ذكر مقال نشرته صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية أن الاستراتيجية التي تتبناها الولايات المتحدة فيما يخص حرب أوكرانيا خلال العام الحالي لا تتوقع تحقيق أي مكاسب من جانب القوات الأوكرانية على القوات الروسية.
وأوضح المقال، الذي شارك في كتابته كارين ديونج وإيميلي راوهالا، أن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن تعمل في الوقت الراهن على وضع استراتيجية طويلة المدى من أجل تعزيز قدرات القوات الأوكرانية في مواجهة القوات الروسية خلال الحرب التي ما زالت مستعرة بين الطرفين منذ ما يقرب من عامين.
ويلفت المقال إلى أن الإدارة الأمريكية تعكف على وضع تلك الاستراتيجية على الرغم من التعثر الذي تواجهه داخل الكونجرس من أجل الموافقة على تقديم حزمة جديدة من المساعدات العسكرية لأوكرانيا تصل قيمتها إلى ما يربو على 60 مليار دولار .
ويوضح المقال أنه على ضوء الفشل الذي لحق بالقوات الأوكرانية خلال الهجوم المضاد الذي شنته العام الماضي على القوات الروسية، تقوم إدارة الرئيس بايدن في الوقت الحالي بوضع استراتيجية جديدة لا تشمل استعادة القوات الأوكرانية لأي من الأراضي التي فقدتها خلال المواجهات مع القوات الروسية منذ فبراير عام 2022.
ويضيف المقال أن تلك الاستراتيجية تسعى فقط لتمكين القوات الأوكرانية من عرقلة تقدم القوات الروسية والعمل في نفس الوقت على تعزيز القدرات القتالية للقوات الأوكرانية وتقوية الاقتصاد الأوكراني.
وينوه المقال إلى أن تلك الاستراتيجية تختلف تماما عن النهج الذي تبنته الولايات المتحدة والعديد من الدول الحليفة خلال العام الماضي والذي تضمن تدريب القوات الأوكرانية على الأسلحة المتطورة على أمل تحقيق تقدم ملموس في ساحة القتال وصد التقدم الروسي في جنوب وشرق أوكرانيا.
وأوضح المقال أن أحد أهم أسباب فشل الهجوم الأوكراني المضاد هو قوة تحصينات القوات الروسية على طول خط المواجهة.
ويسلط المقال الضوء على تصريحات أحد كبار مسؤلي الإدارة الأمريكية التي يقول فيها أنه بات من الصعوبة بمكان قيام القوات الأوكرانية بهجوم مضاد مماثل خلال العام الحالي بعد فشل هجوم العام الماضي، مشيرا إلى أن المتاح حاليا هو تمكين القوات الأوكرانية من الحفاظ على المواقع التي تسيطر عليها والعمل على ضمان استمرارها في ساحة القتال ضد القوات الروسية.
ويضيف المقال أن الجهود الأمريكية في هذا الصدد تأتي في إطار مساعي عشرات الدول المساندة لأوكرانيا في حربها ضد روسيا والتي تعهدت بتقديم مساعدات عسكرية واقتصادية لكييف على المدى البعيد.
ويعيد المقال إلى الأذهان في هذا السياق الاتفاق الذي توصلت إليه أوكرانيا وبريطانيا الأسبوع الماضي بشأن توفير المساعدات العسكرية والاقتصادية لأوكرانيا على مدار العشر سنوات القادمة، مشيرا إلى أنه من المتوقع أن تحذو فرنسا حذو بريطانيا خلال زيارة سوف يقوم بها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لأوكرانيا في وقت لاحق.
ويشير المقال في الختام إلى أن نجاح تلك الاستراتيجية من أجل دعم أوكرانيا والتي تشارك فيها عشرات الدول يعتمد بشكل كبير على الولايات المتحدة التي تشكل واحدة من أهم الدول الداعمة لكييف في حربها مع روسيا، موضحا أن الأمل مازال يحدو الإدارة الأمريكية على الوفاء بالتزامها لتوفير الدعم اللازم لأوكرانيا خلال العشر سنوات القادمة.