أعلنت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، طرد عدة موظفين للاشتباه بضلوعهم فى هجمات 7 أكتوبر فى إسرائيل، لتجد الأخيرة ضالتها وذريعة لإقصاء منظمة دولية لعبت دورا هاما منذ بداية العدوان فى فضح جرائم الاحتلال، لاسيما المجازر التى وقعت فى الملاجئ التابعة لها لآلاف المدنييين الذين يقطنون مأويها خوفا من الحرب.
لم تسلم المنظمة الدولية من انتقام الاحتلال الإسرائيلى الذى يحاصر شعب غزة، فحاول سد كل الطرق التى تغيث الفلسطينيين، ليس ذلك فحسب بل أوعز للداعمين الأوروبيين له بما فيهم الولايات المتحدة الأمريكية من الانتقام من المنظمة.
والتحقت كندا بقطار ممتنعي التمويل للمنظمة الدولية، وكانت انضمت أيضا كل من إيطاليا وأستراليا لقائمة دول أعلنت تعليق تمويلها لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، وكانت الولايات المتحدة قد أعلنت، الجمعة، "تعليقا مؤقتا" لكل تمويل مستقبلي إلى هذه الوكالة الأممية التي هي في صلب توزيع المساعدات على المدنيين في قطاع غزة، وسط المعارك المستعرة بين الجيش الإسرائيلي وحركة حماس.
الدور الذى لعبته الأونروا الثلاثة أشهر الماضية دفع الاحتلال للانتقام منها، حيث رصد موظفوها فى بياناتهم ما يثبت بالدليل القاطع جرائم الإبادة الإسرائيلية بحق الفلسطينيين، وكانت بمثابت أدلة قوية شاهدة على المجازر التى يرتكبها الاحتلال يوميا بحق الفلسطينيين كان آخرها الهجمات التى شنتها إسرائيل على ملجأ "الأونروا" فى خان يونس.
وقال المفوض الأوروبى لإدارة الأزمات يانيس ليارتشيتش على منصة إكس إن الملجأ الذى تعرض لضربات إسرائيلية يؤوى نازحين، كما يوزع عليهم مساعدات حيوية يمولها الاتحاد الأوروبي. وأكد المفوض العام لـ"الأونروا" أن القصف أعلى ملجأ تابع للوكالة فى خان يونس يشكل "انتهاكا صارخا" لقواعد الحرب. وكتب فيليب لازارينى فى منشور على منصة "إكس": مرة أخرى، انتهاك صارخ للقواعد الأساسية للحرب.
فى السياق نفسه، قال عدنان أبو حسنة المتحدث باسم الأونروا، إن هناك الآلاف من الجوعى في قطاع غزة، مضيفا أن المساعدات الإنسانية التي تدخل القطاع تكفي لـ 8% فقط من احتياجات الشعب الفلسطيني.
وأضاف خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامية إيمان الحصري عبر برنامجها مساء دى إم سى المذاع على قناة دى إم سى، أننا تمكنا من إدخال 7 قوافل في شمال قطاع غزة في خلال سبعة أيام منقطعة، مؤكدا أن إسرائيل قصفت مجموعة من الجوعى أثناء انتظارهم للمساعدات الإنسانية.
وتابع أن هناك محاولات لإدخال المساعدات غير إيجابية من الجانب الإسرائيلي، مؤكدا أنه إذا لم يمت الفلسطينيون من القصف الإسرائيلي سيموتون من الجوع والأوبئة.
وفى حين رصدت بيانات الأونرو الجرائم الإسرائيلة ومعاناة الفلسطنيين، تعمدت إسرائيل وأوروبا تجاهلهما، وغضت الطرف عن هذه الأدلة، وراحت تمنع التمويل عن المنظكة بذريعة أن عددا من موضفيها شارك فى عملية السابع من اكتوبر ضد إسرائيل.
القرار الأمريكى الأوروبي أثار استياء الفلسطينيين، وفى تدوينة لأمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حسين الشيخ: نطالب الدول التي أعلنت عن وقف دعمها للأونروا بالعودة فوراً عن قرارها الذي ينطوي على مخاطر كبيرة سياسية وإغاثية، حيث في هذا الوقت بالذات وفي ظل العدوان المتواصل على الشعب الفلسطيني نحن أحوج ما نكون إلى دعم هذه المنظمة الدولية وليس وقف الدعم والمساعدة عنها.