باتت القوات الأمريكية فى مرمى نيران الغضب فى المنطقة، وظهرت تداعيات الدعم الأمريكى غير المحدود للمجازر الإسرائيلية البشعة فى قطاع غزة خلال الأشهر الأربع الماضية ورفض واشنطن وقف حرب الإبادة الجماعية، ظهرت جلية فى ارتفاع وتيرة العمليات التى تستهدف الجنود والقواعد الأمريكية سواء فى العراق أو سوريا وجنوب لبنان واليمن.
وخلال الـ 42 ساعة الماضية زادت الهجمات على القوات الأمريكية فى المنطقة، عقب هجوم بطائرة مسيرة على موقع عسكرى على الحدود الأردنية السورية يحمل اسم البرج 22،حيث قُتل فيها ثلاثة جنود أمريكيين وأصيب 34 آخرون، عملية أحدثة زلزال فى الداخل الأمريكى، ما دفع الرئيس جو بايدن بالتعليق محملا فصائل مدعومة من إيران المسؤولية، وتوعد بالرد.
وقال بايدن فى بيان "بينما ما زلنا نجمع وقائع هذا الهجوم، نعلم أن جماعات مسلحة متطرّفة مدعومة من إيران تنشط فى سوريا والعراق هى من نفذته".وتابع بايدن "سنواصل التزامنا محاربة الإرهاب. لا يساوِرنكم شك فى أننا سنحاسب جميع المسؤولين فى الوقت المناسب والطريقة التى نختارها".
بينما أكد وزير الدفاع الأمريكى لويد أوستن أن الولايات المتحدة لن تتغاضى عن الهجمات على قواتها فى الشرق الأوسط وسترد عليها.
وأضاف أوستن أن "القوات المدعومة من إيران مسؤولة عن الهجمات المستمرة على العسكريين الأمريكيين، وسنتخذ الخطوات اللازمة لحماية الولايات المتحدة وقواتنا فى الوقت المناسب وبطريقة مناسبة".
وتأتى عملية "البرج22"، إحدى تداعيات استمرار العدوان الإسرائيلى وتوسع رقعة الصراع فى المنطقة، وضمن سلسلة عمليات استهداف القوات الأمريكية فى العراق وسوريا، فضلا عن استهداف البحرية الأمريكية فى خليج عدن.
ولم يمر 24 ساعة على الحادث حتى استهدف الحوثيين سفنا أمريكية، وقال المتحدث العسكرى باسم جماعة الحوثى اليمنية، فى بيان اليوم، إنه تم أطلاق صاروخ على سفينة تابعة للبحرية الأميركية أثناء إبحارها عبر خليج عدن.
ووفقا للمتحدث العسكرى باسم الحوثيين، يحيى سريع، فإن جماعة الحوثى أطلقت صاروخا على السفينة التابعة للبحرية الأميركية "لويس بى. بولر" أثناء إبحارها عبر خليج عدن.وقال سريع فى تغريدة على موقع إكس، أن الصاروخ استهدف السفينة الأميركية "انتصارا لمظلومية الشعب الفلسطينى وضمن الرد على العدوان الأمريكى البريطانى على بلدنا". مضيفا أن من ضمن مهام السفينة "تقديم الدعم اللوجيستى للقوات الأميركية التى تشارك فى شن العدوان على بلدنا".
ونتيجة طبيعية أن يدخل جنود الإحتلال الإسرائيلى ضمن دائرة عمليات الغضب فى المنطقة، وفى الوقت نفسه، اطلق صواريخ من جنوب لبنان على ثكنة برانيت العسكرية الإسرائيلية واصيب جنديين بجروح بحسب وسائل إعلام إسرائيلية، فيما أعلن حزب الله أنه استهداف بصواريخ بركان ثكنة برانيت، قائلا "حققنا إصابة مباشرة".
القاهرة سبق وأن حذرت من اتساع رقعة الصراع فى حال استمر العدوان، وتنبأت من مغبة احتدام نزاع يقود لإشعال جبهات أخرى فى المنطقة.
وسبق أن شنت الولايات المتحدة غارات استهدفت عبرها موقعين مرتبطين بإيران فى سوريا وجماعات مرتبطة بطهران، ردا على هجمات طاولت جنودا أمريكيين، وفق ما أفاد وزير الدفاع الأمريكى لويد أوستن، وضربات المتلاحقة للقواعد الأمريكية حيث استهدف 15 صاروخا أطلقت على القاعدة الأمريكية فى حقل العمر النفطى بمحافظة دير الزور شرقى سوريا، فضلا عن هجمات شنتها واشنطن على موقعين لتخزين الأسلحة مرتبطين بإيران فى سوريا، واستهدفت منشأتين قالت أن إيران والمنظمات التابعة لها تستخدمهما فى سوريا.
وفى السابق، كشف المتحدث باسم البنتاجون أن القوات الأمريكية المتمركزة فى الشرق الأوسط تعرضت لـ 13 هجوما على الأقل فى أسبوع واحد، وقال أن الجيش يتخذ خطوات جديدة لحماية قواته فى الشرق الأوسط مع تزايد المخاوف بشأن هجمات على قواعدها، ويترك الباب مفتوحا أمام إمكانية إجلاء عائلات العسكريين إذا لزم الأمر، بحسب وكالة رويترز.
اتساع الصراع حذرت منه أيضا صحف عالمية، فيما رصدت مجلة بولتيكو الأمريكية قيمة تقديرية لتكلفة التعزيزات الأمريكية الإضافية فى الشرق الأوسط والتى اضطرت للإقدام عليها منذ بدء العدوان الإسرائيلى على غزة فى 7 أكتوبر، مشيرة إلى أنها تقدر بـ1.6 مليار دولار، وقد تصل لأكثر من 2.2 مليار دولار.
وقدرت المجلة الأمريكية نقلاً عن مصادر لم تنشر أسمائهم تكلفة دعم العمليات غير المخطط لها بالشرق الأوسط والمرتبطة بفترة الـ 120 يومًا بين أكتوبر ويناير 1.6 مليار دولار، بواقع 29.2 مليون دولار تكاليف الأفراد العسكريين، 708.6 ملايين دولار صيانة دورية للمعدات العسكرية، 528.4 مليون دولار لحساب المشتريات، 51.9 مليون دولار استطلاع وتقييم، 248.5 مليون دولار للنقل.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة