث ستسعى إلى الدفع باتجاه فرض عقوبات على الطرفين المتحاربين في السودان ومحاسبتهما لإرغامهما على التفاوض من أجل السلام، وفقا لدويتش فيله.
خلال رحلة تستغرق عدة أيام ستزور بيربوك جنوب السودان وكينيا وجيبوتي حيث ستناقش أيضًا سبل حماية سفن الشحن في البحر الأحمر من هجمات المتمردين الحوثيين في اليمن.
وقالت بيربوك إن الصور الآتية من دارفور أعادت ذكريات قاتمة عن "الإبادة الجماعية" التي وقعت قبل 20 عاما.
وأضافت في بيان الاربعاء قبل رحلتها "بالتعاون مع شركائي في جيبوتي وكينيا وجنوب السودان، سأستكشف إمكانيات جلب الجنرالين البرهان وحميدتي إلى طاولة المفاوضات حتى لا يجرا السودانيين عميقاً في الهاوية ويمعنا في زعزعة استقرار المنطقة".
وأضافت "بالنسبة لي من الواضح أنه يتعين علينا زيادة الضغط على الجانبين من خلال العقوبات ومحاسبتهما على انتهاكاتهما بحق السكان المدنيين والتأثير على مؤيديهما في الخارج".
وإلى جانب المحادثات السياسية، ستجتمع بيربوك مع ممثلين عن المجتمع المدني في السودان.وقالت إن "السودان لن يحظى بسلام طويل الأمد إلا مع حكومة ديموقراطية مدنية"، مشددة على أن النزاع لا ينبغي أن يصير "أزمة منسية".
وأودت الحرب فى السودان منذ اندلاعها، بأكثر من 13 ألف شخص، وفق منظمة "مشروع بيانات مواقع الصراعات المسلحة وأحداثها" (أكليد).
تشير تقارير إلى تفاقم أوضاع العالقين والقاطنين بأحياء العاصمة الخرطوم نتيجة تصاعد المعارك الدائرة بين الجانبين، وتعاني معظم هذه الأحياء من شح المواد الغذائية الاستهلاكية اليومية، فضلاً عن انقطاع خدمات المياه والكهرباء.
ميدانيا، تفيد تقارير باندلاع معارك عنيفة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، حول مدينة بَابَنوسة، بولاية غرب كردفان، غربي البلاد، استخدمت فيها الأسلحة الثقيلة والمسيرات والطيران. وشن الجيش غارات استهدفت مواقع لقوات الدعم السريع غرب وجنوب مدينة بَابَنوسة غربي البلاد، وأضافت أن طيران الجيش السوداني يحلق في سماء بَابَنوسة، منذ الصباح الباكر اليوم، وقد أسقط أمس مسيرة لقوات الدعم السريع.
وكانت وصلت المعارك، إلى جزيرة مروى ومدينة الأهرامات المدرجة على قائمة التراث العالمى، بحسب ما نقلت «فرانس برس» عن منظمة حقوقية محلية، محذّرة من خطر تضرر آثار مملكة «كوش» التى يزيد عمرها عن 2300 سنة.
وقالت «الشبكة الإقليمية للحقوق الثقافية»، إنها «تدين دخول قوات الدعم السريع للمرة الثانية لموقعى النقعة، والمصوّرات، الأثريين». ويقع الموقع الأثرى فى ولاية نهر النيل فى شمال البلاد. اذ يضمّان تماثيل، وآثاراً، ومزارات منذ الحقبة المروية (350 ق.م حتى 350 م)وأكدت المنظمة الحقوقية، نقلاً عن «مصادر موثوقة، وصور، وفيديوهات منشورة على مواقع التواصل الاجتماعى، أن معركة حربية وقعت بين الجيش السودانى، والدعم السريع، ما يعرض هذه المواقع للتخريب، والدمار، والنهب والسرقة».
ووصلت الحلول السياسية لطريق مسدود بعدما قررت السلطات السودانية جميد عضويتها فى منظمة الإيجاد، وقالت وزارة الخارجية السودانية - فى بيان "إن رئيس مجلس السيادة بالسودان الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان عبد الرحمن بعث برسالة خطية إلى رئيس جمهورية جيبوتى ورئيس الدورة الحالية للهيئة الحكومية للتنمية (إيجاد) إسماعيل عمر جيله، أبلغه فيها قرار حكومة السودان تجميد عضويتها فى المنظمة".