** رئيس حركة حماس: تلقينا مقترحا من باريس بشأن وقف إطلاق النار في قطاع غزة وسندرسه
يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي ارتكاب المزيد من المجازر والإبادة الجماعية ضد سكان قطاع غزة للـيوم الـ 115 على التوالي، ويكثف طيران الجيش الإسرائيلي غاراته على محيط مستشفى الأمل ومحاصرة مجمع ناصر الطبي في خانيونس جنوب قطاع غزة.
وتواصل طائرات الاحتلال الاسرائيلي ومدفعيته الغارات الجوية والقصف العنيف على أرجاء متفرقة من غزة، وسط تركيز العدوان على خانيونس، مستهدفة منازل وتجمعات النازحين وشوارع، موقعة مئات الشهداء الفلسطينيين والجرحى.
أكدت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة أن الاحتلال الاسرائيلي ارتكب 13 مجزرة ضد العائلات في غزة راح ضحيتها 114 شهيدا و249 إصابة خلال ال 24 ساعة الماضية، مضيفة: "لا يزال عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات يمنع الاحتلال وصول طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم."
وأكدت الصحة الفلسطينية ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي إلى 26751 شهيد و65636 إصابة منذ السابع من أكتوبر الماضي.
ونسف جيش الاحتلال الإسرائيلي مربعًا سكنيًا غربي محافظة خان يونس جنوبي غزة، أكد المتحدث الرسمي باسم الصحة الفلسطينية الدكتور أشرف القدرة أن الاحتلال الإسرائيلي يشدد حصاره على مجمع ناصر الطبي للأسبوع الثاني.
ولفت إلى أن الاحتلال الاسرائيلي يضع 150 كادرا طبيا و 450 جريحا و3000 نازح في دائرة الاستهداف، مشيرًا إلى أن المولدات الكهربائية في مجمع ناصر الطبي ستتوقف خلال يومين نتيجة نقص الوقود، مؤكدا تراكم النفايات في أقسام وساحات مجمع ناصر الطبي ويرفض الاحتلال السماح لنقلها للخارج، مشيرا لنفاد الطعام عن الطواقم والجرحى والنازحين في مجمع ناصر الطبي.
وقصفت طائرات الاحتلال 6 بنايات سكنية على الأقل في حي الصبرة وشارع الثلاثيني ومخيم الشاطئ في غزة، ما أدى إلى عشرات الشهداء والجرحى.
دُفنت جثامين 100 مواطن فلسطيني استشهدوا خلال عدوان الاحتلال المتواصل منذ السابع من أكتوبر الماضي، بمقبرة جماعية، في مدينة رفح، كان الاحتلال الاسرائيلي قد احتجزها من مناطق متفرقة من قطاع غزة.
وأكدت وسائل إعلام فلسطينية أن جرى دفن 100 جثمان وكان بعضها متحللا، لشهداء فلسطينيين مجهولي الهوية، سرقها جنود الاحتلال من المستشفيات والمقابر خلال اقتحامها مناطق مختلفة من قطاع غزة، وجرى تسليمها صباح الثلاثاء، عبر معبر كرم أبو سالم.
ووفقا لمصادر طبية فلسطينية، فقد أظهرت معاينة بعض الجثامين سرقة الاحتلال الاسرائيلي أعضاءً بشرية من بعض جثامين الشهداء.
أعدت الجهات الحكومية في غزة مقبرة جماعية في رفح لدفن جثامين شهداء مجهولي الهوية سلمهم الاحتلال عبر معبر كرم أبو سالم اليوم.
فيما قصف الطيران الحربي الإسرائيلي منزلاً في حي الجنينة وسط رفح الفلسطينية دون إصابات، بالإضافة لشن غارة على مخيم النصيرات وسط غزة مع استمرار القصف المدفعي.
سياسيا، أكد إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس أن الحركة تسلمت المقترح الذي تم تداوله في الاجتماع وأنها بصدد دراسته وتقديم ردها عليه على قاعدة أن الأولوية هي لوقف العدوان الغاشم على غزة وانسحاب قوات الاحتلال كليا إلى خارج القطاع.
جاء ذلك تعقيباً على التطورات المتصلة باجتماع باريس وما تم تداوله فيه من أفكار لوقف العدوان والإفراج عن الأسرى.
