صدر حديثًا للشاعر محمد عبد الحميد توفيق، ديوان جديد بعنوان "نافذةً مُعطًّلة" عن دار الأدهم للنشر والتوزيع، والذى يعرض بمعرض القاهرة الدولى للكتاب، بدورته الـ 55، في مركز مصر للمعارض الدولية، بالتجمع الخامس.
غلاف الديوان
ويضم ديوان "نافذة معطلة" نصوصاً تتراوح بين القصر والطول، وتتميز بالتكثيف لغةُ ودلالات، ويجمع بينها خيط رابط حيث النافذة المُعطَّلَة" مفتتح البوح بالهم الإنساني والتناغم مع مفردات الوجود بحثاً عن واقع أفضل ورؤية أجمل وعالم بديل.
وفي ديوانه الجديد يعزف توفيق على وتر التناقضات الوجودية فما بين الحلم وبلادة الواقع تتأرجح الروح، وفي رحلة البحث عن الخلاص من القلق والقهر وسجن الروح تنتقل الذات الشاعرة عبر مسارات شعرية يُغني كلامها القليل عن مساحات البوح والفضفضة، وهنا تضيق العبارة وتتسع الرؤية.
ومنذ النص الأول تتبدى تجربة الغربة وفلسفة المشاعر الإنسانية والتأمل بحثاً عن الحقيقة واستكناه أسرار الوجود، ويفتتح الشاعر ديوانه بمقطع مكثف يقول فيه: " الموتى بذورً مغروسةَ في الأرض، ستنبت باكتمال المواقيت"، ثم يُعرّج على حاله بعد رحيل أمه: " منذ أن ماتت أمي أنشر ثيابي المغسولة فلا تجف أبداً .. يبدو أنها أخذت معها حرارة الشمس .. وتركت الأوقات باردةً للأبد".
وفي نص "نافذةَ مغلقة .. وعناق مؤجل" يلخص موقفه من القهر والقمع والاستبداد ويقف بالكلمة في وجه أعداء الحياة .." أنا نافذة معطلة .. رأيتُكم تُعذّبون القطط فانكفأتُ على خشبي ... رأيتُكم تحْجِبون القبلات فآخيتُ المسامير التي دقها عاشقُ في قلبي"..".
والديوان هو السابع في مسيرة محمد توفيق الشعرية، إذ أصدر من قبل "هندسة الأوجاع" عن الهيئة العامة لقصور الثقافة، تلاه مشروع شعري عن الأشجار وتحولاتها من أغصان مخضرة مثمرة إلى أخشاب تتماهى مع تفاصيل الحياة ودورة الوجود، وتوزعت هذه التجربة الشجرية على ثلاثة دواوين هي: "سيرة أخشاب تتهيأ للملكوت، " وحده الشجر العارف بالسر" ..وديوان" تحصدني بدمعتها السنابل"، وللشاعر أيضاً ديوان شعري للأطفال هو " طائرتي الورقية" صدر عن دار الرسالة بالكويت، ثم صدر له " لهيب العسل"، وهو تجربة تأملية في الحب بمفهومه الإنساني الأرحب.
والشاعر محمد توفيق يعمل صحفياً في جريدة القبس الكويتية، وهو عضو اتحاد كتاب مصر، وفاز بعدد من الجوائز الأدبية منها: جائزة الهيئة العامة لقصور الثقافة، جائزة المجلس الأعلى للثقافة، جائزة مجلة "ماجد" في أدب الطفل"، وله تحت الطبع "وجوه في الغربة" وهو كتاب سردي من واقع يوميات الغرباء، وديوان " جواز سفر لامرأة بجناحين"، وقصص للأطفال بعنوان" النيل المسافر"، و" حكايات جدتي".