البرلمان المصرى يُعد من أقدم برلمانات العالم، وكان له دور كبير في تشكيل الحياة السياسية المصرية، ومنذ عام 1866 ومصر بها برلمان منتحب، منذ عهد الخديوي إسماعيل عندما كلف إسماعيل باشا راغب بتكوين مجلس شورى النواب عام 1866 م، ويعد هذا المجلس هو البداية الحقيقية للحياة النيابية في مصر وتكون هذا المجلس من 75 عضوا.
وللحفاظ على تلك القيمة وذلك التراث تم تشييد متحف مجلس النواب، ذلك المتحف الذى يُعد من أشهر المتاحف العالمية بما يضمه من مقتنيات ووثائق برلمانية تاريخية ترصد مراحل مختلفة مرت على الحياة السياسية والبرلمانية بمصر.
وكشف إبراهيم السيد محمود، مدير متحف مجلس النواب، كافة التفاصيل ومقتنيات المتحف والتفاصيل المتعلقة بهذه المقتنيات، قائلا: "يحتوي المتحف على العديد من التحف والمقتنيات والتشريعات والوثائق التاريخية التي يرجع كتابتها إلى العهد الفرعوني مرورا بالعصر الإسلامي ، كما توجد العديد من المضابط التاريخية التي رصدت ما يدور تحت قبة البرلمان منذ أن عرفت مصر الحياة النيابية عام 1866 م .
ويتكون المتحف من قاعتين رئيسيتين :-
القاعة الأولى :-
من أهم مقتنياتها في جزئها الأول "كرسى العرش" والذي كان يجلس عليه الملك داخل القاعة الرئيسية أثناء حضوره للبرلمان، وأول من جلس على هذا الكرسي هو الملك فؤاد أثناء افتتاح مجلس النواب بتاريخ 15 مارس عام 1924م، وجلس عليه أيضا الملك فاروق، بعد أن تولى حكم مصر عام 1936.
و"الكرسي"مصنوع من الخشب المذهب ومكسو بالقطيفة الزيتى ويتميز الكرسى بأرجل على شكل حيوان له مخالب يعلوها رأس أسد بالنحت البارز ويعلوه ستارة مجنحة باللون الأخضر عرفت باسم "الكمبوشة"، ويوجد صورة فوتوغرافية توضح جلوس الملك فؤاد على كرسي العرش داخل القاعة الرئيسية أثناء افتتاح مبنى البرلمان بتاريخ 15 مارس عام 1924م.
وكان يجلس على يمين الملك الأمراء وعلى يسار الملك رئيس الحكومة واعضائها وكان يلقى خطبة العرش نيابة عن الملك رئيس الحكومة.
كما يوجد كرسي الملك بالإستراحة الملكية داخل مجلس النواب، وكذلك كرسى للملكة المخصص لها أثناء جلوسها بالشرفات داخل القاعة، كما يضم المتحف صور وتماثيل لحكام وملوك مصر، حيث يضم صورة زيتية للملك فؤاد حكم مصر من عام 1917 حتى عام 1936، صورة زيتية للملك فاروق تولى حكم مصر من عام 1936 حتى تاريخ قيام ثورة عام 1952،كما توجد صور توضح خروج الملك فاروق من مصر على يخت المحروسة، ووثيقة تنازله عن العرش لولي عهده احمد فؤاد وتكليف دولة على ماهر باشا رئيس مجلس الوزراء بتنفيذ ذلك.
كما يوجد وثيقة بيان ثورة يوليو 1952 ممهورا بإمضاء اللواء محمد نجيب، وتمثال محمد على باشا الذي حكم مصر من عام 1805 حتى عام 1848 م، وتمثال للخديوي إسماعيل الذى تولى حكم مصر من عام 1863 حتى عام 1879 م كما يضم المتحف صور وتماثيل زعماء الحركة الوطنية المصرية .
حيث يضم صورة وتمثال للزعيم أحمد عرابي قائد الثورة العرابية عام 1881م، وثيقة محاكمة أحمد عرابي عام 1882م، وصورة زيتية للزعيم مصطفى كامل مؤسسة الحركة الوطنية عام 1907 م صورة زيتية للزعيم محمد فريد خليفة مصطفى كامل عام 1908م، صورة زيتية وتمثال للزعيم سعد باشا زغلول قائد ثورة 1919م، وصورة زيتية وتمثال للزعيم جمال عبد الناصر قائد ثورة يوليو 1952م ورئيس مصر منذ عام 1956 حتى عام 1970 م.
ويضم المتحف صورة زيتية وتمثال للزعيم محمد أنور السادات قائد الحرب والسلام ورئيس مصر منذ عام 1970 حتى عام 1981م، صورة وتمثال للرئيس محمد حسنى مبارك رئيس مصر منذ عام 1981 حتى 2011.
يوجد بالجزء الثاني من القاعة الأولى :-
"العربة الملكية "
تلك العربة كانت مهداة من الإمبراطورة أوجيني زوجة الإمبراطور نابليون الثالث ملك فرنسا للخديوى إسماعيل حاكم مصر أثناء حفل افتتاح قناة السويس عام 1869م، وتم إستخدامها بواسطة الملك فؤاد والملك فاروق أثناء حضورهما للبرلمان، حيث خصصت للبرلمان في عهد الملك فؤاد منذ تاريخ 15 مارس 1924م.
ويضم المتحف أقدم وثيقة برلمانية منذ عام 1866م، تلك الوثيقة التي تحتوى على الأمر الكريم من الخديوي إسماعيل بتأسيس مجلس شورى النواب وتكليف إسماعيل راغب باشا رئيسا له، كما تحتوى على أقدم مضبطة في تاريخ الحياة النيابية المصرية _ محضر اجتماع الجلسة _ بخط اليد ومحبتها الخاصة .