أوضح هنية ان الحركة منفتحة على مناقشة أي مبادرات أو أفكار جدية وعملية، شريطة أن تفضي إلى وقف شامل للعدوان وتأمين عملية الإيواء الفلسطينيين الذين أجبروا على النزوح بفعل إجراءات الاحتلال ومن دمرت مساكنهم، وإعادة الإعمار ورفع الحصار وإنجاز عملية تبادل جدية للأسرى تضمن حرية أسرانا الأبطال وتنهي معاناتهم.
وثمن رئيس المكتب السياسي لحماس الدور الذي يقوم به الأشقاء في كل من مصر وقطر من أجل التوصل لاتفاق وقف إطلاق نار مستدام في غزة على طريق إنهاء العدوان الذي يتعرض له الشعب الفلسطيني في القدس والضفة والأسرى في سجون الاحتلال.
وأوضح أن قيادة حماس تلقت الدعوة لزيارة القاهرة من أجل التباحث حول اتفاق الإطار الصادر عن اجتماع باريس ومتطلبات تنفيذه وفق رؤية متكاملة تحقق لشعبنا المجاهد مصالحه الوطنية في المدى المنظور.
وحول ما يجري في غزة من تصعيد ومجازر بما في ذلك تجدد العدوان الوحشي على شمال القطاع قال هنية: " إن على العالم أن يضغط على الاحتلال لوقف هذه المجازر وجرائم الحرب بما في ذلك سياسة التنكيل التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني في مناطق الضفة الغربية والإعدامات والاعتقالات والاقتحامات اليومية للمدن والمخيمات مؤكداً أن كل هذه الممارسات لن تكسر عزيمة شعبنا وتصميمه على الحرية والاستقلال .
كما أكد أن ما يصدر عن قادة الاحتلال الإسرائيلي من تصريحات بأن عدوانه وجرائمه العسكرية ستكسر مقاومتنا أو تجبرها على تقديم تنازلات على حساب مصالح شعبنا ما هو إلا أوهام قد بددتها صلابة المقاومة التي تواصل عملها ردا على هذه المجازر بحق شعبنا كما تبددها ملاحقة جيش الاحتلال وآلياته في كل مكان من القطاع.
وفي سياق متصل؛ استنكر هنية المواقف والقرارات التي صدرت عن الولايات المتحدة وبعض الدول الغربية تجاه وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين وتعليق مساهماتها والتزاماتها المالية للاونروا بدلا من زيادتها.
وأكد هنية أن هذه القرارات جاءت في مخالفة صريحة لقرار محكمة العدل الدولية الأخير الذي طالب بزيادة المساعدات لغزة بدلا من تقليصها، وأن هذه المواقف إنما تدل على وجود سياسة ممنهجة لدى هذه الدول لمؤازرة الاحتلال من خلال التجويع والحصار لشعبنا بدلا من الاستجابة للقرار التاريخي للمحكمة وما سيتبعه من إجراءات لمحاكمة الاحتلال بتهمة الابادة الجماعية والتي نأمل أن تطال كل من يساندون هذا الاحتلال في جرائمه المتواصلة .
كما قال هنية :" إن المبررات التي ساقتها تلك الدول لتعليق مساهماتها هي مبررات واهنة ولا تستند الى أي أدلة غير ما يقدمه الاحتلال من مبررات واهية ودعاية مكشوفة هدفها الضغط على الأمم المتحدة ومعاقبتها لما قدمته للمحكمة من تقارير حول آثار العدوان الغاشم على شعبنا وتصريحات الأمين العام للأمم المتحدة جوتيرش والتي استندت إليها محكمة العدل الدولية في قرارها.
وكرر هنية الشكر والتقدير لدولة جنوب أفريقيا الصديقة التي سجلت موقفا تاريخيا في رفع الدعوى وانتصارها لشعبنا الذي يتعرض لأبشع جرائم الإبادة.
واستنكر رئيس المكتب السياسي لحماس الاعتداءات التي يتعرض لها الأشقاء في لبنان واليمن وسوريا والعراق والتهديدات المتواصلة لإيران، معبرا في الوقت ذاته عن تقديره لكل الجهود والفعاليات المتواصلة في الشارع العربي والإسلامي ولدى أحرار العالم لنصرة غزة وفلسطين.
وحول التهديد الإسرائيلي بإعادة احتلال محور صلاح الدين ( فيلادلفيا) عبر رئيس الحركة عن تقديره لموقف مصر الذي أبلغنا به، وتم التعبير عنه رسميا، والمتطابق مع موقف الشعب الفلسطيني، ومقاومته في رفض أي تواجد لجيش الاحتلال على الحدود الفلسطينية المصرية، وكذلك في إفشال خطة التهجير.