ويضم المتحف أيضا صورة زيتية لمحمد على باشا والي مصر ومؤسس مصر الحديثة والذي حكم مصر منذ عام 1805 حتى عام 1848م ، صورة زيتية لإبراهيم باشا مؤسس الجيش المصرى ورئيس المجلس العالي وحكم مصر لمدة أربعة أشهر خلفا لوالده محمد على باشا، نموذج لديوان عام المظالم برئاسة محمد على باشا وهو يستمع لشكاوى المواطنين، ومضبطة باجتماع استثنائي للمجلس خارج القاهرة "محافظة الغربية - مدينة طنطا"، وساعة على الطراز الأوربي منذ أواخر القرن التاسع عشر ، و صورة زيتية للخديوى سعيد حكم مصر منذ 1854 حتى 1863م ، وصورة زيتية للخديوى عباس حلمى الثانى حكم مصر منذ عام 1892 حتى 1914م.
ويوجد بالمتحف مجموعة مضابط تحتوى على أسئلة واستجوابات صورة زيتية لإسماعيل راغب باشا أول رئيس المجلس شورى النواب عام 1866م صور جميع رؤساء البرلمان المصرى منذ إنشائه عام 1866م وعددهم 35 رئيس، رقم 1 إسماعيل راغب باشا مرورا بـ سعد باشا زغلول ومصطفى باشا النحاس، ومحمد أنور السادات الدكتور صوفى أبو طالب والدكتور رفعت المحجوب والدكتور أحمد فتحي سرور وصولا للمستشار الدكتور حنفى جبالي رئيس مجلس النواب الحالي.
ويوجد بالمتحف أيضا الزي الرسمي لرئيس البرلمان في العهد الملكي والذي يطلق عليه "زى التشريفة الملكي"، وصورة توضح أعضاء لجنة وضع دستور عام 1923 م برئاسة حسين رشدى باشا، ويعد دستور 1923م من أهم الدساتير التي نظمت الحكم في مصر وقد أفرز أول حكومة وطنية برئاسة سعد باشا زغلول وتم بمقتضاه تشكيل المجلس النيابي عام 1924
القاعة الثانية :
- تضم القاعة الثانية للمتحف مقتنيات من العصر الفرعوني والبطلمي والإسلامي
العصر الفرعوني :-
نماذج عديدة من التشريعات والقوانين في مصر القديمة ومجموعة نصوص تشريعية مكتوبة باللغة الهيروغليفية يرجع تاريخها الى عصر الدولة الحديثة الأسرة الـ18 من بينها تشريع لحماية الزراعيين و تشريع ضريبي.
نموذج لتمثال الكتلة "جالسة القرفصاء"، ونموذج لتمثال الكاتب الجالس الذى كان يدون التشريعات والقوانين الخاصة بالدولة في عصر الدولة القديمة والأصل موجود بالمتحف المصرى، نموذج لتمثال الملك تحتمس الثالث أعظم ملوك الأسرة 18 الدولة الحديثة، ونموذج لأحد الملوك وهو يقدم علامة "ماعت" _ رمز الحق والعدل _ ونموذج الأول معاهدة سلام في التاريخ عبارة عن نص هيروغليفي لوثيقة زواج رمسيس الثاني من إبنة الملك خيتا والذي كان أحد بنود معاهدة السلام.
العصر البطلمي :-
ويوجد نموذج لحجر رشيد عثر عليه أحد علماء الحملة الفرنسية يدعى بيير فرانسوا في مدينة رشيد وهو عبارة عن مرسوم بطلمي بخطوط ثلاثة وهي الهيروغليفية - الديموطيقية - اليونانية أصدره بطليمون الخامس سنة 196م وتمكن من خلاله العالم الفرنسي " شمبليون" من حل رموز اللغة المصرية القديمة، والأصل من البازلت الأسود محفوظ بالمتحف البريطاني بلندن .
العصر الإسلامي :-
يضم تمثال للناصر صلاح الدين الأيوبي أحد حكام الدولة الأيوبية، ماكيت يوضح الناصر صلاح الدين الأيوبى بين الأفراد في ساحة مجلس الحكم، والذي شهدت ساحته إقرار التشريعات والاتفاقيات ومعاهدات الصلح وأشهرها صلح الرملة الذي تم بينه وبين الصليبين، ونص رسالة أمير المؤمنين عمر بن الخطاب إلى أبو موسى الأشعري عندما ولاه قضاء الكوفة وذكر فيها سيدنا عمر بن الخطاب كيفية القضاء بين الناس وأن يكون الحكم والقضاء بالعدل مستشهدا بكتاب الله وسنة رسوله وما روى عن الصحابة.
ويوجد لوحة توضح تطور العلم شكل العلم المصرى على مر العصور، بالمتحف أيضا الهدايا التذكارية من جميع دول العالم أثناء زيارتهم للبرلمان.
كرسي العرش (2)
صورة زيتية لمصطفى كامل ومحمد فريد وسعد زغلول
صورة زيتية للرؤساء جمال عبد الناصر والسادات ومبارك
ساعة على الطراز الاوروبي
رؤساء مجلس النواب
الملك فاروق
العربة الملكية
العربة الملكية من الداخل
الزي الملكي
إحدى مقتنيات المتحف
إحدى مقتنيات المتحف (3)
إحدى مقتنيات المتحف (2)
615a7a22-3f82-4319-b220-3f0a1907df9c
01ade1ed-ee6e-4dc6-acfc-9713e9a92afb
نموذج لديوان المظالم في عهد محمد علي
محمد عرابي
كرسي العرش
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة